[هل أصبحت رفيق الدرب الآن]

112 5 2
                                    

المشهد الأول:(تركيا)
* كان ياماش و كارما ما زالوا في طريقهم إلى اسطنبول ، و لا يدري أحداً بما يحدث في صندوق تلك السيارة ، كان ياماش منهاراً من شدة البكاء ، يشعر بالذنب إتجاه إبنة أخيه .
ياماش : كيف كنت غبياً إلى هذه الدرجة ؟
* قال ذلك و هو يضرب بيده علي رأسه ، فأمسكت كارما بيده و جلست أمامه و قالت : حسناً ، لم تكن بخير حينها ، وقد مضي أساساً ، أنظر إلىّ إن كان عليّ أن ألوم أحداً علي ما حدث معي ، ف من المؤكد أن هذا الشخص ليس أنت ، هل فهمت ؟
ياماش : لقد كان أبي ميتاً حينها ، و أخي سليم و كمال كانوا في السجن ، لم يكن هناك أحداً معك .
كارما : خالتي مليحة كانت تأتي إلىّ .
ياماش : و كيف دخلتي إلى هناك ؟
كارما : لنفس السبب الذي دخلت من أجله .
ياماش : أبي .
كارما : لقد جئت من أفغانستان لكي أطمئن عليه ، عمي رشيد أخبرني إن الأمر ازداد سوءاً منذ موت أكشين و ...
ياماش : نعم ، أكشين و سنا .
* قال هذا و قد إزداد وجهه احمراراً و بدأ يرتعش ، و لكنه حاول السيطرة علي نفسه.
كارما : نعم ، جدي صرف نظر عن مجيئي إليكم بعد ذلك أساساً ، قال لي أنتي الباقية من نسل إبني كهرمان ، و لا يمكنني التفريط بكِ .
ياماش : علي أساس إن أفغانستان آمنة ؟
كارما : كانت كذلك قبل أن يعلموا بهويتي .
ياماش : هل كنتي تعيشين هناك بهوية أخرى؟
كارما : حفيدة رشيد فضل الله ، أخت عبدول.
ياماش : فهمت ، و كيف جئتي إلى اسطنبول ؟ هل أخبروكِ بموت أبـ...
قاطعته كارما و قالت : لا ، لقد جئت قبل ذلك ، ألم أقل إنني ذهبت لأطمئن عليه ؟ كنت أعرف إنه لم يقبل بهذا ، و لكن لم أستطع التحمل ، جئت مع عبدول ، كنت أريد أن أذهب إلى الحفرة مباشرةً و لكن خالتي مليحة لم تقبل و إتصلت ب جدي و أخبرته بقدومي ، فأتي و وبخني ثم أغلق باب الغرفة عليّ و ذهب ... و لم يأتي مجدداً.
* قالت ذلك ثم بدأ الصراخ و الضجيج مرة أخرى ، أغمضت عينها ثم ضغطت بيدها علي أذنها تحاول غلق ذلك الصوت المزعج ، و لكن دون فائدة.
ياماش : هل أصبتِ بالصداع مجدداً ؟
* هزت كارما رأسها موافقة.
قال ياماش : و أنا أيضاً.
* ثم وضع رأسها علي صدره و بدأوا في البكاء .
كارما : لقد توسلت إليه لكي يرتدي واقي الرصاص و لكنه لم يهتم ، و آخر ما قاله لي (لا تأتي إلى هنا مجدداً). أحياناً أفكر إنه غاضباً مني الآن.
ياماش : لماذا لم تسأليه عن ذلك ؟ ألم تتحدثي معه منذ خروجك من المشفي ؟
كارما : أحياناً .
ياماش : أين دفترك إذاً ؟
* نهضت كارما و أخرجت الدفتر من حقيبتها و اعطته إياه.
ـ فتحه علي أول صورة و هي لأخيه كهرمان ، نظر إليها قليلاً ثم نظر لكارما و قال : تشبيه كثيراً ، أكشين و أجار لم يشبههُ هكذا .
كارما : كانوا يشبهون والدتهم بالأكثر ، لقد رأيت صورهم في المنزل .
ياماش : حقاً ، أين والدتك ؟ هل هي علي قيد الحياة أم ...
* تغيرت ملامح كارما من هذا السؤال ، و أحست بالشفقة علي نفسها ، فهي لم تعرف لها أم منذ ولادتها. فقالت له : لا أعرف ، لا أعرف شيئاً عنها ، أخي كمال قال أن أبي هو من وضعني في الملجأ.
ياماش : ألم يزورك أحداً طوال هذه الفترة ؟
* حاولت أن تكبح بكائها و هزت رأسها نافية ثم قالت : خالتي مليحة .
ياماش : هل تعلمين ؟ لقد كنت غاضباً منها في وقتاً ما ، و لكن يبدو إنها اعتنت بكِ جيداً.
* ثم قلب صفحة أخرى من الدفتر ، و التي كانت صورة إدريس ، عندما رآها ياماش قال : لقد أتقنتي هذه الصورة جيداً ، تبدو حقيقية.
كارما : دائماً ما كنت أمعن النظر إليه ، أحاول أن أجد شيئاً لي منه ، شيئاً يجعلني أصدق إنني أنتمي إليه ، بالطبع إنه إدريس كوشوفالي الكبير ، من لا يتمني هذا ؟ النظر إليه كان كافياً لكي يمحي من ذاكرتي كل ما مررت بيه قبل أن أقابله ، لقد حفظت كل ما يتعلق بيه ، إنه محفور هنا .
* و أشارت إلى قلبها.
قال ياماش و هو يحاول ألا يبكي : تقولين هذا علي الرغم من إنه لم يرغب بمجيئك للعيش معنا ؟
كارما : كنت أراه من حيناً إلى آخر ، كان هذا يكفيني .
* قلب ياماش صفحة أخرى فكانت صورة كمال ، و عندما رآها لم يستطع أن يقاوم دموعه هذه المرة و جهش في البكاء.
ثم قال : يا إلهي ما هذا ؟ لا تقولين أن الصورة التالية ستكون لأخي سلـ ...

* لم يكمل الإسم و نظر إلى الصورة التالية ، فوجدها لسليم بالفعل ، فقفل الدفتر و دفن وجهه في كفيه و كأنه أصيب بشيئاً ما ، ثم رفع وجه و قال : كيف تفعلين هذا ؟ كيف تحملين هذا علي عاتقك ؟ هل تتحدثين إليهم جميعاً ؟ كارما : بالطبع أتحدث إليهم ، و كما تري...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

* لم يكمل الإسم و نظر إلى الصورة التالية ، فوجدها لسليم بالفعل ، فقفل الدفتر و دفن وجهه في كفيه و كأنه أصيب بشيئاً ما ، ثم رفع وجه و قال : كيف تفعلين هذا ؟ كيف تحملين هذا علي عاتقك ؟ هل تتحدثين إليهم جميعاً ؟
كارما : بالطبع أتحدث إليهم ، و كما تري عندما أحتاج إليهم أجدهم علي الفور ، إنهم عائلتي .
ياماش : و ماذا عنا ؟ ألسنا عائلتك ؟
كارما : لا أريد ، لم أكن أنوي الرجوع معك أساساً ، و لكن ما حدث لصالح ....
قاطعها ياماش و قال : لماذا ؟
كارما : لأنني أخشي أن يمتلئ هذا الدفتر بصور الأموات يا عمي ، الجميع يموتون من حولي و يأخذون معهم جزءاً مني ، أنا لا أستطيع تحمل موت شخصاً آخر ، هذه المرة سأنتهي حقاً ، لذلك لا أريد أن...
ياماش : هل وجودك معنا أو عدمه سيمنع أن ترسمي لنا صورة في دفترك عندما نموت ؟ انظري إلى نفسك ، رجعتي من أجل أن تطمئني علي صالح .
كارما : كما قلت ، لن أتحمل موت شخصاً آخر.
ياماش : ألم تشتاقين إلى المنزل إذاً ؟
هزت كارما رأسها نافية و قالت : لا أبداً .
* إبتسم ياماش قليلاً ثم حاوط كارما بذراعه و قبّلها من رأسها .
ـ صمتوا قليلاً ، و لاحظت كارما أن عمها شارداً في شيئاً ما.
فقالت كارما : لا تقلق عليه إنه بخير ، لقد تحدثت مع أختي ساديش قبل خروجنا و قالت إنه ذهب مع عمي چومالي إلى المقهى.
ياماش : تمزحين أليس كذلك ؟ هل تعافي ؟
كارما : يعني .
فرح كثيراً ثم قال : مادام تعرفين إنه تعافي ، لماذا تتحججين بيه إذاً ؟
ثارت كارما فجأة و قالت : هل معني إنه تعافي يعني أننا لن نـ*** من فعل بيه هذا ؟ كيف يدخلون إلى حينا و يصيبون فرداً من عائلة كوشوفالي أيضاً ؟ ماذا بعد ؟ أنت إنتظر و ستري ، أقسم إنني سأعثر عليه و أنكح والدته ذلك الـ*** .
* نظر ياماش إليها متعجباً ، لقد كان حديثاً عاطفياً و كانوا يبكون منذ قليل ، كيف أصبح واصلة من الشتائم هكذا ؟
ـ إنتبهت كارما لنظرة عمها ثم قالت : لا تؤاخذني ، لقد قلت لي ألا أشتم أمامك.
ياماش : ليس هذا ، أنا فقط أتساءل كيف ستفعلين ؟
كارما : لم أفهم ، ألا زلت لا تثق بي ؟
ياماش : بأي موضوع ؟ هل تستطيعين حقاً أن تنكحي والدته ؟
فزعت كارما و قالت : ماذا ؟
فضحك ياماش و قال : هل عرفتي أن هذه الشتائم تناسب الرجال فقط ؟ حباً في الله ماذا تقولين يا فتاة ؟
* و قد أدركت كارما ما تقوله لأول مرة ، فإنفجرت في الضحك هي أيضاً .....
ــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً 💥

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now