جميعنا يعرف كيف انتهي مسلسل الحفرة الموسم الماضي و الذي صممه كاتب الحفرة لكي يكون الأخير ، و لكن اظن انني استطيع صنع موسم آخر سأكمل به القصه و سأضع شخصيات جديده سيلعب دورها بعض الممثلين الاتراك ،
طبعا لست بحاجة لسؤالهم ، و سنذهب أيضا الي اماكن جديده...
المشهد الأول :(منزل العائلة) * عاد ياماش إلى المنزل مجدداً لكي يتحدث مع زوجته ، دخل إلى غرفتهم مباشرةً ، أحست إيفسون بقدومه و لكنها ظلت نائمة ، فتمدد بجانبها و قام بعناقها من الخلف ..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ياماش : لقد أتيتي إلى هنا من أجلي ، أعرف ، و لكنني في المقابل لم أهتم بكِ . ثم قبّلها من كتفها و قال : أعتذر منك كثيراً . * بدأت إيفسون بالبكاء ، و لكن بصوتٍ مكتوم ، فأمسك ياماش بوجهها لكي يكون في مواجهته ، ف استدارت إيفسون لتنظر إليه . فتابع ياماش و قال و قد بدأ في البكاء أيضاً : لقد عانيتي الكثير بسببي ، و دخلتي أيضاً إلى هذا المنزل من أجلي ، أعرف ذلك ، و لكنك في كل مرة تثبتين لي إنكِ أقوي امرأة في العالم ، هل تعرفين لماذا ؟ لأنك دائماً تتمكنين من مسامحتي رغم كل شيء ، المسامحة شيئاً صعباً للغاية ، تحتاج إلى قلباً قوياً و نقياً ، لا يملكه الكثيرون . إيفسون : و هل لديك أنت أيضاً هذا القلب ؟ هل تمكنت أنت من مسامحتي ؟ صمت ياماش قليلاً ثم قال : نحن متزوجان و لدينا طفلة ، و تعرفين إنني أحبك أكثر روحي ، فكيف تسألين سؤالاً كهذا ؟ إيفسون : لقد كانوا دائماً يقولون عني إنني أمتلك عيوناً و نظرات ساحرة ، لا يستطيع أحداً أن يقاومها ، و لكن عندما تقابلنا ، أنت من أصبتني بسحرك ، هذه النظرة هي التي أوقعتني في حبك منذ أول مرة رأيتك فيها ، و هي التي جعلتني أترك كل شيء خلفي و آتى معك ، هذه النظرة التي كنت أتذكرها دائماً لتواسيني و تنير لي في الليالي المظلمة التي كنت أعاني فيها ، و لكن في ذلك اليوم لقد وجدت نظرة أخرى تماماً ، نظرة إتهام ، أقسم إنني بكل ما عانيته لم أتألم بقدر ما تألمت حينها . * قبّلها ياماش من رأسها و عينها ، ثم مسح علي رأسها و قال : أنا أحبك كثيراً و أنتي تعرفين ذلك ، و ليس هناك شيئاً آخر ، أقسم إنه ليس هناك شيئاً آخر ، أعرف بأنني مخطئاً ، و لكن رجاءاً لا تحاسبيني علي شيئاً فعلته و أنا في أضعف حالاتي ، فقط أريد منكِ فرصة واحدة لأصلح ما أفسدته ، و لكن رجاءاً لا تتركيني الآن ، إنني بحاجة إليكِ . * إعتدلت إيفسون قليلاً ثم أمالت رأس ياماش علي صدرها ، و أخذت تمسح علي رأسه بيدها حتي غط في النوم . المشهد الثاني :(مقهى الأصدقاء) * كان چومالي و صالح و متين و أكين أيضاً يجلسان في المقهى ، و لكن إستأذن متين منهم لكي يذهب إلى عمله ، إنه يترك الدكان لميدات منذ فترة ، فأراد أن يتابعه قليلاً ، و بعد ذهاب متين بخمس دقائق بالضبط جاء ميدات إلى المقهى على الفور . ميدات : أخي ، أقسم إنني إشتقت إليك كثيراً. إبتسم صالح و قال : هل أصبحت قصاباً يا بني ؟ تعال إلى هنا . * ثم نهض و عانقه ، و لكنه أبعده مجدداً .. صالح : أووف يا ميدات ، ألم تستطيع أن تذهب إلى المنزل و تستحم أولاً يا بني ، رائحة الضأن تفوح منك . ميدات : لا تؤاخذني يا أخي ، لم أستطيع الانتظار ، عندما عاد متين أتيت علي الفور . ضحك چومالي و قال : أنظر إلى هذا ، ميدات ، أهلاً بك يا أخي ، هل نحن غير مرآيين يا هذا ؟ ميدات : أخي السيد چومالي ، و أكين أيضاً السلام عليكم يا أخوتي ، لا تؤاخذوني و لكنني كنت مشتاقاً إلى أخي كثيراً . علا صوت صالح غيظاً و قال : نعم ، لذلك جاء علي الفور ، أليس كذلك يا أخي ؟ إبتسم ميدات و قال : نعم يا أخي . سحبه صالح إلى خارج المقهى و قال بصوتٍ خافت : حقاً ؟ ماذا تحدثنا يا هذا ؟ لماذا أضعك عند متين أنا ؟ صرخ ميدات و قال : لأنك لا تريدني . صالح : يا صبر ، ميدات ماذا قلت لك يا أخي ؟ ألم أقل لك ألا تظهر أمام كارما ؟ ميدات : و أين هي كارما ؟ إنها ليست هنا ، و حتي إن كانت هنا ، لماذا سأخاف منها ؟ حدق صالح في وجه ميدات بغضب ثم قال له : ميدات ، ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل ؟ ميدات : أجل تحدثنا و لكنني لم أقتنع بعد . صالح : لم تقتنع بعد ، أليس كذلك ؟ أومأ ميدات برأسه نافيا و قال : أبداً . صرخ صالح بيه و قال : تباً لك و ل إقتناعك أيها الغبي ، إذهب إلى عملك الآن و لا تفعل هذه الحماقة مجدداً . * نظر إليه ميدات بحزن ثم ذهب ، و لكن أوقفه صالح مجدداً و قال : ميدات . * ف استدار له ميدات و رأسه محني إلى الأرض . تقدم صالح منه خطوتين و قال : سآتي أنا إلى عندك يا بني ، ألم آتي من قبل ؟ ميدات : مرة واحدة . صالح : حسناً ، سآتي كثيراً بعد الآن ، و لكن لا تأتي أنت ، أعرف بأنك لا تخاف من شيئاً ، و لكنني أخاف ، هل فهمت ؟ كما أن الوضع ليس جيداً هنا أيضاً ، و تعرف إنني أريد أن أبقيك بعيداً عن المخاطر ، تعرف أليس كذلك ؟ إبتسم ميدات و قال : أعرف يا أخي . صالح : حسناً ، هيا إلى عملك إذاً . ميدات : و لأنها ليست هنا و.... صرخ صالح بقوة و قال : إذهب . * ف إنتفض ميدات و ركض على الفور . ـ دخل صالح مجدداً إلى المقهى ، فرأي چومالي غاضباً و يمسك بهاتفه . صالح : ماذا حدث ؟ چومالي : الفتاة لا ترد علي هاتفها . إبتسم أكين ساخراً و قال : لابد إنها تتناول الفطور في مكاناً ما للمرة الثالثة . چومالي : هل تأخذ دواءك يا بني ؟ أكين : أنا أمزح يا عمي ، ليس لهذا علاقة بالدواء . صالح : سأذهب و أبحث عنها ، من الممكن أن تكون انشغلت مع بعض الشباب في الحي . * خرج صالح و ذهب بسيارته ، أما چومالي ظل يحاول الإتصال بها . ـ و بعد محاولات كثيرة ، لقد نفد صبره ، أراد أن يذهب أيضاً و يبحث عنها و لكن أكين يجلس معه ، لذلك ظل جالساً . أكين : لماذا دكان أخي محي الدين مغلقاً اليوم ؟ هل هناك شيئاً ؟ چومالي : يكون ذلك الغبي ميكي نائماً في منزله ، هل سننشغل بيه الآن ؟ ـ و بعد ساعتين دخلت كارما و ميكي إلى المقهى ، عندما رآها چومالي ، نهض سريعاً من مكانه و قال في فزع من مظهرهما : ماذا حدث لكم ؟ * لقد كانت حالتهم مزرية ، مصابان و يغطيهم التراب . كارما : تعال معنا أولاً ، نريد أن نريك شيئاً . چومالي : أخبروني أين كنتم و من فعل لكم هذا ؟ ميكي : ليس هناك شيئاً يا أخي ، لقد وقعنا بالدراجة فقط ، هيا الآن . إستدار چومالي إلى أكين ثم إليهم مجدداً و قال : ليجلس معه أحدكم إذاً . * كان أكين جالساً يضحك علي حالتهم هذه ، و بيده كوباً من الشاي ، كما إنه يعرف إن چومالي لن يذهب معهم و يتركه ، ظناً منه بأنه سيهرب مجدداً . كارما : حسناً ليأتي معنا . قال أكين و هو يبدو سعيداً للغاية : حقاً ؟ أساساً ليس هناك سيارة بالخارج سوي سيارتي ، إن لم تأخذوني معكم هل كنتم ستذهبون ثلاثتكم علي هذه الدراجة ؟ كارما : إياك أن تتحدث عن دراجتي . ضحك أكين مجدداً ، ثم نهض بثقل من علي كرسيه ، و أمسك ميكي بذراع كارما و قال : ليس وقته . فخرجوا جميعاً و صعدوا إلى سيارة أكين ، و لكن أخذ چومالي المفاتيح منه لكي يتولي هو القيادة . چومالي : إيه ؟ إلى أين ؟ كارما : إلى مستودع الباشا . المشهد الثالث : (أفغانستان)(كابول) منذ يومين : * كان فيصل يجلس مع بعض رجاله و يتحدثون عن العمل ، حتي جاء نزات و مال علي أذنه و قال : أبي ، لدي أخبار من اسطنبول . * إنتبه إليه فيصل ليتابع حديثه . فتابع نزات و قال : اسكندر ذهب إلى تلك الحفرة . صدم فيصل و قال : هل كان بمفرده أم معه رجاله ؟ نزات : لم يكن بمفرده يا أبي ، لو كان بمفرده لما إندهشت أساساً ، فكما تعرف ، أخته متزوجة من هذه العائلة . فيصل : هل عرفوا بخطتنا إذاً ، لذلك أرادوا أن يقوموا بحمايتهم ؟ نزات : من أين سيعرفون بخطتنا ؟ من الممكن أن يكونوا هم من طلبوا منهم المساعدة . فيصل : و هذا يعني إن هذا الشاب ياماش هو من وراء هدم منزلي حقاً ، لقد تأكدنا من هذا الآن يا نزات ، أليس كذلك ؟ صمت نزات قليلاً ثم قال : أنت محق يا أبي ، و لكن أظن أن علينا أن نفكر قليلاً مجدداً ، الآن عشيرة اسكندر و رشيد فضل الله معهم ، و أيضاً عديم الشرف الذي قام بتهريبه ، من المؤكد أن عباسي لا يستسلم لهم بسهولة ، و سيقدم لهم كل شيء من أجل أن يبقوه حياً ، سيخبرهم عنا يا أبي ، سيخبرهم بكل ما يعرفه عنا . ظهر القلق علي وجه فيصل و قال : و عباسي يعرف عنا الكثير ، أنت محق يا بني ، أرسل لي حكيم إذاً . * ذهب نزات سريعاً لكي يأتي بيه ، لقد تمكن من إنقاذ الوضع مجدداً . ـ عاد نزات إلى فيصل و معه حكيم و وقفوا أمام فيصل . فيصل : حكيم ، إجمع رجالك و ضعهم في الشاحنات التي ستذهب غداً إلى (كالاكوتا) حكيم : ماذا عن مداهمتنا لعائلة كوشوفالي يا أبي ؟ فيصل : سنقوم بتأجيل ذلك الأمر قليلاً بعد . غضب حكيم و قال : و لكن يا أبـ... صرخ فيصل و قال : حكيــــم . نظر حكيم إلى نزات بغيظ ثم توجه الي فيصل مجدداً و قال : أمرك يا أبي . * ثم إنصرف سريعاً من أمامهم . المشهد الرابع :(مستودع الباشا)(الحفرة) * وصل كلٍ من چومالي و كارما و ميكي و أكين إلى مستودع الباشا ، و دخلت كارما أولاً. كارما : انظر إلى كل هذه الأشياء . قال چومالي مندهشاً : من أين جاءت هذه الأشياء ؟ كارما : لقد أخذناها من إحدى منازل چومالي العم . چومالي : يا إلهي !.. * و بدأ يقلّب في اللوحات و التحف و كل شيء قاموا بسرقته . ميكي : لقد كان المنزل فارغاً تماماً . ضحك چومالي و قال : كانت فكرة من هذه ؟ قالت كارما متحمسة : أنا ، ما رأيك ؟ قال أكين ساخراً : براڤو ، لقد أصبحتم فريقاً رائعاً . أمسك چومالي بلوحة و قال : ما هذا ؟ هل هناك حمقي يشترون هذه الأشياء حقاً ؟ ميكي : إن شاء الله نعثر علي أحدهم ليشتري هذا . أكين : ألا يمكننا أن ندبر مزاداً ؟ چومالي : إنني لا أفهم في تلك الأشياء . * حينها دخل صالح ، و قد إندهش من كم الأشياء التي أزحمت المستودع . صالح : هل فعلتيها مجدداً ؟ چومالي : من أين عرفت إننا هنا ؟ أكين : أنا أرسلت له . كارما : إنهم من إحدى منازل چومالي العم . غضب صالح و قال : لماذا تعرضين حياتك للخطر دائماً ؟ من تتحدين ؟ كارما : من قال إنني أعرض حياتي للخطر ؟ صالح : حالتك هي من تقول ذلك ، انظري إلى نفسك . تأففت كارما و قالت : مجدداً ؟ لقد وقعنا من الدراجة ، رجاءاً لا تسألوا ثانيةً . صالح : هل ذهبتم بمفردكم ؟ ميكي : كان المنزل فارغاً يا أخي . علا صوت صالح وقال : هل كنتم تعرفون ذلك ؟ بالطبع لا ، و بالطبع هذه فكرتك أنتي . صرخت كارما و قالت : علي الأقل أنا فعلت شيئاً ، ماذا فعلت أنت ؟ أوضاع الحفرة تسوء يوماً بعد يوم ، ماذا فعلتم لحل هذه المشكلة ؟ من الذي يتولى إدارة الحفرة علي كل حال ؟ منذ أن أتيت إلى هنا لم أري أحداً ، من الذي يستمع إلى الناس ، و يري مطالبهم و يسد حاجتهم كما كان يفعل جدي ؟ من يدير العمل و يأمن السلاح لحماية الحفرة بدلاً من الباشا ؟ انظر إلى كم الأسلحة و الذخائر من حولك ، لم يكن حتي الطير يستطيع دخول الحفرة عندما كان موجوداً ، و لكن أووووهوه الآن يدخلون جيشاً بأكمله ، يخطفون النساء و يهاجمون هنا و هناك و لا يستطيع أحداً أن يوقفهم ، و ماذا عن إدارة حسابات العمل و الخزانة أيضاً ؟ * عندما قالت ذلك بدأوا ينظرون إلى بعضهم ، لم يسمعوا بشأن حسابات العمل و ما شابه من قبل ، فتابعت كارما و قالت : ماذا ؟ ألا تعرفون شيئاً عن هذا أيضاً ؟ حسابات العمل ، الدفاتر و الفواتير و ما شابه ، كان هذا عمل العم ؛ هؤلاء من كانوا يديرون الحفرة ، ماذا تفعلون أنتم ؟ ماذا تفعلون غير الذهاب إلى المقهى و شرب الشاي ثم العودة إلى المنزل مجدداً ، هه ؟ * لم يستطيع أحداً أن يرد عليها ، لأنها محقة مع الأسف ، و علي الرغم من أن چومالي لم يعارضها ، و كان يريد أن يجد حلاً لهذا الوضع أيضاً ، إلا إنه شعر بالذنب إتجاه الحفرة عندما لاحظ أن الكثير من الأشياء تغيب عنه . تابعت كارما حديثها عندما لم تجد رداً منهم و قالت : علي كل حال أنا و ميكي من أخذنا هذه الأشياء ، و نحن من سنتصرف بها ، بمفردنا ، لا نحتاج إلى إذن أحد ، عمي چومالي أنت توافقنا أساساً . * نظرت إلى عمها چومالي ، فنظر إليها أيضاً نظرة مما يعني إنه يوافقها ، فقالت : حسناً إذاً ، ميكي ، صور هذه الأشياء الآن و اعرضها علي الإنترنت ، علي المواقع التي أرسلتها لك ، و أخبر الشباب أيضاً ، ليجلبوا الزبائن إلى هنا للمعاينة أولاً ، هذا الأمر سيتم اليوم يا أخي ، هل فهمت ؟ أومأ ميكي برأسه و قال : فهمت . * خرجت كارما مندفعة من مستودع الباشا ، و خرج خلفها أكين . أكين : هييي ، أنتي . * إلتفتت له كارما ، فتابع و قال : ما بها دراجتك ؟ أعرف أحداً يمكنه إصلاحها . كارما : لا أريد . * قالت ذلك ثم التفتت إلى طريقها مجدداً و ذهبت ، أما أكين فظل واقفاً ، حتي خرج چومالي خلفه ، و كان يبدو عليه الفزع من أن يكون أكين قد هرب مجدداً ، و لكن عندما رآه واقفاً حاول أن يبدو طبيعياً و قال : أنت هنا ؟ أكين : لا تقلق يا عمي ، لن إذهب إلى أي مكان ، الآن علي الأقل . چومالي : أنا لا أقصد ذلك يا بني ، لقد أردت أن ألحق بك لكي تقلّني مجدداً إلى المقهى . * عرف أكين إنه يكذب و لكن قال له : حسناً يا عمي ، ليكن هكذا . المشهد الخامس :(منزل العائلة) * كانت سعادات في المطبخ هي و السيدة سلطان يجهزان الطعام . قالت سعادات بهمس : لم يخرجوا من الغرفة حتي الآن . السيدة سلطان : ماذا تريدين منهم يا إبنتي ، لقد قال ياماش إنه سيحل الأمر . سعادات : هل سيحله هكذا ؟ * حينها رن جرس الباب ، فغسلت سعادات يدها و ذهبت لتفتح . صرخت سعادات و قالت : يا إلهي ، ماذا أصابك ؟ من فعل لكِ هذا ؟ كارما : إخفضي صوتك يا أختي ، لقد وقعت بالدراجة فقط ، لا تبالغين هكذا ، إنه شيئاً بسيطاً . قالت سعادات و هي تبكي : هل هذا بسيطاً ؟ إياكِ أن تركبي هذه الدراجة مجدداً . * خلعت كارما حذائها و كانت ستدخل إلى غرفتها ، و لكن أوقفتها السيدة سلطان . قالت السيدة سلطان بفزع : ماذا أصاب وجهك يا إبنتي ؟ هل تشاجرتي ؟ كارما : جدتي ، لا يوجد شيئاً . سعادات : لقد وقعت بالدراجة يا أمي . السيدة سلطان : أي دراجة ؟ لدينا الكثير من السيارات ، اختاري ما يعجبك . * تضايقت كارما كثيراً من هذا الحصار ، لماذا يبالغون في جرحاً بسيطاً هكذا ؟ فأرادت تغيير الموضوع و قالت : حسناً يا جدتي ، سأختار سيارة ، أين عمي ياماش بالمناسبة ؟ سعادات : إنه في غرفته ، و أنتي أيضاً ، إذهبي لتستحمِ ، سنضع الطعام بعد قليل . * دخلت إلى الغرفة ، و خرجت بعد قليل ، و كانت سعادات مازالت في المطبخ ، و معها السيدة سلطان أيضاً ، فدخلت إليهم . كارما : جدتي ، لماذا بيت الطعام مغلقاً ؟ السيدة سلطان : لقد أهملته منذ أن كان چومالي الكبير موجوداً ، لقد حوله إلى مطعم و وضع بيه بعض الشباب ، أعرف أن ياماش أعاده مجدداً إلى حالته القديمة ، و لكنني لم اذهب بعدها . كارما : و هل ستذهبين ؟ صمتت السيدة سلطان قليلاً ثم قالت : يمكننا أن نذهب ، حتي يمكننا أخذ إيفسون معنا ، سيكون جيداً من أجلها . سعادات : و لكن الوضع سيئاً في الحفرة يا أمي ، و لن يوافق ياماش . علا صوت السيدة سلطان و قالت : سنذهب في الغد يا إبنتي ، إنني لست بحاجة إلى موافقة أحد . كارما : سيكون هذا آمناً أكثر من هنا يا أختي ، علي الأقل سنكون بجانبكم . سعادات : حينها ستبقين معنا نحن ، و ليس مع الرجال . كارما : حسناً ليكن ، المهم أن نفتحه مجدداً ، الكثير بحاجة إليه . * رأي إدريس الصغير كارما تتحدث مع والدته في المطبخ ، فدخل إليهم و قال : كارما ، متي ستعلمينني القتال ؟ لقد مر وقتاً طويلاً . * همست لها سعادات شيئاً لتقوله له . فقالت كارما : سأعلمك ، و لكن أولاً ستوافق علي حلق شعرك . غضب إدريس و قال : لماذا تحريضها يا أمي ؟ كارما : لم يحرضني أحداً ، و لكن انظر إلى نفسك ، لقد أصبحت مثل الفتيات . إدريس الصغير : و أنتي انظري إلى نفسك ، لديكِ شعراً طويلاً و لكنك مثل الرجال . * رمقته سعادات بعينها و كانت ستوبخه ، و لكن كارما خرجت من المطبخ علي الفور و أمسكت بيه من ملابسه و رفعته إلى الأعلى . ـ من المفترض أن هذا مزاحاً ، و لكنه ثقيلاً بعض الشيء ، و لكن المهم أن إدريس كان يضحك . كارما : سأعلقك في السقف ، ما رأيك ؟ إدريس الصغير و هو مازال يضحك : حسناً ، حسناً ، إنكِ مثل الفتيات . كارما : ستقول إنك مستعد لقص شعرك . إدريس الصغير : ستقومين بتعليمي القتال إذاً. كارما : إتفقنا . * قامت بإنزاله إلى الأسفل مجدداً ، و حينها دخلت داملا و معها ياماش الصغير . داملا : هل تريدون مساعدة ؟ السيدة سلطان : لا يا إبنتي ، إننا أوشكنا علي الانتهاء . داملا : مرحباً يا إبنتي ، هل أصبتي مجدداً ؟ كارما : هل مازالت ظاهرة ؟ لقد أخفيتها . إبتسمت داملا و قالت : ممن تريدين إخفائها ؟ كارما : من عمي ياماش . * زادت إبتسامة داملا و تقدمت منها لتضع بعض الشعر علي جبهتها قبل وضع غطاء الرأس . داملا : لقد تم الآن . إدريس الصغير : لحظة واحدة ، لماذا لا تقصون شعر ياماش ؟ إنه طويلاً أيضاً . ياماش الصغير : أريد ذلك أساساً يا أخي لكي أستطيع أن أصفف شعري مثل أبي . * ثم أخذت كارما ياماش الصغير أيضاً و حملته إلى أعلى و قالت له : أنت أسد يا بني ، أسد . * ثم أنزلته مجدداً و قبّلته من خديه ، ثم قالت : هل تريد أن تشاهدنا و نحن نتدرب علي القتال ؟ إبتسم ياماش الصغير و قال بصوتٍ عالٍ : نعم * فقامت كارما بحمل الصغيران و خرجت بهم إلى الحديقة ... إبتسمت داملا و قالت : من الجيد إنها أخذت ياماش أيضاً ، لقد أصبح أكثر هدوءً في الفترة الأخيرة . سعادات : ليت إدريس يهدأ قليلاً . السيدة سلطان : علينا أن نجهز كل شيء من أجل الذهاب إلى بيت الطعام في الغد . داملا : هل ستذهبون ؟ السيدة سلطان : سنذهب جميعاً يا إبنتي .. * و بعد نصف ساعة تقريباً ، جاء چومالي و أكين إلى المنزل ، و إطمئنت السيدة سلطان عندما رأت أكين عاد معه . سعادات : و أين صالح ؟ * و قبل أن يرد أحدهم ، قالت السيدة سلطان : إتصلي بزوجك يا إبنتي . * فأخذت سعادات هاتفها و إتصلت علي صالح عدة مرات و لكنه لم يرد . ـ و كان ياماش و إيفسون مازالوا في غرفتهم ، حتي إستفاقت من نومها علي صوت كارما بالأسفل ، فنهضت ببطء من جانب ياماش ، و نظرت من شباك الغرفة . ـ و حينها إستيقظ ياماش أيضاً ، و نهض من مكانه ليعانق زوجته من ظهرها مجدداً و قال : ماذا تشاهدين عندك ؟ * كانت إيفسون تبتسم و هي تشاهدهم بالأسفل و هم يتمرنون علي القتال ، فنظر ياماش أيضاً إلى حيث تنظر . إيفسون : إنها فتاة طيبة . * نظر إليها ياماش ثم قال : و لكنها عنيدة . إيفسون : إنها مثل عمها إذاً . ياماش : يا إلهي ، هل أنتي أيضاً . * ثم دقت السيدة سلطان علي باب غرفتهم. السيدة سلطان : ياماش ، هيا إستيقظ يا بني. ذهب ياماش و فتح الباب و قال : حسناً يا أمي نحن آتيان . * إبتسمت السيدة سلطان له ثم ذهبت لتنادي لكارما و الأطفال . ـ و عندما دخلت كارما إلى المنزل ، وجدت سعادات مازالت تحاول الإتصال بصالح . كارما : ماذا ؟ ألن يأتي ؟ سعادات : لم يرد علي هاتفه . * فأخرجت كارما هاتفها و إتصلت أيضاً ، و لكنه لم يرد عليها هي الأخرى . ـ فقامت بإرسال رسالة مكتوب بها (سأذهب و أبحث عنك بالدراجة إن لم تأتي خلال خمس دقائق ) . ـ كان صالح غاضباً بشأن ما حدث في مستودع الباشا ، لذلك ذهب ليجلس عند الساحل ، و عندما تلقي رسالتها إبتسم قليلاً ثم قام ليذهب إلى المنزل . ـ أما في المنزل ، لقد جلسوا جميعاً علي طاولة الطعام ، و كانت سعادات غاضبة للغاية من زوجها . فقال ياماش : أين صالح ؟ قالت سعادات بعصبية : في الجحيم إن شاء الله . * إندهش ياماش و لم يسألها عما حدث ، لقد خاف منها غالباً . ـ حينها رن جرس الباب ، فركضت كارما هذه المرة لتفتح ، و عندما فتحت له الباب قالت مازحة : هل كان عليّ أن أهددك لكي تأتي ؟ رد صالح مازحاً أيضاً : غالباً . كارما : لماذا جميعكم تبالغون في كل شيء هكذا ؟ إبتسم صالح أثناء خلع حذائه و قال : هل قامت سعادات بتوبيخك ؟ كارما : بالطبع ، و لكن لا تتحدث أمام عمي ياماش ، إنه لا يعرف . * ثم دخلوا معاً إلى مائدة الطعام و جلسوا معهم ، و عندما رأته سعادات رمقته بعينها و لكن لم تتحدث معه . ـ و بعد تناول الطعام ، رن هاتف كارما ، فذهبت إلى غرفتها لكي تستطيع التحدث . ـ ثم خرجت ثانيةً و قالت للسيدة سلطان : جدتي ، سأذهب لخمس دقائق . السيدة سلطان : الآن ؟!