[ چلال الدين خليل ]

125 2 1
                                    

المشهد الأول :(أرغستان)
* دخل رجلاً من رجال رشيد مسرعاً إلى الخيمة التي كان بها مع رجال إسكندر يخططون ما سيفعلونه مع رجال فيصل رحماني عندما يدخلون بالشاحنات إلى أرغستان و دامان بعد أسبوع ، فدخل الرجل علي الفور ، و مال علي كتف رشيد فضل الله ، و همس له و قال : أبي ، نزات بالخارج و يريد مقابلتك .
* صدم رشيد و لم يعرف ماذا يرد عليه ، ثم إستأذن من الرجال و خرج إليه.
رشيد : عجيباً ، هل جئت بمفردك ؟
نزات : كيف حالك يا أبي ؟
ثار رشيد و تقدم منه ثم قال : إياك أن تناديني بأبي مجدداً .
* أحني نزات رأسه لأسفل من الخجل ، فقال له رشيد : لماذا جئت إلى هنا ؟ هل أتيت لتهددنا أنت أيضاً ؟
نزات : لا ، فيصل يريد الاتفاق معكم .
إبتسم رشيد في سخرية و قال : مستحيل.
علا صوت نزات و قال : هل تريد حرباً إذاً ؟
رشيد : ماذا ؟ هل تخجل من محاربة عائلتك و عشيرتك يا هذا ؟ أم إنك تخاف علينا من سيدك ؟
نزات : إستمع إلىّ يا أبي ، فيصل يريد منكم شيئاً ، و في المقابل يريد الاتفاق ، يمكنك أن تقبل الآن و بعد ذلك..
* فقاطعه نچيب الذي جاء إليهم و هو يركض و يصرخ علي أخيه من بعيد.
نچيب : هل لديك الجرأة علي المجيء إلى هنا يا هذا ؟ ما هذه الشجاعة ؟
رشيد : حسناً يا بني ، ليس هناك داعي.
* فأشهر نچيب السلاح في وجه أخيه و قال له : هات ما عندك.
* كانت عينا نزات ممتلئة بالدموع و هو يقف هكذا أمام أبيه و أخيه الذي يشهر السلاح في وجهه ، نظر إلى نچيب و أبتسم إبتسامة خفيفة و قال له : إطلق يا أخي.
* تراجع نچيب ، و أنزل سلاحه و تركهم و ذهب بعيداً .
نزات : أبي فيصل يريد إنهاء الأمر بمباراة.
رشيد : ماذا ؟
نزات : مباراة يا أبي ، أساساً أنتم تربحون دائماً ، إذا ربحتم لن يكون هناك شاحنات تعبر من أرغستان.
رشيد : و ماذا عن دامان ؟
نزات : هل أتفقت مع رجال إسكندر ؟
رشيد : هذا ليس من شأنك .
نزات : حسناً ، لن تمر شاحنات من دامان أيضاً .
رشيد : لست مطمئناً لكم ، من المعروف عنكم إنكم بلا شرف.
نزات : أبي المباراة ستكون بعد يومين في مزار شريف ، سآتي إليك في الموعد لكي آخذكم إذا أردتم.
* قال هذا و إلتفت و ذهب علي الفور.
المشهد الثاني :(كابول)
* ذهب الأب فيصل إلى إستقبال الضيف ، و عندما دخل إليه ، نهض چلال علي الفور إحتراماً له ، سلّم عليه و قبّل يداه ثم قال : تهانينا يا أبي.
نظر الأب فيصل إلى صناديق الهدايا التي تملئ الغرفة ، و قال : من أنت يا بني ؟
چلال : چلال الدين خليل يا أبي ، أبن خليل إبراهيم.
الأب فيصل : حقاً ؟ لم أكن أعرف أن المرحوم لديه إبن.
چلال : لقد كنت أدير أعمال أبي في الخارج ، و لكن بعد موته اضطررت للمجيء إلى هنا ، إلى مراز شريف في بلخ.
الأب فيصل : لقد جئت إلينا من مكاناً بعيد يا بني ، و يا تري كل هذه الصناديق هدايا الزفاف أم بضاعتي التي كانت بحوزة المرحوم والدك؟
* اضطرب چلال قليلاً ، يبدو إنه لا يعرف شيئاً عن هذه البضاعة ، و قد فهم الأب فيصل هذا أيضاً ، فضحك في سخرية ثم عقد حاجبيه فجأة ، و نظر إليه و قال : من أنت يا هذا ؟ ما هذه الجرأة ؟ هل جئت لتكذب عليّ و أنت تنظر إلى عيني ؟ يبدو إنك لا تعرف إلى من جئت يا بني .
* ثم نهض و قال قبل أن يخرج من الغرفة : لولا إنه زفاف إبنتي لكنت أطلقت علي رأسك .
* أسرع چلال لكي يتكلم و قال : أبي رجاءً إنتظر ، أنا لست مجنون لكي آتي بقدمي إلى هنا و أكذب عليك ، أنا أعرف جيداً من تكون ، لذلك أتيت إليك .
استدار الأب فيصل و قالة : إفتح هذه الصناديق.
* فقام چلال و بدأ في فتحهم علي الفور ، و كانت هدايا باهظة الثمن ، و لا تبدو إنها من أفغانستان.
قال الأب فيصل : خذوه الآن إذاً ، و سنتحدث بعد الزفاف.
المشهد الثالث :( منزل العائلة)
* لقد جاء جومالي و ياماش إلى المنزل للتو ، و أول ما سأل عنه ياماش فور دخوله.
ياماش : أين كارما ؟
السيدة سلطان : كيف هذا ؟ ألم تذهب إليكم ؟ لقد خرجت علي هذا الأساس.
ياماش : حقاً ؟ أمي كيف تسمحين لها بالخروج أساساً ؟
فزعت السيدة سلطان و قالت : ماذا حدث ؟ هل ذهبت إلى أفغانستان ؟
جومالي : لا تقلقي يا أمي ، لم تذهب إلى أي مكان ، كل ما في الأمر إن إبنك العزيز لا يريدها أن تأتي إلى المقهى.
السيدة سلطان : أين ذهبت إذاً ؟
جومالي : إنها مع متين لا تقلقي.
ياماش : منذ الصباح ؟ لقد قال إنه سيأتي بها إلى هنا ، أين هما الآن ؟
رفع جومالي صوته وقال : إياك أن تفعل ، هل سمعت ما قاله صالح ؟ لقد وضعته الفتاة مكان كمال يا طفل ، يعني متين له حقاً عليها مثلنا تماماً ، لقد إتصلت بي و أخبرتني إنها معه يا أمي ، رجاءاً ليس هناك داعي لمضايقة الفتاة.
السيدة سلطان : حسناً يا بني ، هل قلت شيئاً ؟
* و قبل أن يندهش ياماش من إستسلام السيدة سلطان للأمر ، دق الباب و ذهبت السيدة سلطان لتفتح .
كارما : طاب يومك يا جدتي ، رجاءاً قولي لأخي متين أن يدخل ، لقد قلت له ولكنه لا يريد.
* ثم دخلت إلى الداخل و خلعت حذاءها ، بينما السيدة سلطان تطلب من متين الدخول ، فلم يستطع متين ردها ، و دخل معها .
ـ دخلت كارما إلى المطبخ علي الفور ، و كانت سعادات تجهز الطعام و لم تنتبه إليها ، فذهبت علي أطراف أصابعها ، ثم صرخت في أذنها ، ف إنتفضت سعادات و أطلقت صرخة صغيرة ، ف انفجرت كارما في الضحك.
ـ نظر ياماش و جومالي إلى بعضهم البعض ، وقال ياماش : نعم ، مازلنا لم نعرف أين كانوا .
جومالي : حسبنا الله ، يا طفل ، إتصل بصالح ليأتي.
ياماش : حسناً يا أخي ، سأسأل متين علي كل حال
* نظر إليه جومالي نظرة تحذير ، فتابع ياماش : سأسأله فقط يا أخي.
ـ ثم أخرج هاتفه و إتصل بصالح.
ـ فوجد صالح يدخل من الباب أمامه ، فأنهي المكالمة ، عندما دخل صالح نظر إليه نظرة باردة ، ف فهم إنه مازال غاضباً منه .
جومالي : هل هناك أخباراً جيدة يا بني ؟
صالح : لا يا أخي ، فارغ.
* ثم نادت عليهم سعادات من أجل العشاء.
ـ و عندما جلس الجميع علي طاولة الطعام .
ياماش : نعم يا أخي ، إلى أين ذهبتم ؟
متين : إلى المشفي ، و بعد ذلك ذهبنا إلى الساحل .
السيدة سلطان : لماذا ذهبتم إلى المشفي ؟ هل هناك شيئاً ؟
كارما : لدي صديقة في المشفي يا جدتي ، و لكنها بخير الآن.
ياماش : لقد تجولتم إذاً ؟
كارما : نعم ، هل هناك مانع ؟
ياماش : بالطبع لا يا روحي ، يكفي أن تكوني بخير .
* إندهش جومالي و صالح و نظروا إلى بعضهم ، لا أعرف فقد أصبحوا مثل التوأمان ، ثم قال صالح : هل أعجبتك اسطنبول إذاً يا إبنتي ؟
نظرت إليه كارما بغضب و قالت بجفاء : نعم.
رد صالح مازحاً : علي الرغم من إنها ليست العاصمة ؟
* قلبت كارما طبقها فجأة ، و نهضت من علي مائدة الطعام إلى غرفتها.
ـ إندهش الجميع ، ثم نهض صالح أيضاً و خرج من المنزل ، بينما ذهبت سعادات لتفهم ماذا جري.
ـ دخلت سعادات إلى غرفة كارما ، و جلست بجوارها ثم قالت : ماذا فعل صالح ؟ لماذا غضبتي منه هكذا ؟
كارما : أنا غاضبة منه منذ أن أخبر عمي جومالي بـ..
* ثم نظرت إلى سعادات و لم ترد أن تكمل حديثها ، فأومأت لها سعادات لكي تتابع ، ف قالت : أخبر عمي جومالي بكل ما عرفه من عمي رشيد عني .
سعادات : لم أفهم ، هل هذا سيئاً ؟
قالت كارما بنفاذ صبر : لماذا لا تفهمون أنا لن أبقي هنا ، ليس هناك داعي لأن يعرف أحداً أي شيء ، لقد إتصل بي عمي رشيد اليوم ، سأذهب خلال يومين علي الأكثر.
* دخل جومالي ، و يبدو إنه كان يتنصت علي الباب.
جومالي : هل ستذهبين يا إبنتي ؟
كارما : نعم يا عمي ، أنت تعرف هذا منذ أن جئت إلى هنا.
جومالي : أعرف ، ولكن ظننت إنك ربما تغيرين رأيك ، وترغبين في العيش معنا ، ظننت إنكِ إعتدتي علينا مثلما إعتدنا عليكي ، و إعتقدت إن متين سيعوضكِ عن كمال ، و نحن عن سليم ، و إنكِ ستكونين سعيدة وسطنا ، أنظري إلىّ ، إذا كنتِ غاضبة من معاملة ياماش ، لا تقـ...
* قاطعته كارما و قد بدأت في البكاء و قالت : يكفي ، لا تفعل رجاءاً ، أنت لا تفهم ، أنا عليّ الذهاب ، الموضوع ليس متعلقاً بكم ، و لكنهم يحتاجون إلىّ أيضاً .
سعادات : حباً في الله يا إبنتي ، بالتأكيد لديهم الكثير من الرجال ، هل سيحتاجون إليكِ بالأخص ؟
ثم قال جومالي مازحاً : ماذا تقولين يا إبنتي ؟ بالطبع يحتاجون لها ، إنها كارما كوشوفالي ، الذراع الأيمن لزعيم أكبر عشيرة في أفغانستان ، رشيد فضل الله ، أليس كذلك يا وردتي ؟
* إبتسمت كارما ابتسامة صغيرة و قالت : نعم.
جومالي : و لكنك حفيدة إدريس كوشوفالي ، صاحب حي كوشوفا و أب الحفرة أيضاً ، ألم تقولي هذا ؟
* وضعت كارما وجهها بين كفيها و قالت : لا أعرف ماذا أفعل يا عمي.
* جلس جومالي بجانبها و قبّل رأسها ثم قال : إنظري إلىّ يا إبنتي ، هل هناك وضعاً ما ؟
كارما : يوجد يا عمي ، هناك مباراة.
جومالي : ماذا ؟ هل هذا الأمر المهم ؟
كارما : مباراة مصارعة حرة يا عمي ، و أنا من سيلعبها
جومالي : هل تمزحين يا إبنتي ؟ ماذا يعني هذا ؟
سعادات : هل النساء يلعبون المصارعة في أفغانستان ؟
كارما : ليست النساء ، أنا فقط.
عقد جومالي حاجبيه و قال : ماذا تعني ؟ هل ستصارعين رجل ؟
كارما : بالطبع سيكون رجلاً ، و هذه المباراة ليست مباراة عادية ، هناك الكثير سيترتب عليها ، يعني أن ربحنا سنتفادي مخاطرة الهجوم علي عشيرة فيصل رحماني.
جومالي : إبنتي أنا لا أفهم شيئاً ، من هذا فيصل ؟ و لماذا تريدون مهاجمته ؟
كارما : إنها قصة طويلة يا عمي ، ما يهم الآن هو إنني..
قاطعها جومالي و قال : عليكِ الرحيل.
ثم تابع : هذا رشيد ، هل هو من أخبرك لكي تذهبي ؟
كارما : كنت سأذهب أساساً ، شاحنات فيصل كانت ستصل الاسبوع القادم ، و كنت سأذهب حينها لكي نداهمهم ، و لكنهم خففوا الأمر بمباراة ، هذا سيكون أفضل بكثير.
جومالي : أفضل بالنسبة لمن ؟ أنتي تفديهم يا إبنتي .
كارما : ليكن ، عمي أنا مهما فعلت من أجلهم سيكون قليلاً.
قالت سعادات وهي تبكي : ماذا لو حدث لكِ شيئاً ؟ كيف تصارعين رجلاً يا إبنتي ؟
كارما : لا تقلقي يا أختي ، هذه ليست المرة الأولي لي ، العشائر الأخرى عندما يكون لديهم مباراة يستدعوني للقتال من أجلهم أساساً ، هذا العمل مربح إلى حدا ما.
جومالي : حباً في الله يا إبنتي ، و ما الحاجة إلى هذه المباريات من الأساس ؟
كارما : عندما يكون هناك خلاف بين عشيرتين ، يحلون الأمر بإقامة مباراة ، إنه يعد حلاً سلمياً بدلاً من إراقة الدماء.
جومالي : يا له من حلاً سلمياً .
سعادات : إن عرفت أمي سلطان بهذا لن تسمح لكِ بالذهاب أبداً .
كارما : لتفعل إذاً.
جومالي : إخلدي للنوم الآن ، و نتحدث في الصباح.
* قبّلها من رأسها و أخذ سعادات معه و خرج من الغرفة.
ـ كان مهموماً للغاية ، لا يدري ماذا عليه أن يفعل...
ـــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً جداً 💙🖤

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now