[تهانينا لقد أصبح الجميع عدواً لنا]

131 5 6
                                    

المشهد الأول :(كابل)أفغانستان
* و أخيراً إستطاع رجال فيصل تصليح كاميرات المراقبة التي قام بتعطيلها الرجال الذين هاجموا المنزل و قاموا بإختطاف عباسي .
ـ في الواقع لقد قام حكيم بالتخمين علي الفور ، و قال إنهم بالتأكيد رجال ذلك الشاب ياماش كوشوفالي ، و ذلك بعدما أخبرته رجال فيصل الذين كانوا مع عباسي في فترة عصيانه علي سيده ، إنهم قاموا حينها بإختطاف نساء عائلته و هاجموا الحي بحثاً عن البضاعة ، كما إنهم قاموا بإصابة أخيه أثناء ذلك ، و بالطبع كل هذه الأسباب كافية ليقوموا بخطفوا ، و قد إقتنع فيصل بهذا ، و لكن أراد أن يري ذلك بعينه ، و خصوصاً إنه لم يعد يثق ب حكيم ، و رأيه لم يعد مهماً مثل سابق .
ـ و ها هم قاموا بتشغيل الكاميرات و حانت اللحظة التي إنتظرها فيصل منذ أيام من تلك الحادثة .
ـ كانت أمامه أكثر من شاشة لأكثر من مكان ، في ساحة القصر ، و في غرفة المكتب ، و المطبخ ، و الجراچ ، و أمام القصر ، و الزنازين ، حتي أن هناك كاميرات على بعد ثلاثة كيلو من القصر ، لقد شاهد كل ذلك ..
ـ لقد كانوا رجال ضخام و ملثمين ، يرتدون بذلات سوداء و يبدون محترفين للغاية .
ـ كان فيصل يحاول التعرف عليهم ، كان يحاول أن يتذكر جميع أعدائه و يقارن بين أدائهم الذي يعرفه و بين ما يراه الآن ، و للأسف ما توصل إليه يشير إلى رجالاً لم يعرفهم من قبل ، و هذا يعني إنه من عمل ذلك الشاب (ياماش كوشوفالي) .
ـ لقد أجفلت عين نزات عندما توصّلوا إلى ذلك في النهاية ، يا إلهي ، هل سيهاجمونهم الآن ؟ عليّ أن أفعل شيئاً ، فقال : أبي فيصل ، أريد أن أقول شيئاً إن كنت تسمح .
قال فيصل : بالطبع يا بني .
نزات : هل لاحظت إن هؤلاء الرجال دخلوا إلى القصر و قاموا بتعطيل الكاميرات علي الفور و كأنهم هم من وضعوها بأيديهم ، أقصد كيف عرفوا بمكانها دون أن يبحثوا أولاً ؟ كما إنهم ذهبوا بعد ذلك إلى مكان الزنازين مباشرةً دون أن يبحثوا أيضاً ، هل هذا طبيعي ؟ من غيرنا يعرف بمكان تلك الزنازين؟
ـ صمت الجميع و تشوش عقل فيصل ، لقد كان كلامه صحيحاً مما أثار غضب حكيم و غيرته .
صمت فيصل قليلاً ثم قال ساخراً : هل تقول أن هناك أحداً من رجالي مازال مخلصاً ل عباسي ؟
نزات : أنا لم أقصد ذلك يا أبي ، فقط أحاول أن أخبرك بما أراه .
فيصل : أنت محق يا بني ، و لكن لتخبرني أنت ، من يستطيع أن يعرض نفسه للمخاطرة من أجل عباسي ؟ من يريد هذا الكلب إلا إن كان سيقتله ؟
* صمت الجميع مرة أخرى و لم يجد نزات شيئاً يقوله .
فتابع فيصل و قال : ربما يكون بيننا جاسوساً الآن ، أنا أوافقك ، و لكن أيا كان من قام بهذا العمل فهو من أجل ياماش كوشوفالي أيضاً ، لقد رأيت هذا الفتي ، إنه شاباً شجاعاً ، يظن إنه يستطيع مجابهتي ، لذلك ف أنا متأكد أن عباسي في الحفرة الآن ، و علينا أن نأخذه قبل أن يقتلوه ، و إلا سيكون ذلك ال*** مثل إبني و سأضطر لأخذ ثأره من اسطنبول بأكملها ، هل أنا مخطئ يا نزات ؟
حاول نزات أن يبدو محايداً و قال : إستغفر الله يا أبي .
المشهد الثاني:(مرمريس)
* إنها السابعة صباحاً ، يا إلهي ، لا يمكن للمرء النوم براحة حتي في ذلك القصر الفخم .
ـ هذا ما قاله عباسي عندما أفزعه رجل چلال في سريره في ذلك الوقت المبكر .
رجل چلال : هيا إنهض ، السيد چلال ينتظرك بالإسفل ، أمامك عشر دقائق لترتدي ملابسك .
* قال ذلك ثم خرج من الغرفة علي الفور .
ـ تذمر عباسي قليلاً و لكن تذكر أن لديه عشر دقائق فقط ، فقفز ليرتدي فوراً .
ـ إرتدي عباسي ملابسه الجديدة الأنيقة و نزل إلى الأسفل ، و قاده رجلاً من الرجال إلى الحديقة حيث كان يتناول چلال الإفطار .
ـ ذهب عباسي و جلس معه علي مائدة الطعام ، و لكن هذه المرة كان عابساً .
چلال الدين : صباح الخير ، هل نمت بشكل جيد ؟
عباسي : هل تسمي هذا نوماً ؟ و الله حتي إن العصافير لا تستيقظ مبكراً هكذا ، ماذا حدث ؟
چلال : لدينا عمل ، حتي إنه لدينا الكثير من الأعمال يا عزيزي ، عندما نحل أعمالنا سأتركك تنام بكل راحة ، أعدك .
* كان مظهر چلال واضحاً للغاية و هو يقول هذه الكلمات الأخيرة ، و لكن عباسي الغبي لم يفهم ماذا يقصد .
عباسي : إذاً ماذا سنفعل الآن ؟
چلال : سنبحث عن بضاعة فيصل ، هل هي في ذلك المكان الذي يدعي بالحفرة كما قال ذلك المخرف فيصل رحماني ؟
عباسي : لا أعرف يا أخي ، لم أستطيع البحث هناك ، لم يتركونا .
چلال : أنت لم تستطيع ، و لكنني سأفعل .
المشهد الثالث :(منزل العائلة)
* إستيقظت السيدة سلطان و أيقظت الجميع ، أو بالأصح من إستطاع النوم منهم .
ـ كانت كارما هي أول من إستيقظ منهم ، ذهبت إلى المطبخ لشرب الماء ، فجاء صوت من خلفها يقول : صباح الخير .
* إستدارت كارما و هي مازالت ممسكة بكأس الماء ، و إبتسمت بتشفي و لم ترد .
ياسمين : الله الله ، لماذا تبتسمين يا فتاة ؟ هل تظنين إنني أحاول التودد إليكِ ؟
قالت كارما و هي مازالت مبتسمة : هل فكرتي في الأمر مجدداً ؟
ياسمين : أي أمر ؟ هل تقصدين الطلاق ؟
* ف هزت كارما رأسها .
تابعت ياسمين : لم أفكر ، لقد إتخذت قراري .
كارما : هل تحدثتي مع أخي اسكندر إذاً ؟
ياسمين : ليس بعد ، و لكنني سأتصل بيه .
إتسعت إبتسامة كارما أكثر و قالت : نعم إتصلي علي الفور ، بالتأكيد سيكون جالساً الآن في إنتظار إتصالك ، ماذا تقولين يا إبنتي ؟ الرجل يتخبط الآن لينقذ مؤخرته ، هل سينشغل بك أيضاً ؟
قلقت ياسمين و قالت : ماذا تقصدين ؟ هل حدث له شيئاً ؟
كارما : والله كان من الأفضل أن يحدث له شيئاً بدلاً من هذا ، لقد تورط مع *** ، و لكن لا تقلقي ، لم يتورط بمفرده ، عمي ياماش متورط معه أيضاً .
خافت ياسمين كثيراً و بدأت في البكاء و قالت : هل جننتي يا فتاة ؟ هل أنتي سعيدةً بهذا ؟
توقفت كارما فجأة عن الإبتسام و قالت : تباً لك يا ياسمين ، أتدركين لماذا أوصلتيني يا إبنتي ؟ بالطبع لستُ سعيدة بهذا ، تعالي .
* قالت كارما ذلك ثم ضمتها إليها و قالت : لا تقلقى يا روحي ، سنحل الأمر .
* ثم جاءت سعادات و أعدّوا الإفطار معاً ، و جلسوا علي المائدة جميعاً ، و لكن دون أن ينطق أحداً بكلمة واحدة ، حتي إنهم لم ينظروا إلى بعضهم البعض ، الكل أكل طعامه و كأنه يتجرعه ، ثم نهضوا سريعاً إلي جحورهم .
ـ أما چومالي و ياماش لقد إستعدوا للخروج من المنزل ، و خرج چومالي أولاً ، و أثناء ما كان ياماش يرتدي حذاءه و معطفه ، رأي كارما تركض خلفهم و قد ألقت آخر لقمة طعام في فمها .
ثم قالت و هي مازالت تمضغ الطعام : إلى أين ؟ هل إلى المقهي ؟
قال لها ياماش بلهجة صارمة و لكنه كان يهمس لكي لا يسمعه أحد : أنتي لن تتحركي من هنا يا روحي ، هل هذا مفهوم ؟ و لآخر مرة سأقول لك ، لن تتدخلي في شيء ، لن أنشغل بك أيضاً ، هل فهمتي ؟
كارما : آمان ، لماذا سأتدخل أساساً ؟ علي العكس يا عمي ، أنا مزاجي في مكانه للغاية ، لماذا ؟ لأنني أخبرتك إنه سيخرج *** من تحت هذا الأمر ، و لكنك لم تستمع لي ، لماذا لم تستمع لي ؟ لأن ياماش كوشوفالي الكبير لا يستمع إلى أحد ، و خاصةً من فتاة صغيرة مثلي، سيكون عيباً كثيراً ، أليس كذلك ؟
أمسكها ياماش من ياقتها و قال : إياكِ أن تكوني خلف هذا الأمر ، و اياكِ أن تفكري في أن تحيكي شيئاً ، أو تتدخلي في شيئاً ، لا تعتقدي لأنكِ إبنة أخي هذا سيتيح لكِ أن تتصرفي كما يحلو لك ، ستجلسين مكانك ، بين نساء هذا المنزل ، هل فهمتي ؟
دخل چومالي مجدداً و قال : يا طفل ، أين أنت يا بني ؟ لماذا لم تأتي ؟
أفلت ياماش يده سريعاً و قال : أتيت يا أخي.
قال ذلك و خرج من المنزل ، ف رأي چومالي إبنة أخيه واقفة ، فقال لها : وردتي ، هل ستأتين أيضاً ؟
ردت كارما ساخرة و هي تنظر إلى ياماش : لا ، سأجلس مع أختي ساديش ، ستعلمني كيفية لف المحشي اليوم .
ضحك چومالي و قال : هذا يعني إننا سنذهب إلى المشفي مجدداً ، حباً في الله ماذا تقولين يا فتاة ؟ هل يليق بكِ ؟ محشي و ما شابه ، هيا بنا .
ياماش : أخي لــ....
قاطعه چومالي و قال : هيا ، لا تقل شيئاً يا طفل ، إن الوسط بالداخل كئيب للغاية ، والله لا أتركها وسطهم ستصاب بالعدوي ، هيا يا روحي .
* إبتسمت كارما إلى عمها ياماش بتحدي .
فقال ياماش : حسناً فليكن ، ستكونين أمام عيني إذاً .
* ثم صعدوا إلى السيارة ، و صعدت كارما بالمقعد الخلفي .
ـ كان چومالي هو من يقود السيارة ، فأخرج ياماش هاتفه و إتصل بصالح .
صالح : نعم يا بني .
ياماش : أين أنت يا هذا ؟ لماذا لم تأتي لتفطر معنا ؟
صالح : لقد تناولت فطوري ، بالعافية لكم ، إنني جالس في المقهي الآن .
ياماش : ليكن هكذا إذاً يا أخي ، سنتحدث في ذلك الأمر أيضاً .
صالح : ها ها أعرف سنتحدث ، أنت لن تنسي ، حسناً فهمنا ذلك ، هيا مع السلامة .
* أغلق صالح الخط مما أثار غضب ياماش كثيراً ، فقال هامساً إلى نفسه : بالدور ، سيأتي دورك أيضاً لا تقلق .
چومالي : ماذا فعل إبن أبيك يا بني ؟
ياماش : لا شيء يا أخي .
كارما : كان يريد أن يرحل .
تفاجأ چومالي و قال : كيف هذا ؟
إلتفت ياماش إلى كارما و قال : هل سألك أحداً ؟ لماذا تنسحبين من لسانك ؟
صرخ چومالي و قال : أخبرني ما الأمر يا هذا ، أنا من يتحدث معك .
صرخ ياماش أيضاً و قال : نعم يا أخي ، كان سيرحل و أمي أوقفته ، هذا ما حدث ، حسناً ؟
چومالي : لقد حدث ذلك بسبب أمي ، أليس كذلك ؟ آه يا بني ، علي كل حال أنا سأتحدث معه .
ياماش : لا ، حسابه هيكون معي أنا .
چومالي : حساب !؟ حباً في الله ماذا تقول يا طفل ؟ هذا الولد لقـ.... الله اللــه ، إلى أين وصلنا يا هذا ؟ هل أصبحت أنا من أدافع عنه أمامك ؟ أليس هذا إبن أبيك يا بني؟ ماذا حدث الآن ؟
ياماش : لقد لاحظت إنني أتحمل بمفردي ، هذا ما حدث يا أخي .
كارما : حقاً ؟ أعطينا لنتحمل معك إذاً .
أغمض ياماش عينه غاضباً ثم قال : لا أستطيع تحملك أنتي أيضاً يا إبنتي ، إخرسي رجاءاً .
چومالي : كيف تتحدث يا بني ؟ الفتاة لم تقل شيئاً .
ياماش : لا تقل ، رجاءاً لا تقل شيئاً .
كارما : حسناً ، هل أخبرت عمي عن أمر أخي اسكندر ؟
صعق ياماش و قال : اللعنة .
كارما : ماذا ؟ ألا تريد أن نتحمل معك ؟ لماذا لم تخبره إذاً ؟
چومالي : هذا الطفل لا يخبرنا بشيء يا إبنتي ، أنتي قولي .
كارما : أخي اسكندر سيأتي اليوم .
* نظر إليها ياماش بغضب شديد و كأنه يتوعد لها .
چومالي : اليوم اليوم ؟! عساه خيراً يا طفل ؟ متي كنت تنوي إخباري ؟
ياماش : كنت أنوي ذلك عندما نصل إلى المقهي يا أخي ، لقد عرفت في الليلة الماضية أساساً .
چومالي : إيه ؟ و لماذا سيأتي ؟
فقفزت كارما لكي تتحدث قبل عمها ياماش و قالت : ياسمين ، إنها تريد الطلاق ، لذلك إتصلت بأخي اسكندر و أخبرته .
* و قبل أن يتفاجأ ياماش و يتساءل لإنه لا يعرف شيئاً عن هذا الأمر أيضاً ، أوقف چومالي السيارة فجأة و قال : ماذا ؟
* صدموا جميعاً و إلتقطوا أنفاسهم بصعوبة .
ثم قالت كارما : لا تقلق يا عمي ، عمي ياماش سيحل الأمر .
ثم ربتت علي كتف عمها ياماش و تابعت : أليس كذلك يا عمي ؟
* لم يلتفت إليها ، و لكنه مسح علي وجهه في نفاذ صبر و قال بصوت خافت مجدداً : بالدور ، فلتأتوا بالدور .
المشهد الرابع :(مقهى الأصدقاء)
* وصلوا إلي المقهي و دخلوا ، و كان صالح جالساً هناك في إنتظارهم و يشرب الشاي .
قال چومالي : السلام عليكم .
رد صالح : و عليكم السلام يا أخي .
* لم تجلس كارما ، بل ذهبت إلى المقود لتعد لعمها چومالي و ياماش الشاي أيضاً ، و قبّلت رأس عمها صالح أثناء مرورها بيه ، مما جعله يجفل للحظة ، و لم يعرف ماذا عليه أن يقول أو يفعل ، فلم يفعل شيئاً .
ـ إبتسم ياماش بسخرية ، لقد فكر أن كارما تفعل ذلك متعمدة لكي تضايقه فقط ، و ذلك لأنها تعلم أن ياماش غاضباً من صالح الآن ، و ستحاول أن تستغل الفرصة ; بينما كانت إبتسامة چومالي مختلفة تماماً ، حتي لولا إنه خاف أن يحرج صالح ، كان سيقول لها أحسنتي و ربما ينهض و يعانقها أيضاً ، و لكنه فضّل أن يتجاهل الأمر فقال : عساه خيراً يا بني ؟ إنك مبكر اليوم .
صالح : الارزاق تتوزع في الصباح يا أخي ، لقد أتيت في الصباح ، فتحت الدكان و سكبت دلواً من الماء و ما شابه ، لكي ينفتح رزقنا.
ضحك چومالي و فرك يده في حماس و قال : هيا بسم الله .
ثم تابع و قال : نعم يا إبنتي ، ماذا كنتي تقولين ؟
كارما : لا تهتم يا عمي ، إنه أمراً بسيطاً .
صالح : ماذا يجري ؟
چومالي : اسكندر سيأتي اليوم .
و عندما إندهش صالح ، تابع چومالي و قال : الفتاة تريد الطلاق .
تفاجأ صالح و قال : ماذا ؟
چومالي : و الله لا أستطيع أن أقول أن الفتاة ليست محقة في ذلك ، لقد أ*** هذا الولد منذ أن وجدناه ، علاوة علي ذلــ...
قاطعه ياماش و قال : أخوتي ، هناك مسألة أهم بكثير الآن .
* فصمتوا جميعاً ليستمعوا له .
فتابع ياماش : اسكندر لن يأتي من أجل ياسمين ، هناك أمراً آخر .
* جاءت كارما و وضعت كؤوس الشاي لهم ثم جلست ، بينما چومالي و صالح ينظران إلى بعضهم في تساؤل .
ـ نهض ياماش من مكانه ، و أخرج هاتفه ، ثم وضع مقطع الفيديو أمام إخوته ليشاهدوه أيضاً...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً 💥🇵🇸



الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now