[هنا نقيم عزاءً بدلاً من الإحتفال]

108 2 5
                                    

المشهد الأول :(مقهى الأصدقاء)
چومالي : حسناً يا بني ، و لكن من سيشرف علي المكان ؟
سكت متين قليلاً ثم قال : ما رأيك في صادق ؟ لقد كان يعمل مشرفاً في إحدي مصانع النسيج .
چومالي : و لماذا تركه إذاً ؟
متين : لقد أخرجه چومالي العم ليعمل بجانبه.
صالح : يا أخوة ، هذه الورشة سيعمل بها نساء ، علينا أن نبحث عن مشرفة و ليس مشرف .
چومالي : ليس بالضرورة يا سيد صالح .
صالح : أعلم يا أخي ، و لكن سيكون أفضل .
متين : إذاً عليّ أن أذهب و أسأل زهراء عن هذا ، لأنني لا أعرف الكثير عن فتيات الحي .
چومالي : حسناً يا بني .
هم متين بالخروج و قال : عن إذنكم .
* كان صالح يبدو متضايقاً ، فنظر له چومالي و ضحك عليه .
ثم قال مازحاً : تريد أن تذهب إلى المنزل ، أليس كذلك ؟
صالح : لا أعرف لماذا أتينا من الأساس ، كان متين سيحل الأمر .
چومالي : هل أخبرت متين عن الحفلة التي في المساء ؟
صالح : لا ، لم تأتي فرصة .
چومالي : كانت الفتاة ستفرح بقدومه كثيراً ، إنها تحب متين و ميكي بشكلٍ خاص .
* نظر صالح إلى دكان ميكي ، فرآه مغلقاً ، فقال : هذا الولد عمل في الدكان ليوماً واحداً أم ماذا ؟
* فانتبه چومالي إلى الدكان ، و قد فزع و نهض من مكانه عندما رأي الدكان مغلقاً حقاً .
ـ و قبل أن يخرج هاتفه ليتصل بميكي ، جاءت أمامهم سيارة من سيارات المنزل و توقفت أمام المقهى ، و خرجت منها سعادات و هي غاضبة للغاية ، دفعت كلا من چومالي و صالح من أمامها و دخلت إلى المقهى .
مسحت المكان بعينها ثم قالت بغضب : أين هي ؟ ألم تأتي إلى هنا ؟
قال صالح مندهشاً : من ؟ هل تقصدين كارما ؟
صرخت سعادات و قالت : أقسم إنني سأكسر رأسها هذه المرة ، لقد هربت مني في المشفي.
فزع چومالي و قال : أي مشفي ؟ ماذا حدث ؟
إبتلعت سعادات ريقها و قالت : لقد تصنعت المرض عندما لم أسمح لها بالخروج ، و عندما أخذتها إلى المشفي ، ذهبت إلى الحمام ، و قفزت من النافذة ، أنتم بالتأكيد تعرفون إلى أين ذهبت .
* نظر صالح و چومالي إلى بعضهم ، بالطبع ذهبت لتكمل عملها لأن ميكي غير موجوداً أيضاً ، فركضوا إلى السيارة ، و أثناء ذلك قال صالح بسرعة : يا بني ، أوصل زوجة أخيك إلى المنزل .
فأمسكت سعادات بنافذة السيارة و قالت لزوجها : صالح ، أنت تعرف مكانها ، أليس كذلك ؟
* فنظر لها نظرة خوف و لم يجاوبها ، ثم إنطلق بالسيارة و معه چومالي ..
المشهد الثاني :(إحدى المتاجر)
* خرجت إيفسون من غرفة تغيير الملابس و هي ترتدي فستاناً جميلاً ، بدون أكمام ، لونه أخضر داكن ، لا يبدو إنه من طرازها كثيراً ، لإنه منفوشاً من بعد الخصر .
وقفت أمام ياماش و قالت : ما رأيك ؟
نظر ياماش إلى الفستان و قال : لا ، إنه مكشوفاً جداً .
قالت إيفسون مازحة : أنت محق ، سيظهر عضلات ذراعها .
* فضحك ياماش ، و دخلت إيفسون إلى غرفة تغيير الملابس مجدداً ، لتجرب فستاناً آخر ، حينها أتت رسالة إلى ياماش ، في البداية إندهش إنها من ميكي ، و إندهش أكثر عندما فتحها ، إنها تحتوي علي موقع فقط! دخل علي الموقع فوجده مكاناً لا يعرفه ، إنه منزل ، و لكن منزل من ؟ ظل ينظر إلى هاتفه يفكر ، حتي لم ينتبه إلى إيفسون و هي تناديه ليعطي رأيه في الفستان الآخر التي ارتدته .
إيفسون : ياماش ... ياماش .
انتبه ياماش إليها أخيراً و قال : هه ، إنه جميل جداً .
إيفسون : ماذا هناك ؟ هل حدث شيئاً ؟
ياماش : لا ، و لكن أنا آسف يا روحي ، عليّ أن أذهب الآن ، سأكلم الشباب ليأتوا لتوصيلك .
* وقفت إيفسون أمامه متجمدة ، ماذا يعني ستتركني و تذهب ؟ و لكنها لم تقل شيئاً ، و حتي ياماش لم ينتظر ، أخذ معطفه ثم قبّلها من خدها و ذهب علي الفور .
ـ صعد إلى سيارته ، و إتصل بسالم ليرسل سيارة إلى المتجر الذي سيبعث موقعه إليه ، ثم بدأ يفكر ، كان خائفاً أن يكون الأمر متعلقاً بكارما هذه المرة أيضاً ، لذلك أخرج هاتفه و إتصل بچومالي .
ياماش : أخي ، هل كارما معك ؟
قال چومالي بتردد : إنها في المنزل ، سعادات تمنعها من الخروج اليوم .
* فأخذ ياماش نفساً عميقاً و إرتاح قلبه ، ثم قال : حسناً يا أخي .
* ثم أغلق الهاتف و أكمل طريقه و هو مطمئناً.
ـ أما صالح ، فقد صرخ علي چومالي و قال : لماذا لم تخبره ؟
چومالي : ماذا أخبره يا ولد ؟ اليوم عيد ميلاد الفتاة ، هل أتركه يفسد يومها ؟ سنذهب و نأخذها و نقضي الليلة ، و بعد ذلك سيكون حسابها معي عسير .
صالح : علي أساس نعرف أين ذهبت ؟
چومالي : نعم ، لقد أخبرتني بأماكن منازل ذلك ال** عندما أخبرها بها اسكندر ، سنذهب إليهم واحداً تلو الآخر .
صالح : و لكنه سأل عنها يا أخي ، هذا يعني إنه يعرف شيئاً .
چومالي : هو يسأل عنها دائماً يا بني ، إنه مثل زوجتك تماماً ، الاثنان يحاصرون الفتاة .
المشهد الثالت :(منطقة كارتال)
* وصل ياماش إلى الموقع الذي أرسله ميكي في منطقة (كارتال) ، و قد صعق عندما رأي إنتهاء الموقع عند ذلك المنزل المحترق .
ـ ركض من السيارة سريعاً و هو يصرخ : ميكي ، يا إلهي .
* عندما رأي النيران علي بعداً قريب ، رجع مجدداً إلى السيارة و أخذ زجاجة مياه ، و أغرق ملابسه بها ، ثم ركض إلى المنزل ثانيةً.
ـ حاول أن يبحث عنه ، و لكنه لا يري شيئاً ، فأخذ ينادي عليه و يقول : ميكي ... ميكي ، أين أنت يا بني ؟
* و أخيراً عثر عليه ، كان مغشياً عليه علي الأرض ، حمله علي ظهره و تمكن من إخراجه من الحريق .
ـ و من حسن الحظ إنه بمجرد خروجهم من المنزل ، سمع ياماش صوت إنفجاراً هائلاً بالداخل .
فابتسم قليلاً و مال علي ميكي و قال : لقد نجوت يا بني .
* حمله مجدداً ليدخله إلى السيارة ، و كان ياماش يلتقط أنفاسه بصعوبة ، و لكنه كان يشكر الله إنه لحق في الوقت المناسب .
ـ أخذه إلى المشفي ، و بعدما إطمئن علي حالته ، أرسل بعض الشباب إليه ، ثم ذهب إلى المنزل ليستحم و يغير ملابسه .
المشهد الرابع :(طريق أسكدار)
* إلى الآن لقد ذهب چومالي و صالح إلى المنزل الذي في منطقة (سيليفري) و لم يجدوا أحداً ، و هم الآن في المنزل الذي في (أسكدار) ، لقد دخلوا إليه ، و لم يجدوا أحداً أيضاً ، صاح صالح و قال : إنهم ليسوا هنا أيضاً ، ماذا سنفعل إن لم نعثر عليها حتي المساء ؟
چومالي : لا تصرخ يا هذا .
صالح : أمرك يا سيد چومالي ، و لكن إياك أن تخبر ياماش إنني كنت معك ، لن أبقى في الوسط مجدداً ، هل فهمت ؟
چومالي : من طلب منك أن تبقي في الوسط يا بني ؟ إذهب و قف في طرف أخيك العزيز ، و أتركني أنا و إبنة أخي في الطرف الآخر .
* تأفف صالح و مسح بيده علي وجهه ، فضحك چومالي و قال : لا تستطيع ، أليس كذلك ؟
* لم يرد صالح عليه ، و فتح باب السيارة و جلس بالداخل ، كانوا يتحدثون أثناء رجعوهم إلى السيارة ، و بعد ذلك انطلقوا بها إلى المكان التالي .
المشهد الخامس :(منزل العائلة)
* وصل ياماش إلى المنزل ، و كانت حالته مزرية من آثار الحريق ، دق على الباب و فتحت له سعادات ، و عندما رأته فزعت ، و وضعت يدها علي فمها و قالت : ماذا حدث ؟ هل أصابها شيئاً ؟ أين هي ؟
* نظر إليها ياماش و لم يفهم شيئاً ، عن من تتحدث ؟
فركضت إليه داملا و قالت : أين چومالي ؟ هل كنتم سوياً ؟
* بدأت سعادات في البكاء و قالت : اخبرني يا بني ماذا حدث لها ؟ هل هي في المشفي ؟
صرخت بها داملا و قالت : لا تقولي هذا يا سعادات ، إن شاء الله بخير ، أليس كذلك يا ياماش ؟
* كان ياماش صامتاً يحاول أن يستوعب الأمر ، لقد قال له چومالي إن كارما بالمنزل .
سعادات : حباً في الله قل شيئاً يا بني .
* خرجت إيفسون من غرفتها عندما سمعت صوتهم ، و عندما رأت ياماش هكذا ، ركضت إليه في لهفة و عانقته و قالت : ياماش .. ماذا حدث يا روحي ؟ هل أنت بخير ؟
قال ياماش أخيراً : أين كارما ؟
* فنظروا جميعاً إلى بعضهم ، و قالت داملا : ألم تكن تبحث عنها ؟ لقد ذهب چومالي و صالح منذ ثلاث ساعات ، و لكن لم يعد أحداً منهم حتي الآن .
صرخت سعادات و قالت : ليست معك ؟ أين هي إذاً ؟
* حينها طنت أذن ياماش ، و أصيب بحالة جنونه المعتادة ، أخذ يفكر ، ثلاث ساعات ! لقد إتصل بچومالي منذ ساعتين و أخبره إنها في المنزل ، ماذا لو كانت مع ميكي ؟ ماذا لو كانت هناك في ذلك المنزل المحترق ؟....
ـ ركض إلى سيارته مجدداً ، و إتصل علي چومالي .
چومالي : ماذا هناك يا طفل ؟
كان ياماش يتنفس بصعوبة و قال : أين إبنة أخانا يا أخي .
چومالي : إنها فـ ....
قاطعه ياماش و صرخ بكل ما فيه و قال : كاااااذب ، لقد كانت مع ميكي ، أليس كذلك ؟ أقسم إن حدث شيئاً لهذه الفتاة ، أقسم إنني أنا من سيطلق على رأسك .
* ثم أغلق الهاتف و انطلق بالسيارة .
ـ حينها رآه أكين و ياسمين أثناء رجوعهم إلى المنزل ، و اندهشوا من صراخه ، فدخلوا إلى المنزل ، كانت سعادات مازالت واقفة أمام الباب منهارة ، فسألها أكين : أختي سعادات ، ماذا هناك ؟ لماذا هو غاضباً هكذا ؟
سعادات : أكين ، إذهب و اسأل عن ميكي ، هيا بسرعة يا بني .
قال أكين مندهشاً : حسناً .
* دخلت ياسمين إلى المنزل ، و ذهب أكين ليسأل عن ميكي .
ياسمين : ماذا هناك ؟ لماذا تبكين يا أختي ؟
* نظرت إليها سعادات و لم تعرف ماذا تقول لها ، فتدخلت إيفسون و قالت : لا شيء يا روحي ، إنها مشكلة متعلقة بصالح ، مشكلة صغيرة لا تقلقي .
* ثم أخذتها و ذهبت إلى غرفة ياسمين .
المشهد السادس :(طريق كارتال)
أغلق چومالي الهاتف و قال : من أين عرف إنها ذهبت مع ميكي ؟
صالح : لقد قلت لك إنه يعرف شيئاً .
چومالي : ماذا سنفعل الآن ، إتصل بالفتاة مجدداً .
اخرج صالح هاتفه و إتصل علي كارما ثم قال : لا ترد .
* ثم أتت رسالة إلى چومالي ، فأعطي الهاتف إلى صالح لأنه يقود السيارة و قال : أفتحها بسرعة ، إنها من ياماش .
* فتحها صالح و تجمد وجهه .
قال چومالي : ماذا ؟
قرأ صالح الرسالة : (اذهب و إخرجها من هناك إن كنت تستطيع) .
* نظر چومالي إلى الهاتف ، لقد أرسل موقع المنزل إليه أيضاً ، زاد قلق چومالي و أسرع بسيارته إلى هناك .
ـ أما ياماش ، فبعدما بعث الرسالة إلى أخيه ، إتصل بسيارة مطافي لتلحق بيه إلى المنزل .
المشهد السابع :(منزل چومالي العم)
* منذ أن بدأ هذا الأمر و چلال الدين يجلس أمام أربعة شاشات و يري ما يحدث بهم ، و لقد كان الأمر مسلياً للغاية بالنسبة إليه ، و قد إطمئن قلبه عندما إحترق المنزل بمن فيه ، لقد أعتقد إنه تخلص من عدوه إلى الأبد ، و لكن كاميرات المراقبة كانت في الأمام فقط ، و عندما إحتراق المنزل عطلت الكاميرا الخاصة بيه ، و بقي أمامه ثلاث كاميرات للثلاث منازل المتبقية ، و ما اندهشه و اضحكه إن چومالي و صالح قد مروا علي جميع الشاشات أمامه .

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now