[ العودة إلى أفغانستان ]

124 2 1
                                    

المشهد الأول :(منزل العائلة)
* جلسوا علي مائدة الطعام لتناول الفطور ، و بالطبع ياماش و صالح غير موجودون ، السيدة سلطان سألت عنهم و لكن لم يجيب أحد.
ـ و كانت سعادات تبدو حزينة للغاية ، و تتبادل النظرات إلى جومالي و كارما من حيناً إلى آخر.
ـ و عندما انتهوا من الطعام صعدت كارما إلى غرفة عمها جومالي ، دقت علي الباب .
ردت عليها داملا : تفضل.
دخلت كارما و كانت سعادات بالداخل ، لقد أتت إليها بالطعام أيضاً ، فقالت كارما : كيف حالك الآن يا أختي ؟
داملا : بخير يا روحي ، سلمت .
كارما : ولكنك لم تتعافي بعد ، أليس كذلك ؟
نظرت داملا إلي ساقها و قالت : نعم ، يعني.
كارما : إذاً كيف يريد عمي جومالي أن يأتي معي ؟ رجاءاً تحدثي معه ، حتي تشاجري معه أيضاً ، كيف يتركك هكذا و يذهب ؟
سعادات : ماذا تقولين يا فتاة ؟ ليكن في علمك إن لم يذهب معكِ جومالي ، أقسم إنني أنا من سيذهب معكِ .
تجاهلت كارما كلام سعادات و قالت : أختي داملا رجاءاً تحدثي معه ، كما إنه كيف سيترك الحي و يذهب ؟ ماذا لو حدث شيئاً ؟
إبتسمت داملا و قالت : ياماش و صالح موجودين ، لا تقلقي .
كارما : أنتي موافقة إذاً ؟
داملا : إبنتي ، لو لم أكن مصابة كنت سأطلب من جومالي أن أذهب معاكم أساساً ، أنا متشوقة كثيراً أن أراكي و أنتي تقاتلين ، أظن إن الأمر سيكون رائعاً ، و لكن مع الأسف لن أستطيع.
* ما قالته داملا أضحك سعادات رغماً عنها ، و ضحكت داملا أيضاً ، نظرت إليهم كارما وهي تشعر بخيبة الأمل ، ثم تركتهم و خرجت ، مرت علي المطبخ ، و أخذت بعض الطعام ، ثم ذهبت لتأخذ دراجتها النارية من خلف المنزل كما تركتها ، و ذهبت بها إلى المقهى.
المشهد الثاني : ( المقهى)
* كان صالح جالساً في المقهى ، و أمامه كوباً من الشاي لم يشرب منه شيئاً ، لقد كان شارداً ، لم ينتبه إلا عندما دخلت كارما إلى المقهى.
قالت كارما ساخرة : لا تشرب الشاي قبل تناول الفطور ؟ إنه مضر بالصحة .
* ثم أخرجت من حقيبتها شطيرتين ، و ناولته واحدة ، إندهش قليلاً ثم أخذها .
تابعت كارما : لماذا خرجت مبكراً هكذا ؟
صالح : لم أشأ أن أغضبكِ علي طاولة الطعام مجدداً مثلما فعلت بالأمس.
كارما : لقد كنت غاضبةٌ منك.
صالح : كنتي ؟ هل زال غضبك الآن ؟
كارما : زال
صالح : و كيف حدث ذلك ؟
كارما : لا أعرف ، و لكن لا بأس ، هيا كُل هذا .
إبتسم صالح إبتسامة بسيطة متكلفة و قال : أنتي من عليه أن يأكل جيداً ، سيكون يوماً صعباً .
كارما : لا تقلق عليّ ، كما أن أختي ساديش ستهتم بي جيداً ، ستري ، ستملئ هذه الحقيبة بالطعام عند ذهابي.
* تأثر صالح ، و بدأت الدموع تتلألأ في عينه الحمراء ، ف أشاح بوجهه لكي لا تراه.
ثم تابعت و قالت : أنا فقط بحاجة إلى مكان أتدرب فيه قليلاً ، لم أتدرب منذ إن كنت في أفغانستان .
* فكر صالح بضع ثواني ثم نهض و خرج من المقهى ، و أشار ل ميكي لكي يأتي ، فكان معه ميدات ف جاءوا سوياً.
ميكي : نعم يا أخي.
صالح : هل تعرف مكان مناسب تستطيع كارما التدرب فيه ؟
ميكي : لم أفهم ، أي نوع من الأماكن ؟
كارما : ليس من الضروري أن يكون مجهزاً بالكامل ، فقط القليل من الأشياء.
ميكي : هل تقصدين صالة ألعاب رياضية ؟
كارما : هل يوجد ؟
ميكي : يوجد ، نادي الحفرة الرياضي ، و لكن هذا للرجال فقط.
همس ميدات و قال : كأن هناك فرقاً.
كارما : حسناً يا ذو الرأس الخشبي ، ستفرغه لي إذاً.
* ثم نهضت و خرجت مع ميكي.
ميدات : هل قالت له ذو الرأس الخشبي ؟
* إبتسم صالح و لم يقل شيئاً.
تابع ميدات : ربما تقصد بونكيو.
صالح : من ؟
ميدات : بونكيو يا أخي ، إنه رسوم كرتونية ، كنت أشاهدها مع إدريس الصغير.
إبتسم صالح و قال : أحسنت يا هذا ، لقد إهتممت بإبن أخيك جيداً .
* ثم دخل متين مندفعاً إلى الداخل ، ف فزع كلاً من صالح و ميدات.
قال متين : من أتي بهذه الدراجة النارية ؟
* فألقي صالح نظرة عليها و هز رأسه نافياً .
قال ميدات : إنها للفتاة ، كارما ، لقد أتت بها أمامنا.
كاد متين أن يبكي و قال : هذه دراجة كمال .
* صمتوا جميعاً ، و جلس متين معهم بالداخل.
و تابع : وأين هي الآن ؟
صالح : ذهبت مع ميكي إلى نادي الحفرة الرياضي ، إنها بحاجة للتدريب قبل هذه المباراة كما تعلم .
متين : ذهبت إلى هذا النادي أيضاً.
* ثم تركهم و خرج مجدداً ، و أثناء خروجه كان ياماش آتياً ، فنظر ياماش إليه في قلق ، و لكن لم يوقفه.
ياماش : ما بيه متين ؟
صالح : لا شيء ، لقد تذكر كمال ع..
قاطعه ياماش و قال : كارما ، أليس كذلك ؟ هي من أتت بهذه الدراجة ، منذ أن جاءت أساساً و أنا أري أننا أصبح لدينا كمالً آخر ، و لكن ماعدا هذا العناد بالطبع ، لا أعرف من أين أتت بهذا العناد .
* نظر إليه صالح وقال : يا تري .
ياماش : لا تهذي يا هذا ؟ أنا لست هكذا ؟
قال صالح ساخراً : بالطبع يا بني .
نظر ياماش مجدداً للدراجة ثم قال : أين ذهبت إذاً ؟
صالح : إلى نادى الحفرة الرياضي ، لكي تتدرب .
علا صوت ياماش و قال في غضب : من أجل هذه المباراة اللعينة ، أليس كذلك ؟ يا إلهي ، أنتم حقاً مجانين ، هل ستتركوها تذهب ؟ أنا لم أصدق.
صالح : إذهب معها أنت إذاً يا بني ، سأثق بك أكثر من جومالي ، لا تسئ الفهم و لكن أنت تعرفه ، إنه متهور بعض الشيء .
* لم يرد عليه و أخذ يفكر في الأمر.
المشهد الثالث :(نادي الحفرة الرياضي)

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now