[ قرية أزمير المخيفة ]

135 5 3
                                    

المشهد الأول :(مصنع نظام)
*ركب جومالي و صالح السيارة و معهم ياماش في المقعد الخلفي ، بينما ركبت كارما في سيارة متين هي و عليشو ، أما ميكي ، فكان يقود أحد الشاحنات و بجانبه ميدات ، و الجميع من خلفهم ، ثم ذهبوا بإتجاه الحفرة.
صالح : هل أنت بخير يا إبن أبي ؟
ياماش : نعم يا أخي .
جومالي : عينك تنزف يا بني ، خذ هذا.
* مد يده ل ياماش ب كومة مناديل ، ثم تابع و هو يستشيط غضباً : من فعل لك هذا يا طفل ؟ من *** هذا ؟ أقسم إنني سـ***
ياماش : حسناً يا أخي ، ليس هناك داعي ، لقد قامت خاصتكم بالواجب ، لابد إن ذلك المقنّع يحترق بالمنزل الآن ، بالمناسبة من هذه الفتاة ؟
* نظر جومالي و صالح إلى بعضهم و لم يستطيعوا أن يقولوا شيئاً ، الأمر بحاجة إلى بعض المقدمات أولاً .
جومالي : أي مقنّع يا بني ؟
ياماش : إنه ذلك النينجا يا أخي ، إنه ما زال حياً.
جومالي : اللعنة.
صالح : لعنة ماذا يا أخي ؟ يقول لك
أن الرجل يحترق بالمنزل الآن .
ياماش : حسناً من هذه الفتاة ؟
صرخ صالح و أخرج رأسه من السيارة وقال : ميكي ، ما هذا يا بني لماذا تأتي أمامنا بكل هذه ؟ تراجع في الخلف يا هذا ، عساه خيراً يا ميدات ؟ لماذا تلوح إلىّ يا أخي ؟
* ثم إبتسم و توجه بالكلام إلى إخوته : أنظرا إلى هذا الأحمق ، و كأننا ذاهبون في موكب عُرس.
ياماش : أخوتي ، من هذه الفتاة ؟
* مسح جومالي علي وجهه ، و صالح ينظر إليه ، لا يجد ما يقوله .
جومالي : يابني ، لنذهب إلى المنزل أولاً ، و بعد ذلك إسأل عن ما تريد.
ياماش : و لماذا لا تقولون الآن ، هل هذا سر ؟
جومالي : حسبنا الله ، هل أخذناك لكي تثرثر فوق رؤسنا يا بني ؟
ياماش : حسناً هل هي من الحفرة ؟ أظن إنني رأيتها من قبل.
* توقف صالح بالسيارة فجأة ، و قال و هو في حالة فزع شديد : ياماش ، ألم تأتي إليك زوجتك يا بني ؟ يا إلهي ، لماذا لم نبحث في ذلك المصنع عنها أيضاً ؟
* تجمد وجه ياماش ، و هو يحاول أن يستوعب ما يقوله صالح ، ثم رد عليه في إستنكار : زوجة من يا أخي ؟ هل تقصد زوجتي أنا ؟ هل إيفسون ؟
* جومالي أغمض عينه و مسح علي وجهه ، ثم نظر إلى صالح نظرةً معاتبة ، و تحضّر للزوبعة التي ستحدث الآن.
ـ قال ياماش و هو يصرخ بأعلى صوته : أين إيفسون يا هذا ؟ هل كانت في ذلك المكان ؟
* و في هذه اللحظة أتي متين إليهم و قال : خيراً يا أخوتي ؟ لماذا توقفتم ؟ هل تعطلت السيارة ؟
* خرج ياماش علي الفور من السيارة ، و ذهب إلى سيارة متين و قال : أخرج يا عليشو.
* خرج عليشو ، ثم أخذ السيارة و ذهب ، و كارما في الداخل.
ـ ركض صالح ورائهم علي الفور ، و تركوا متين و عليشو ، ف ركبوا مع باقي الرجال.
ياماش : هل كان هناك أحداً بالداخل غير ذلك المقنع عندما أحرقتي المصنع ؟
كارما : لا ، لقد بحثت في كل مكان قبل أن أصل إليك.
ياماش : أقسم إن حدث لزوجتي شيئاً ، سأدفنك في هذه السيارة ، لماذا أحرقتي المصنع أيتها الحمقاء ؟
كارما : برأيي لا تقوم بالصراخ علي شخصاً لا تعرفه ، ولا تشتم أيضاً ، كما إنني قولت لك أن زوجتك لم تكن بالداخل ، ليس هناك داعي للرجوع مجدداً.
ياماش : لا تتدخلي ، سأطفيء الحريق و أبحث عنها.
كارما : كما تريد ، ستضيع وقتك .
* أوقف ياماش السيارة فجأه ، و بدأ يصرخ و هو يضرب بيده علي مقود السيارة .
كارما : هيا إلى أزمير إذاً.
ياماش و هو في قمة غضبه : ماذا تقولين أنتي ؟ أي أزمير ؟
كارما : أحد رجال الرجل الذين خطف زوجتك هناك.
* لم يجادل ياماش و أستدار بالسيارة بإتجاه أزمير.
كارما : ألم يكن جيداً لو كنت ذهبت إلى المنزل أولاً ؟
إن جرحك مازال ينزف.
* لم يرد عليها.
فتابعت : من قال لك أن زوجتك خطفت أساساً ؟ كنا سنقوم نحن بالبحث عنها و إحضارها.
ياماش : ماذا تقصدين ب نحن ؟
كارما : أنا و الرجال.
ياماش : من أنتي أساساً ؟
صمتت قليلاً ثم قالت بسخرية : يبدو أن غضبك زال و مزاجك أصبح في مكانه حتي تريد الدردشة أيضاً، أليس كذلك ؟
ياماش : أي دردشة يا فتاة ؟ لقد سألتك من تكونين ؟
كارما : هذا ليس من شأنك.
ياماش : حسناً إذاً.
* ثم توجه إلى الطريق ، و لم يتحدثوا إلى بعضهم حتي وصولهم إلى أزمير ، و الذي كان في منتصف الليل.
ياماش : أين ذلك المكان إذاً ؟
كارما : قرية أزمير المخيفة.
ياماش : ماذا ؟
* توجهت إليه بالهاتف ليري الخريطة.
ـ ذهبوا خلف الخريطة خطوة بخطوة ، إلى أن وجدوا أنفسهم أمام قرية مهجورة بالكامل ، لا يوجد بها سوي بعض الحيوانات ، مثل القطط و الكلاب السوداء ، لا يظهر منها سوي عيناها التي تلمع في الظلام .
كارما : لقد أقتربنا من الموقع ، من الأفضل أن نترك السيارة في مكاناً ما هنا ، لكي لا نلفت الأنظار.
ياماش : حسناً ، و لكن سنحتاج إلى مصباح يضئ لنا الطريق.
* أخذت كارما حقيبتها من المقعد الخلفي و أخرجت منها مصباحاً و أعطته له.
ياماش : هل ستبقين هنا ؟
كارما : بالطبع لا ، و لكن سأضيء بهاتفي لا تقلق.
ياماش : هل لديكِ سلاحاً إذاً ؟ أنا ليس لدي سوي هذا السكين لقد أخذته من عـ..
* قفزت كارما فجأةً و خطفت السكين من يده و قالت : هذا سكيني ، يا إلهي ،كيف لم أنتبه إنه غير موجود ؟
* نظر إليها ياماش مندهشاً قليلاً ، لقد عانقت السكين.
ثم تابعت : تريد سلاح إذاً .
* فتحت الحقيبة و أخرجت سلاحان و بها كاتماً للصوت ثم قالت : أختر واحداً.
ياماش : ما شاء الله مثل قبعة الساحر .
* أخذ سلاحاً ، و المصباح كان في يده الأخرى.
ـ ثم خرجوا من السيارة و هم يحاولون ألا يصدروا صوتاً ، كانت كارما تنظر إلى هاتفها لكي يذهبوا وراء الخريطة ، إن المكان يبدو مخيفاً جداً و بارد ، كانوا يسمعون صوت الرياح يأتي قوياً و يرتضم بإحدي نوافذ البيوت ، و كانت الرؤية تكاد تكون معدومة ، إن لم يكن بسبب الظلام سيكون بسبب كثرة هذه الغيوم.
ـ و أخيراً أصبحوا قريبين جداً من الموقع ، فأغلقوا مصباحهم و ذهبوا .
ـ و عندما إقتربوا أكثر ، رأوا عدة رجال يقفون أمام منزل ، فأمسكت كارما بذراع ياماش و همست له : تذكر إننا إثنين فقط ، لا تثير الضوضاء .
* أومأ لها برأسه ، ثم تابعوا طريقهم.
ـ ذهبوا وراء المنزل حتي يهاجمون من الخلف ، ف قام ياماش بإصابة أول رجل ، ثم أخذت كارما الثاني ، و لكن بعد ذلك إنتبهوا إليهم ، و بدأوا في إطلاق النار .
قالت كارما : عندما أقوم بتشتيت إنتباههم ، أدخل إلى المنزل .
ياماش : ماذا تقولين ؟ بالطبع لا.
كارما : هيا يا هذا ، ليس هناك وقت ، كلما أطلقت عليهم سيزداد عددهم أكثر ، أنا أعرف رجال عباسي جيداً ، هيا الآن.
* أظهرت نفسها لهم لكي يذهبون خلفها ، فأصبح رجلين فقط أمام المنزل ، أطلق ياماش عليهم النار ثم دخل إلى المنزل ، ف قام بفتح المصباح لكي يضئ المكان ، وكان يبدو من الداخل مثل بيت الأشباح ، آثار الحريق موجودة في كل مكان ، قذراً للغاية ، و كان علي الجدران بعض الطلاسم مكتوبة بالدماء ، كما يوجد بعض دمي العرائس الكبيرة ، و كانت تبدو كأنها علي قيد الحياة ، و تنظر إليه بإبتسامة شريرة .
ـ لم يكن هناك مكان للخوف في قلب ياماش ، كل ما أراده هو أن يعثر علي زوجته.
ـ ثم أثناء بحثه وجد غرفة ، هي الغرفة الوحيدة التي بابها حديد يبدو مثل باب الزنزانة ، فعرف إنها هي الغرفة.
نقر علي الباب ببطء ، و قال : إيفسون ، هل أنتي هنا ؟
* فلم يجاوبه أحد ، فأطلق النار علي الباب ، فلم ينفتح ، ذكّره ذلك الموقف ب سنا ، عندما أطلق النار علي حوض الماء ، و لم ينكسر ، كان ذلك الباب أيضاً ضد الرصاص.
ـ و قد جن جنونه و هو يحاول فتحه دون فائدة ، ف ركل الباب بقوة فسقط باب الفتحة الصغيرة التي في أسفل الباب ، ف إنخفض لينظر منها ، كان المكان معتم للغاية ، ف فتح المصباح و وجهه إلى الغرفة ، ف وجد إيفسون جالسة على الأرض ، في آخر مكان في الغرفة ، دافنة رأسها بين ساقها و ذراعها و ترتعش بشدة .
ف ناداها برقة : إيفسون ، إيفسون هذا أنا ياماش .
* ثم مد يده إليها لتراه ، و لكنها لم تستجيب أبداً .
ـ فكر أن يخرج إلى الخارج ، ربما يجد في حقيبة تلك الفتاة شيئاً يمكّنه من فتح الباب ، و لكن عندما إلتفت وجدها خلفه ، ف شهق من الذعر.
ياماش : يا إلهي ، لماذا لم تصدري صوتاً ؟
كارما : لا أعلم ، هل هذا شيئاً سيء ؟ لقد سمعت صوتك من الخارج ، ألم أقل لك ألا تحدث ضوضاء ؟
ياماش : لا أستطيع أن أفتح الباب ، ماذا أفعل ؟
كارما : إبتعد إذاً .
* تنحي ياماش ، و جاءت كارما مكانه ، و جلست علي ركبتها ، ثم فتحت حقيبتها و أخرجت سلكاً رفيعاً ، ثم قامت بثني طرفه بواسطة كماشة صغيرة ، و بعد ذلك قامت و أخذت الدبوس الفضي خاصتها من شعرها ، و قالت : تعالى و وجّه هذا المصباح هنا ، عند فتحة القفل.
*أمسك لها ياماش المصباح ، لكي تقوم بفتح الباب ، أدخلت السلك و دورته قليلاً في إتجاه فتح الباب ، ثم أدخلت دبوس الشعر و رفعت بيه سنون المفتاح ، ثم ادارت السلك ثانيةً ف إنفتح الباب ، تبدو هذه العملية بسيطة ، و لكنها إستغرقت تقريباً عشرون دقيقة ، و لكن لا يهم ، لقد إنفتح الباب أخيراً.
ـ دخل ياماش علي الفور ، بينما ذهبت كارما للخارج مجدداً لربما يأتي أحدهم.
ـ دخل ياماش إلى الغرفة ببطء ، لكي لا يفزع زوجته ، إن حالتها تبدو غريبة جداً ، إقترب منها ، و لكن بمجرد أن لمسها قامت بالصراخ ، قال لها : إيفسون هذا أنا يا روحي ، أنا ياماش.
* ولكنها كانت تقاومه بشدة و هي تصرخ ، و لا تريد الذهاب معه ، فقط كانت تستغيث بإسمه.
ـ أصبح صوت صراخها عالياً جداً ، سمعته كارما من الخارج مجدداً ، و لكن لم ترد أن تدخل هذه المرة ، حتي لا يسمع صوتها أحداً آخر و يأتي.
ـ و بينما ياماش يحاول تهدئتها ، أُقفل الباب عليهم ، ظن أن هناك أحداً بالخارج ، و لكن بدأت الغرفة بالأهتزاز كأن هناك زلزالاً قوياً ، و فجأة نشب الحريق من تلقاء نفسه في كل مكان ....
ــــــــــــــــــ
إنتظروا جزءاً آخر قريباً جداً 🧡🔥





الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now