[السلام عليكم يا إبن أخي]

115 5 4
                                    

المشهد الأول :(الحي)
* ظل أكين منحنياً حتي بعدما ياماش سحب يده ، و كان ياماش في حالة لا تقل عن حالة أكين لو لم تكن أسوء .
حاول ياماش أن يتماسك ثم قال له : إعتدل .
* فاعتدل أكين و وقف مستقيماً ، و لكن عينه علي الأرض ، لم يستطع النظر إلى عمه .
ثم تابع ياماش و قال : إدخل إلى الداخل .
* دخل أكين إلى المقهى و خلفه ياماش ، ثم أسرعت كارما لتدخل أيضاً ، و لكن أغلق ياماش الباب في وجهها ، ثم قال : فياض ، لا تدع أحداً يدخل إلى هنا .
* غضبت كارما و كانت ستدخل عنوة ، و لكن السيدة سلطان أمسكت بذراعها ، فوقفوا ينظرون إلى ما يحدث من الخارج .
ـ دخل أكين و جلس ، و جلس ياماش أمامه ، و كان هناك چومالي و صالح من قبل ، و قد عرفوا بما ينوي ياماش أن يفعله ، فأرسل صالح إبنه إلى والدته في بيت الطعام .
ـ أخرج ياماش سلاحه ، ثم نزع منه الرصاصات ماعدا رصاصة واحدة ، ثم وضع الخزانة مجدداً في السلاح و وضعه علي الطاولة .
ـ كانت السيدة سلطان تبكي من وراء الباب في صمت ، و لكن كارما لم تستطيع أن تقف ثابتة ، إنها لم تفهم شيئاً ، لذلك أرادت أن تدخل مجدداً ، و لكن السيدة سلطان تمسكها.
صرخت كارما و قالت : جدتي ، ماذا يجري ؟ هل هيقتله ؟
السيدة سلطان : هذه تقاليدنا يا إبنتي .
كارما : ماذا تقولين ؟!
إقترب ياماش من أكين و قال : هل أنت طاهراً يا بني ؟
أومأ أكين برأسه و قال : طاهراً يا عمي .
ياماش : حسناً لنبدأ .
ثم تابع و قال : هل تموت من أجلي يا إبن أخي ؟
قال أكين بصوت مرتجف : دون أن يرف لي جفن يا عمي .
ياماش : و هل أموت من أجلك ؟
أكين : دون أن يرف لك جفن .
ياماش : هل نحن أخوة ؟ هل نحن روح يا بني ؟
أكين : نحن أخوة ، و نحن روح يا عمي .
* ثم في أقل من ثانية أخذ ياماش سلاحه و أطلق علي رأسه ، فانتفض كلا من أكين و چومالي و صالح ، و كادت السيدة سلطان أن تصرخ و لكن وضعت يده علي فمها ، أما كارما فكانت مصدومة ، لقد فهمت ماذا يفعل .
ـ و من حسن الحظ إنها كانت طلقة فارغة ، و لكن ماذا لو لم تكن كذلك ؟
ـ و بعدما أطلق ياماش ، وضع السلاح على الطاولة أمام أكين هذه المرة ، فأخذه أكين و هو مازال يرتجف ، و عندما رفع السلاح علي رأسه لكي يطلق هو الآخر ، صرخت كارما ، و دفعت يد جدتها ، ثم دفعت الباب و دخلت إلى المقهى لكي تمنع أكين أن يطلق على نفسه ، عندها وقف چومالي أمامها و أخذها إلى الخارج مجدداً .
ـ أطلق أكين علي رأسه ، و لكنها كانت فارغة أيضاً ، حينها إبتسم ياماش إبتسامة حزينة لأبن أخيه ، و فرح صالح و بدأ في البكاء هو و چومالي و السيدة سلطان في الخارج ، أما كارما فكانت غاضبة ، فدخلت إلى دكان ميكي بعد أن إطمئنت أن أكين بخير .
ـ أمسك ياماش بكتف أكين و قال له : السلام عليكم يا إبن أخي .
بكي أكين و خرج صوته بصعوبة و قال : و عليكم السلام يا عمي .
* و علي الفور ضمه ياماش إلى صدره ، و كأنه كان ينتظر أن تنتهي هذه المراسم لكي يستطيع معانقته ، حينها إنفجر أكين في البكاء .
ـ و بعدما إنتهي العناق ، توجه أكين إلى صالح ليعانقه أيضاً ، فابتسم له صالح و قال : السلام عليكم يا بني .
أكين : و عليكم السلام يا عمي .
* ثم ربت صالح علي كتفه و عانقه ، ثم دخل چومالي و فعل نفس الكلام .
ـ و دخلت السيدة سلطان أيضاً و هي في قمة سعادتها و لكنها ممزوجة بالبكاء ، ركضت إليه و عانقته بقوة ، ثم قالت له : أنا آسفة يا بني .
* فقبّل أكين يدها ثم عانقها مجدداً .
ـ أما كارما فكانت جالسة في دكان ميكي و هي تستشيط غضباً ، ف لمحها ميكي بترف عينه و قال : ماذا هناك ؟
كارما : لا شيء .
ثم تابعت و قالت : ما الفائدة من هذا الاختبار لا أعلم ؟ ماذا لو أصيب أحدهما ؟
إنتبه ميكي و قال : أي اختبار ؟ هل إختبار الثقة ؟
كارما : نعم .
* كان ميكي قد إنتهي من قص شعر الولد الذي أمامه ، فقال له : هيا ، نعيماً يا بني .
* و عندما خرج الولد ، تقدم ميكي من كارما ليسمعها باهتمام ، و قال لها : هل قام بيه أخي ياماش مع أكين ؟
كارما : نعم .
ميكي : و ماذا حدث ؟
كارما : إذهب و انظر ، إنهم يتعانقون في المقهى .
ألقي ميكي نظرة في الخارج ثم قال لها : نعم ، إنهم يتعانقان ، و لكن لماذا أنتي مستاءة من هذا ؟ لقد تصالحوا .
علا صوت كارما و قالت : هل كان هذا ضرورياً ؟ ألا يستطيعون التصالح بشكل آخر ؟
ميكي : هذه تقاليدنا يا إبنتي ، لقد قام بيه العديد منا من قبل .
كارما : نعم ، أخي متين ، و كان أخي كمال مبهوراً للغاية و يتمني أن يقوم بيه أيضاً .
ميكي : لقد فعل ، أخي كمال و الباشا و العم ، إنه ليس شيئاً سيئاً .
* تجمد وجه كارما ، لم تكن تعلم أن كمال أيضاً تعرض لهذا .
ـ حينها دخل ياماش إلى الدكان و قال : تهانينا يا بني .
ميكي : شكراً لك يا أخي .
ياماش : إتركنا قليلاً يا ميكي .
* أومأ ميكي برأسه و خرج إلى الخارج ، و أرادت كارما أن تخرج خلفه ، و لكن ياماش سد مكان الباب بذراعه و قال : سنتحدث قليلاً ثم سنذهب سوياً إلى منزل الخالة ثرية.
* فرجعت و جلست مكانها ، و جر ياماش كرسي و جلس أمامها مباشرةً ، ثم نظر إلى صورة ميكي و چيلاسون التي رسمتها و قال : إنها جميلة .
سكتت قليلاً ثم قالت : هل كان السلاح بيه رصاصاً حقاً ؟
ياماش : ماذا برأيك ؟
كارما : علي حسب ما سمعته عنك ، لا .
ياماش : و ماذا عنما رأيته مني ؟
كارما : تفعل ، تستطيع أن تفعل أي شيء .
ياماش : هل أنا سيء بنظرك إلى هذه الدرجة ؟
كارما : ليس سيئاً ، بل قاسياً ، القسوة ليست سيئة دائماً ، ولكن عليك أن تعرف جيداً علي من تقسو .
ياماش : أنتي محقة ، و لكن هل تتذكرين عندما قلت لي أن أفغانستان أكثر أماناً من الحفرة ؟ حينها لم أكن أعرف ماذا تقصدين ، و لكن نعم ، في أفغانستان تستطيعين معرفة العدو من الصديق ، و لكن هنا...
أومأت كارما برأسها و قالت : نعم ، الأمور هنا تتعقد سريعاً .
ياماش : حسناً دعكِ من هذا ، كيف عرفت أن الخالة ثرية أصيبت بالشلل ؟
كارما : عندما أصيب سالم ، أخذناه أنا و ميكي إلى منزله ، و عندها أخذنا مفتاح المنزل من جارته الخالة فاطمة ، و حينها لم يدعنا نوصله إلى أعلى ، إستند إلى الحائط و صعد بمفرده ، و بعد ذلك عندما أردت زيارته أخذت معي أخي متين ظناً مني إنه يمكث بمفرده ، و لكنني تفاجئت عندما سأله أخي متين عن والدته ، و قال لنا إنها سافرت لعدة أيام ، و لكن كان هناك غرفة مغلقة و مصباحها مضيء ، و البارحة ، كنت انتظره في الخارج أمام منزله ، و رأيت امرأة عجوز من زجاج النافذة ، كانت جالسة و كان سالم يطعمها بيده ، فذهبت إلى الخالة فاطمة لأتأكد .
كاد ياماش أن يبكي و قال : هل أيقظتي الخالة فاطمة من نومها لتسأليها عن حالة الخالة ثرية ؟
كارما : نعم .
صمت ياماش قليلاً ثم قال : هل ستستطيعين مسامحتي إن إعتذرت منك؟
كارما : لا ، ليس هناك داعي ، سأسامحك علي كل حال ، و لكن هل مازلت تشك بي ؟
* سكت ياماش و لم يرد .
فتابعت كارما و قالت : بالضبط ، لقد قلت لهم أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت .
ياماش : تحتاجين إلى بعض الوقت إذاً .
كارما : و أنت أيضاً ، و لكن أعتقد إننا يمكننا أن نكون بخير ، ما رأيك ؟
إبتسم ياماش بحزن ، ثم نهض سريعاً و عانقها ، و كما حدث مع أكين ، لقد كان متلهفاً لمعانقتها ، لقد كانت علاقته السيئة بهم حملاً علي عاتقه .
ـ و بعدما انتهى العناق ، إبتسم ياماش و نادي علي ميكي ليستأنف عمله ، ثم خرج ياماش إلى الخارج حيث كان عليشو يقف مع الأطفال و يتحدث معهم ، فخرجت كارما خلفه ، و لكنها وقفت عند باب الدكان فقط و نادت علي ياماش و قالت : عمي .
* فالتفت ياماش إليها .
فقالت : هل تضع أحداً خلفي ليراقبني ؟
* فتجمد وجه ياماش و عليشو أيضاً ، و لم يستطيع الرد....
*******************
و إلى اللقاء في الجزء القادم.....





الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now