[ معاناة إبنة كوشوفالي ]

136 4 1
                                    

المشهد الأول :(منزل العائلة)
* أخيرا استطاعوا أن يجلسوا على مائدة الطعام ، جلس الجميع ما عدا أكين وداملا بالطبع ، وكان ياماش ينظر إلي كارما بإستمرار ، ينتظر إنتهاء الطعام لكي يتحدث معها ، لم يكن لديه شهية للأكل أبداً ، كانت رأسه مليئة بالافكار ، وبعد إنتهاء الطعام مباشرةً قال : كارما تعالي لنتحدث قليلاً في غرفة المكتب .
* إضطربت كارما قليلاً و أومأت برأسها فقط ولم ترد ، فقام صالح جومالي من على مائدة الطعام لكي يتبعوهم إلى الغرفة أيضاً .
قال ياماش : سأتحدث معها بمفردها يا أخوتي.
*فنظروا إلي بعضهم البعض في قلق .
قالت كارما : إنك مازلت متعباً يا عمي ، لماذا لا نؤجل هذا الحديث ؟
ياماش : أنا متعباً حقاً لذلك أود أن أسمعك .
* وسبقها إلى غرفة المكتب .
ـ قامت كارما وهي متوترة قليلاً ، إنها لا تريد أن تخبره شيئاً لأنها ستذهب مجدداً ، ولكن لا مفر ، فتوجهت إلى غرفة المكتب ، ولكن تبعها صالح جومالي.
قال جومالي : إبنتي ، إننا لم نخبره شيئاً عن السجن او المصحة النفسية ، هو يعلم بشأن الملجأ فقط .
فنظرت إلى صالح وهي غاضبة : لماذا أخبرته بشأن هذا ؟
* نظر إليها صالح في خجل وحزن ولم يجد ماذا يقول ، فتوجهت كارما إلى غرفة المكتب وهي غاضبة للغاية.
ـ كان ياماش في إنتظارها ، فدخلت و جلست أمامه .
ياماش : أجل ، إخبريني .
كارما : ماذا تريد أن تعرف ؟
ياماش : كل شيء ، منذ إن كنتِ في الملجأ.
كارما : حسناً إذاً ، أبى وضعني في الملجأ منذ ولادتي ، على أساس إنه سيأتي ويأخذني مجدداً عندما يخبر جدي بالأمر ، لذلك أعطاني إسمه وهذا الخاتم .
* وأمسكت بخاتم كان في إصبعها الكبير ، كان مثل الخاتم الذي أهداه كهرمان إلى ياماش من قبل.
ثم تابعت : وجعل أخي كمال يعتني به طول هذه الفترة .
قاطعها ياماش وقال متفاجئاً : كمال ؟! هل تقصدين كمال خاصتنا ؟
* وقد أغرورت عينه بالدموع ثم تابعت كارما حديثها وقالت بحدة : أخي كمال خاصتي وليس خاصتكم ، نعم كان هو الوحيد الذي يعلم بأمري .
كان يأتي إلىّ بإستمرار ، ويعتني بي ، ولكن عندما ذهب ليؤدي الخدمة العسكرية ، أصبح لا يأتي إلىّ كثيراً ، لذلك هربت من الملجأ لكي أذهب إليه ، ولكن عندما أحترق الملجأ أثناء هروبي .
نظر لها ياماش وهو يبتسم قليلاً وقال لها : هل أحرقتي الملجأ أيضاً ؟
تابعت كارما : أقسم أن هذه المرة لم أكن متعمدة ، لقد كنت ممسكة بشمعة لكي تضيء لي الطريق ، ولكنها وقعت وأمسكت في الستائر ، فنشب الحريق علي الفور ، وفور خروجي من الملجأ كان هناك بعض الرجال ، أخذوني وذهبوا إلى جومالي العم .
* اضطرب ياماش كثيراً وقال لها : جومالي العم ؟! من أين خرج هذا ؟
كارما : لا أعلم ، لقد أخذني الرجال إلى عنده ، كان في ذلك المنزل الد‘ذي وجدت فيه أكين ، و عندما رآني فرح كثيراً ، وقال لي أنا جدك جومالي ، ستتركين ذلك الملجأ و تعيشين معي بعد الآن ، ولكني قد قابلت جدي بالفعل لذلك لم أصدقه.
*صعق ياماش عندما سمع هذا .
فقال لها : من قابلتي ؟
كارما : جدي إدريس ، ولكنه لم يكن يعرفني بالطبع ، أخي كمال أخذني وذهب إلى أبي ، يبدو إنه لم يعد يحتمل عبء هذا السر ، فأخذني إلى المقهى حيث كان موجوداً ، ولكن كان جدي موجوداً أيضاً ،كان أبي يداعب آجار ، كان ما زال صغيراً جداً ، عندما رأيته ، قررت إنني أريد العودة إلى الملجأ مجدداً ، ولكن أخي كمال أخذني من يدي وتقدم بي إليهما ، وقفت أمام جدي ، كان يبتسم لي بشكلٍ جميل ، ولكن أبي كان متفاجئاً وخائفاً للغاية ، ظن أن أخي كمال سيفضحه عند جدي عندما سأل من أكون ، وأعتقد أن أخي كمال كان سيفعل هذا بالفعل ، ولكن قبل أن يرد ، قلت له إنني إبنة أحد أصدقاء أخي كمال ، الذي توفى حديثاً ، نظر إلىّ جدي وكان يبدو إنه سيبكي ، قبّلني من رأسي وقال لأخي كمال ، تعرف ماذا ستفعل يا بني ، وسألني عن أسمى ، ثم قال لي إذا إحتجتي أي شيء تعالي وأخبريني ، وقال إني ذكية للغاية ، ثم أخرج من جيبه دبوسين شعر لونهما فضي على شكل فراشة ، هذا واحداً منهم.
* ثم أشارت إلى الدبوس الذي في شعرها.
و تابعت : وضع هذا في شعري ، و قال لي ستأخذين أنتي هذا بينما الآخر لكاراجا حفيدتي ، وأنتي تعدين حفيدتي أيضاً ، لذلك إذا أردتي شيئاً لا تخجلي و تعالي إلىّ علي الفور ، و إن لم يجديني إسألي عني ، قولي أريد أن أذهب إلى جدي إدريس ، حسناً.
حينها تمنيت حقاً لو كنت أخبرته الحقيقة ، ولكن نظرت إلى أبي فتراجعت ،كان واقفاً في غاية الخجل ، لم يستطع أن ينظر اليّ حتي ، تخيل هذا ، ثم بعد ذلك قبّلت يدي جدي وذهبت مجدداً مع أخي كمال إلى الملجأ .
ـ كانت الدموع تنساب على وجه ياماش ، ولكن دون أن يصدر أي صوت .
ثم قال لها : لماذا فعلتي ؟ لماذا لم تخبري أبي أنك حفيدته ؟هل خِفتي أن ينكر أخي ؟
كارما : لا ، ولكنه لديه أبناء بالفعل ، لن يحتاج إلىّ ، حينها عرفت إنه لن يأتي يأخذني أبداً، كان يريح ضميره فقط عندما نسبني إليه ، لقد عاتبني أخي كمال أيضاً علي ذلك ، ثم أخذني إلى منزله لكي أبقى عنده ، ولكن زوجته رفضت ، حتي أنها تشاجرت معه لظنها بأنني إبنته من إمرأة أخرى و ما شابه ، وبالطبع لم يستطيع أن يخبرها أنني إبنة كهرمان كوشوفالي ، فذهبت إلى الملجأ مجدداً ، ثم بعد ذلك هربت ، و هربت من منزل جومالي العم أيضاً .
ياماش : إلي أين ذهبتي بعد ذلك ؟
كارما : لا أعرف ، كنت أود أن آتي إلى هنا ، ولكنني ضللت الطريق ، فأخذني أحد الرجال .
ـ وهنا إعتدل ياماش في جلسته وأنصت إليها بإهتمام أكثر .
ثم تابعت كارما : لقد كنت أعمل معه في تجارة المواشي ، و لكنه لم يكن تركياً ، كان من أفغانستان ، فسافر بي إلى هناك
ياماش : هل سافرتي إلى أفغانستان ؟
كارما : نعم وعندما مات الرجل تعرفت على ياسمين أخت أخي اسكندر ، و لكن عندما ساءت الأحوال ، أرسلها لتدرس هنا في تركيا ، و أرسلني أنا إلى عمي رشيد فضل الله ، وبقيت معهم إلى أن وجدني جدي و أخي كمال .
ياماش : أي ؟ و بعد ذلك ؟ لماذا لم يأتوا بكِ إلى هنا إذن ؟
كارما : في ذلك الوقت كانت الأوضاع هنا غير مستقرة ، لذلك لم يشأ جدي أن يخاطر بمجيئي ، و كان أخي كمال يوافقه الرأي أيضاً ...
ياماش : كيف هذا ؟ هل قرروا بقائك في أفغانستان إلى الأبد ؟
كارما : لأ أعرف ، أخي كمال وعدني إنه سيأخذني من هناك ، حتي و إن لم يوافق جدي ، و لكنه لم يفعل ، حتي عمي سليم مات قبل أن يفي بذلك الوعد .
* صُدم ياماش للمرة المليون مما يسمعه ، و قال لها : سليم ؟! هل قابلتي أخي سليم أيضاً ؟
كارما : نعم ، كان جدي يعلم إنه يحبه كثيراً لذلك كان متأكداً إنه لن يفعل شيئاً يغضبه، كما إنه أراد أن يصنع لي عائلة حتي وإن كانت صغيرة ، لذلك أخبره بأمري ، و لكن هل تعلم ؟ لقد أتفقت مع عمي سليم إنني سأذهب معه ، ليس إلى هنا ، لم أسأله عن المكان أساساً ، كان يريد أن يذهب بعيداً عنكم ، و كنت سأذهب معه ، لم يكن لدي غيره أساساً ، و لكن اللعنة عليّ ، لقد قلت له أن ينتظر إلى أن ينتهي عرس عبدول ، ليتني لم أفعل.
* و بدأت كارما في الانهيار لذلك قالت لعمها ياماش : هل نكمل لاحقاً ؟ لقد أُصبت بالصداع.
* صمت ياماش قليلاً ، و قد تذكر إنه كان يصاب بالصداع أيضاً عندما يتذكر أباه ، و علي الرغم من إنه كان يريد معرفة المزيد و لكن قال لها : حسناً.
* ثم قبّل رأسها و خرج من الغرفة...
ــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً جداً ❤




الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now