[ هناك مشكلة ]

122 3 1
                                    

المشهد الأول :(بل خمري)
* جاء حكيم بالسيارة و أخذ فيصل رحماني و ذهب بيه علي الفور ، و لم يتمكن رشيد و رجاله من ملاحقته ، و كان رجال فيصل مازالو يقاتلون ، و لكن بعد ذهاب فيصل بدأوا في لملمة ضحاياهم ، وكان من ضمنهم ذلك الرجل « چلال الدین خليل » لم يكن ذلك الرجل من رجالهم ، و لم تكن إصابته أو حتي موته يشكل فارقاً بالنسبةِ لهم ، و لكنه أسير ، و بالطبع سيسألهم فيصل عنه عندما يرجعون.

ـ لاحظ رشيد أن رجال فيصل ينسحبون ، ف ركض في إتجاه ياماش و قال له : أين أخذتم نزات ؟
ياماش : اااه ، لا أعرف ، كارما ، أين نزات ؟
كارما : لماذا ؟ هل سنتركه الآن ؟
رشيد : نعم ، إنهم ينسحبون.
كارما : حسناً ، هيا يا عمي.
* ذهبت هي و ياماش إلى فناء المنزل التي تركت بيه نزات ، و تبعهم رشيد .
ـ دخلوا إلى المنزل ، و عندما رآه ياماش مصاباً ، و فاقد الوعي قال : يا إلهي!  من المؤكد إنهم عرفوا بمكانه و طعنوه ، لقد قلت لكِ أن تبقي بجانبه .
كارما : لا لم يعرف أحداً شيئاً ، أنا من طعنه.
* ركض رشيد إلى إبنه لكي يطمئن عليه ، بينما ياماش ينقل عيناه بين نزات و كارما و هو مصدوم مما فعلته.
كارما : لا تقلق يا عمي رشيد ، إنه بخير .
فشل ياماش في التحكم في غضبه و صرخ عليها و قال : هل أنتي معتوهة ؟ لماذا تطعنين الرجل ؟ أنتي حقاً مريضة .
رشيد : حسناً يا بني ، إنه بخير .
كارما : هل كان عليّ أن أتركه سليماً لكي ينكشف أمرنا ؟ حينها كانوا سيقتلوه .
ياماش : حقاً ؟ و ماذا فعلتي أنتي ؟ أنتي تقتليه أيضاً ، ألم تجدي شيئاً تضربيه بيه علي رأسه مثلاً بدلاً من هذا ؟
كارما : هذه الخدعة سيفهمها فيصل علي الفور ، علي كل حال ، هيا نحمله و نضعه في طريقهم لكي يأخذوه.
* هم رشيد بحمل إبنه و لكن ياماش أوقفه لكي يحمله بدلاً منه ، و لكنه قال : هل حقاً سنتركه في هذه الحالة ؟ ماذا لو تأخروا عليه و لم يأخذوه فوراً ؟
رشيد : لا تقلق يا بني ، إنها إصابة سطحية .
ياماش : بالطبع ستقول هذا ، أساساً لقد تعلمت كل هذه الأشياء منكم .
* ثم حمل نزات لكي يخرج بيه إلى خارج المنزل و هو يستشيط غضباً ، ف خرجت كارما أولاً لكي تراقب الطريق ، و عندما كان الطريق خالياً ، أشارت إليه لكي يخرج ، فخرج بيه ، ثم قالت كارما : حسناً ، أتركه هنا و إذهبوا أنتم و أنا سأتصرف .
ياماش : هنا ؟! ربما لن يأتوا هنا.
كارما : ماذا ستفعل إذاً ؟ هل تريد أن تذهب بيه و تسلمه لهم يداً بيد ؟
ياماش : حسناً ، و لكن هذه المرة إنتبهي قليلاً.
* رمقته بعينها و لم ترد عليه ، و أخذه رشيد و ذهبوا إلى الجهة الأخرى التي يقاتل فيها رجال فيصل و رجاله .
ـ أما كارما كان من المفترض أن تقود رجال فيصل إلى مكان نزات ، ف أخرجت سلاحاً من حقيبتها ، و أفرغت منه الرصاصات ماعدا ثلاثة فقط ، ثم تسللت إلى رجال فيصل و أطلقتهم عليهم عشوائياً كالمعتاد ، و عندما رأوها ركض إثنان منهم وراءها ، حتي ذهبت إلى مكان نزات ، و عندها أطلقت عليهم النار مجدداً لكي يعرفوا أن سلاحها فارغاً ، و تصنعت الهزيمة و هربت منهم خلف الجبال .
ـ لم يأبه رجال فيصل لهذا ، فقد رأوا نزات ملقي علي الأرض مصاباً ، فأخذوه إلى السيارة التي وجدوها و وضعوا بها المصابين ، ثم انطلقوا بهم ، و الباقية هربوا فارين علي أقدامهم .
المشهد الثاني :(مشفي حي كوشوفا)
* كان جومالي ممسكاً  بيد صالح و يبكي بجانبه ، ثم عاد إلى رشده و مسح دموعه و خرج إلى الخارج سريعاً .
ـ ثم دخلت سعادات بعده ، جلست بجانب زوجها ، و كانت تحاول ألا تبكي .
ـ ثم فتح صالح عينه نصف فتحة و نظر إلى الغرفة و سعادات الجالسة بجانبه ممسكة بيده و تبكي و عينها علي الأرض .
نظر إليها صالح و قال مازحاً و لكنه متعب : أووه ، زال البأس يا سيدة سعادات ، لقد كان رجلاً صالحاً حقاً .
* نظرت إليه سعادات غير مصدقة ، مسحت دموعها و إبتسمت له ، و لكنها أجهشت في البكاء مجدداً.
تابع صالح و قال : ماذا تفعلين يا فتاة ؟ لا تحزني لم تصبحي أرملة بعد ، مازلتِ صغيرة جداً علي ذلك .
* قال ذلك و إبتسم ، ثم أخذ رأسها علي كتفه  و قبّله .
قالت سعادات  : لقد خفت كثيراً يا صالح .
صالح : أنا بخير يا روحي ، لا تخافي .
* أغمضت عينها قليلاً و رأسها مازال علي كتف زوجها ، و دموعها مازالت تنساب على وجهها.
* ثم نهض صالح من سريره فجأة ، ف فزعت سعادات و رفعت رأسها من علي كتفه و قالت : صالح ، هل أنت بخير ؟ ماذا يحدث ؟
* بدأ بفك الأجهزة و المحاليل الملتصقة بجسده ، و لكن سعادات كانت تحاول أن توقفه ، فلم تستطيع ، ثم صرخت لكي يأتي أحداً من الخارج .
فقال صالح : أعطني ملابسي يا سعادات ، عليّ أن أذهب الآن .
* جاء الطبيب و خلفه ممرضتان من الخارج عندما سمعوا تنبيه الأجهزة الذي يدل علي أن هناك خللٍ ما .
ـ جهزت الممرضة حقنة مهدئة لكي يعطيها الطبيب له ، و طلبوا من سعادات الخروج من الغرفة.
ـ خرجت سعادات و هي تبكي و لا تعرف ماذا أصابه هكذا فجأة .
ـ و لكن صالح قبل أن يتمكنوا من إعطاءه الحقنة بدأ في الصراخ و قال : الأفغان ، الأفغان ما زالوا في الحفرة عليّ أن أذهب .
ـ كان صوته واضحاً من الخارج ، فدخل ميدات إلى الغرفة و لكن أوقفه الطبيب ، فقال له و هو يقف علي الباب : لقد انتهى الأمر يا أخي ، ليس هناك أفغان و ما شابه في الحفرة لا تقلق .
صرخ الطبيب بيه و قال له : إذهب إلى الخارج لو سمحت .
قال صالح : إتصل ب ياماش يا أخي .
* خرج ميدات من الغرفة ، و هدأ صالح عندما أعطاه الطبيب الحقنة .
المشهد الثالث :( أرغستان)
* في ذلك الوقت الذي أوشك علي الفجر ، كان حمزة و جميع رجال اسكندر قد قاتلوا الروسيين و أسروا الكثير منهم ، و كان من ضمنهم السيد « كيڤين » ذلك الرجل الخمسيني ، الذراع الأيمن للسيد «مارسلينو» أكبر تاجر مخدرات في روسيا .
ـ و كانوا مازالوا يظنون أن جماعة فيصل رحماني هي من فعلت بهم كل هذا .
المشهد الرابع :(أرغستان ) أرمزاي
* أما نچيب و جماعته فقد أصابهم النعاس من كثرة الإنتظار ، و جماعة فيصل أيضاً أصبحوا يدورون حول أنفسهم ، و كادوا أن يفقدون الوعي من التفكير فيما يمكن أن يصيبهم من رشيد و رجاله ، و ماذا عن البضاعة التي تملئ الصناديق التي معهم في الشاحنات ؟ يعرفون أنهم في أحسن الأحوال ربما يتمكنوا من إنقاذ شيئاً واحداً فقط ، أما أرواحهم أو بضاعتهم ، و لكن من المستحيل أن يخرجوا بالإثنين ، كما إنهم يعرفون أن من المستحيل أيضاً اللجوء إلى أحد المنازل من أجل المساعدة ، إنهم في أرغستان ، عشيرة رشيد ، و إن لمحهم أحداً من سكان المقاطعة سيفرغ رشاشه في رأسهم .

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now