[عقاب فيصل رحماني]

113 4 2
                                    

المشهد الأول :(أرغستان ـ أرمزاي)
* ركضت كارما من السيارة عندما رأت عمها ياماش و هو يحرق بضاعة فيصل ، ظلت تنظر إلى النيران بخيبة أمل ، ثم نظرت إلى عمها و اسكندر وقالت : لقد انتهى أمرنا .
* ثم تركتهم و ذهبت إلى إحدى السيارات و جلست بها ، أخذت نفساً عميقاً و أغلقت عينها تحاول التفكير . و لكنها بدأت في البكاء .

ـ تساءل ياماش عن الأمر فقال : ماذا حدث ؟ لماذا تقول هذا ؟
اسكندر : لقد جنّت غالباً ، كانت تريدنا أن نعطي البضاعة إلى الروسيين .
ياماش : أي روسيين ؟ أنا لا أعرف شيئاً .
اسكندر : يا إلهي ! لقد كنت قائد الحرب يا أخي ، كيف لا تعرف شيئاً ؟
ثم تابع : حسناً ، ألم تكن تعرف أن تلك البضاعة كانت ستسلم إلى الروسيين ؟
ياماش : نعم أعرف.
اسكندر : و هذا ما حدث ، شاحنات فيصل دخلت من أرغستان ، و شاحنات الروسيين دخلت من دامان ، لا أعرف أين كانوا ينوون التسليم بالضبط و لكن هذا لا يهم .
ياماش : هل قاتلتم الروسيين إذاً ؟
قال اسكندر بكل بساطة : نعم .
* نظر إليه ياماش مندهشاً و لم يقل شيئاً ، ثم أتى نچيب من الجهة الأخرى التي يضعون فيها الرهائن ، و خلفه عبدول.
صرخ نچيب و قال : ماذا فعلت أيها الغبي ، هؤلاء الرجال روسيين . هل جننت يا هذا ؟
ـ عندما رأتهم كارما خرجت من السيارة و ركضت إليهم .
اسكندر : إنهم يعتقدون أن فيصل من فعل بهم هذا ، لا داعي للقلق ، تكلمي يا فتاة ، ألم يقل لكِ نزات هذا أساساً ؟
* نظرت إليه و إلى نچيب و لم تقل شيئاً .
صرخ نچيب أكثر من ذي قبل و قال : نزات ! نزات يا كارما ؟ يا إلهي ، كم مرة عليّ أن أحذرك من التعامل مع هذا الرجل ؟
صرخت في وجهه هي الأخرى و قالت : هذا ليس من شأنك ، هل حقاً سنترك هذه المصيبة و ننشغل بمشكلتك مع أخيك الذي تدعوه بالخائن و أنت تنفلق من شوقك إليه ؟
* حملق نچيب بها بضع ثواني ، لم يكن يصدق إنها تستطيع أن تجرحه هكذا ، تجمعت الدموع في عينه ، ثم ذهب بعيداً عنهم.
ـ أما عبدول فكان ينظر إليها و كأنه يلومها ، و لكنه لا يستطيع إنكار الأمر أيضاً.
ثم قال ياماش : لم يكن هناك داعي لهذا أبداً ، لماذا أنتي غاضبة هكذا ؟
كارما : حقاً ؟! بالطبع أنت لا تدرك شيئاً من هذا هـ...
قاطعها ياماش و قال : أنا أعرف كل شيء ، و أعرف أن هناك مشكلة ، و لكن هذا لا يبرر لكِ أن تغضبي و تثوري علي الجميع هكذا ، خاصةً علي رجلاً في عمر والدك ، هل فهمتي ؟ لن أسمح لكِ بهذا بعد الآن ، كما إنكِ ستخبريني أولاً قبل أن تذهبي إلى أي مكان ، من يقف أمامك يا فتاة ؟
* نظرت إليه و تعقد لسانها و لم تستطع أن تنطق بحرفٍ واحد ، و شعرت و كأن هناك دخاناً يخرج من رأسها .
قال عبدول : حسناً ، هل نفكر فيما سنفعله الآن ؟
ياماش : أنت محق ، اسكندر ، هل أنت من أمرت بهذا الهجوم ؟
اسكندر : لا .
توجه ياماش بحديثه إلى كارما مجدداً و قال : أنتي إذاً ، أيتها البلاء .
نظرت إليه كارما و قالت بنفاذ صبر : هل جننت يا هذا ؟
* غضب ياماش كثيراً من طريقة حديثها معه علي الرغم من تحذيره لها للتو .
اسكندر : ليست هي بالطبع ، لقد أنهي الرجال أمرهم قبل أن نذهب أساساً .
ياماش : إذهبي إذاً .
* إندهشت كارما كيف يقول لها هذا ؟ ظلت تنظر إليه و لم تتحرك .
صرخ ياماش و قال : قلت إذهبي .. تعلمي أن تحترمي الأكبر سناً أولاً و بعد ذلك ستستحقين التقدير ، هيا .
* قال ذلك و قام بدفعها بالفعل ، نظر اليها عبدول و عرف أنها ستجن الآن ، فأتى إليها و أمسك بها قبل أن تهاجم عمها ، ف دفعته بعيداً ثم ذهبت إلى المنزل الذي يرقد فيه رشيد .
ياماش : لماذا يا بني ؟ كنت أتساءل حقاً ماذا يمكنها أن تفعل .
ثم تابع و قال : علي كل حال ، نعم يا أخي ، هل أنت متأكد إنهم يظنون إنه عمل فيصل ؟
اسكندر : نعم ، لقد تصنعت إنني أتحدث مع فيصل في الهاتف ، فظن ذلك الرجل الأنيق الذي يرتدي معطفاً إنني من رجاله ، و توعد ل فيصل إنهم سينهون أمره و ما شابه .
عبدول : هذا رائعاً يا أخي ، ألا يمكن أن يحل فيصل سوء التفاهم البسيط هذا ؟
اسكندر : ماذا يعني ؟
ياماش : يعني أن معرفتهم بالأمر مسألة وقت ليس إلا ، سيأتي إليك في النهاية .
اسكندر : لماذا تكبرون الأمر هكذا ؟ هؤلاء الرجال لن ينتظروا تبريراً من فيصل و رجاله ، سيـ*** علي الفور .
ياماش : يا أخي ، ألم تقل أن نزات قال ل كارما إن الروسيين يعتقدون أن فيصل من قام بالهجوم عليهم ؟
اسكندر : نعم .
ياماش : من أين عرف نزات إذاً ؟ بالتأكيد من فيصل ، وهذا يعني إنهم تواصلوا معه ، و بما إنهم تواصلوا معه يعني أن فيصل الآن يفكر في طريقة لإصلاح الأمور ، و ربما وجدها أيضاً .
اسكندر : إذاً هل كان علينا أن نعطيهم البضاعة حقاً ؟
ياماش : بالطبع لا ، علينا أن ندبر مقابلة معهم.
عبدول : ماذا تقول يا أخي ؟ هل هذا الصديق سيستطيع الجلوس و حل المشكلة ؟ انظر إليه ، أقسم إنه سيزيد الأمر سوءاً .
غضب اسكندر و قال : سأخبر أبيك بهذا .
عبدول : سيكون عليك دفع ثمن البضاعة يا هذا ، هذا هو الحل الوحيد .
اسكندر : عن أي ثمن بضاعة تتحدث يا هذا ؟ هؤلاء الناس يتعاملون بالماس و ليس بالنقود ، كيف سأجلب لهم هذا ؟ كما إنه هل أنا من أحرقت بضاعتهم حتي أعطيهم حقها ؟
ياماش : أنا من أحرقت البضاعة ...

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now