[لا نملك رفاهية الإنهيار]

105 4 2
                                    

المشهد الأول :(مقهي الأصدقاء)
* بقي چومالي و متين في المقهي هذه الليلة ، بالطبع لم يستطيع چومالي الذهاب إلى المنزل بدون كارما و إلا سيضطر أن يخبر والدته بكل ما حدث  ، و حينها ستقيم القيامة علي ياماش .
ـ حل الصباح ، و كان چومالي يسلي نفسه بحل الكلمات المتقاطعة ، بينما متين غفل علي طاولة المقهي ..
چومالي : متين ، متين ، إذهب و نم في منزلك يا أخي .
إستيقظ متين و قال : هه ، لا ، لستُ ناعساً .
چومالي : إذهب يا بني ، لا تشغل بالك بي ، أنا لا أنام كثيراً أساساً ، هيا أنت إلى منزلك ، زوجتك بانتظارك ، و طمّني علي الفتاة عندما تصل ، ربما تكون إستيقظت الآن .
متين : تعال معي إذاً .
چومالي : سآتي بعد قليل ، عليّ أن أمر علي المنزل أولاً .
* فنهض متين و ذهب إلى منزله .
المشهد الثاني :(منزل العائلة)
* ذهب چومالي إلى المنزل أولاً قبل الذهاب إلى متين ، و كان يمشي علي أطراف أصابعه و يدعو ألا تشعر به السيدة سلطان ، ثم فجأة..
السيدة سلطان : چومالي ! متي أتيت ؟
إنتفض چومالي و قال : اللهم ، الآن يا أمي ، أتيت الآن .
السيدة سلطان : لماذا لم تجلب كارما معك ؟ هل مازالت عند متين ؟
تفاجأ چومالي إنها تعرف بالأمر و قال لها : نعم ، إنها هناك .
* إقتربت منه السيدة سلطان و الغريب إنها كانت تبتسم ، ثم وضعت يدها بحنية علي وجهه و قالت : هل تظن إنني لا أعرف ؟ لقد أخبرتني كارما عندما إتصلت بها بالأمس ، أعرف إنكم لا تريدون أن تخبروا أحداً ، و لكن هل أنا طفلة حتي يخرج الكلام مني ؟ لا تقلق لن تشعر ياسمين أو أخيها بأي شيء .
* لا يعرف چومالي عن ماذا تتحدث ، و ماذا أخبرتها كارما ، لقد أخبرها من قبل ألا تبقيه أحمقاً هكذا أمام والدته و لكنها لا تفهم بالكلام .
ثم تابعت السيدة سلطان و قالت : أعلم إننا كنا حِملاً ثقيلاً عليك في الآونة الأخيرة ، و أعلم إن هناك أياماً لم تكن تستطيع النوم بسبب أكين ، حتي إنك توليت مسئولية ياسمين أيضاً ، إنني أدرك كل هذا ، دائماً ما كنت تقوم بكل شيء دون أن تصدر صوتاً أو حتي تطلب المساعدة من أحداً ، لا تؤاخذني إن كنت ضغطت عليك قليلاً ، الاولاد الكبار دائماً ما نتوقع منهم كل شيء ، و أنت كبيري ، أنت أول فرحة دخلت إلى قلبي ...
* ثم ضمته إليها و عانقته ، و بكي چومالي مثل الأطفال في حضن والدته .
ـ من الجيد إنه يفكر أن يمر علي المنزل قبل ذهابه إلى متين ، لقد أخذ جرعة تبقيه صامداً لفترة طويلة أخرى ...
المشهد الثالث :(أمام منزل متين)
* كان ياماش يقف بسيارته قريباً من منزل متين ، حتي يبدو إنه قضي الليل هكذا ، ولا أحد يعلم إذا كان يراقب كارما أم إنه لم يرغب في دخول المنزل بعدما كان السبب في تركها له .
ـ بعد قليل جاء متين و دخل إلى منزله ، ثم بعد خمس دقائق بالضبط جاء چومالي و صالح أيضاً ، ثم بعدهم ميكي و خلفه عليشو .
ـ إندهش ياماش من هذا التجمع منذ الصباح هكذا ، يا تري ماذا يحدث في الداخل ؟
المشهد الرابع :(منزل متين)
* عندما دخل متين إلى منزله كان يتوقع أن تكون كارما مازالت نائمة أو إنها لم تنم بعد و بكت طوال الليل و ما شابه ، و لكنه تفاجأ عندما سمع صوتها فور وصوله ، كان آتياً من المطبخ ، لقد كانت تعد الفطور و تضعه على الطاولة مع زهراء زوجة متين ، و عندما رأته إبتسمت له و قالت : صباح الخير يا أخي ، هيا إجلس .
ثم رفعت صوتها و قالت : يلماز ، لقد بقي المخلل ، أجلبه معك .
إبتسم متين و قال : صباح الخير يا إبنتي ، لقد ظننت إنك ما زلت نائمة .
كارما : لا يا أخي ، لدي الكثير من الأشياء .
* و كانت تتحدث بحماس لم يراه علي أحداً سوي كمال ، إنها حقاً تملك منه الكثير .
ـ ثم جاءت زهراء و يلماز و جلسوا علي الطاولة أيضاً ، و أشار متين إلى زوجته لعله يفهم شيئاً ، و لكنها برمت شفتها مما يعني إنها تفاجئت مثله تماماً .
ـ و قبل أن يبدأوا الطعام دق الباب ، فقام متين ليفتح ، فكان چومالي و صالح .
متين : أهلاً و سهلاً يا أخوتي ، تفضلوا .
* كان صالح حزيناً للغاية ، لم يتوقع من ياماش أن يفعل بإبنة أخيه هذا ، لقد أصبح شخصاً آخر .
ـ و لكنهم تفاجئوا مثل متين ، عندما رأوها و كأنها فقدت الذاكرة و نسيت ما حدث بالأمس برمته ، حتي إنهم لم يتكلموا معها في الأمر .
ـ و بعد الفطور ، دق الباب ثانيةً ، و كان هذه المرة ميكي .
ميكي : صباح الخير يا أخي ، لقد أتيت من أجل كارما ، هل هي بالداخل ؟
إندهش متين و قال : من أين تعرف إنها هنا ؟
ميكي : لقد أخبرني عليشو بالأمس ، ها هو .
عليشو : صباح الخير رجاءاً .
ضحك متين و قال : أهلاً يا عليشو ، تفضلوا .
* ثم أفسح لهم الطريق ليدخلوا ، لقد أصبح منزل متين ممتلئ للغاية .
ـ لقد إندهش چومالي و صالح أيضاً من قدومهم منذ الصباح ، لقد عرف جميع من بالحفرة أن كارما تبقي في منزل متين و سيأتون تباعاً .
ـ جميعهم كانوا مندهشون من كارما ، و إنها بخير تماماً ، و لكن لم يسألها أحداً عن السبب ، و لكن صالح قال لها : إبنتي ، هل أنتي بخير ؟
كارما : كثيراً .
چومالي : أمي تسأل عنك .
كارما : حسناً ، سأذهب أساساً .
متين : إلى أين ؟ لا يمكن الآن .
صالح : عليها أن تذهب إلى منزلها ، لا يمكن هكذا .
عليشو : و أنا أقول هذا .
متين : و هنا منزلها أيضاً ، هل عليّ أن أقول هذا في كل مرة ؟
ميكي : بالطبع يا أخي .
ثم توجه إلى كارما و قال : كارما ، بيوتنا جميعاً مفتوحة من أجلك ، و لكن من رأيي لا تكبري الأمر هكذا ، بالطبع أخي ياماش لم يقصد ما فهمتيه ، لا يمكن شيئاً كهذا .
كارما : حتي و إن كان يقصد ، في النهاية لقد أتيت قبل يومين ، إنه لم يعرفني بعد ، لو كنت مكانه لفعلت أكثر من ذلك .
* نظروا جميعاً إلى بعضهم البعض في استغراب ، ثم قال عليشو : إنه بالخارج ، ياماش ، يجلس في سيارته ، لقد رأيته .
صالح : و أنا أيضاً رأيته ، لم يبت في المنزل بالأمس أساساً ، علي أحداً أن يتحدث معه ، لا يمكن هكذا .
متين : انا سأتحدث معه .
* قال ذلك ثم نهض علي الفور ، فأمسكت كارما بيده لتوقفه و قالت : ليس هناك داعي يا أخي ، هذا الأمر سيحل مع مرور الوقت .
متين : لا أريدك أن تحتكين معه إذاً .
كارما : لن أحتك ، و لكن سأراه بالطبع .
سكت متين قليلاً ، فتابعت كارما : أعلم إنك تقلق بشأني ، و لكنني بخير ، و إن لم أكن كذلك سألجأ إليك بالطبع ، إنني أعرف إن هنا منزلي أيضاً لا تقلق .
* قالت ذلك ثم إبتسمت و بعثرت شعر يلماز بيدها ، فنظر يلماز إلى والده و أشار إلى الوشم الخاص بيه ناحية هذا (<)➡ و قال : السقف يا أبي .
فابتسم متين و قال : أحسنت يا بني .
ميكي : و الله أخفتيني عليكِ كثيراً عندما أخبرني عليشو بالأمر ، ظننت إنكِ ستدخلين في أمور المراهقين هذه ، الاكتئاب و ما شابه .
* قال ذلك و ضحك هو و كارما و لكن چومالي و متين و صالح لم يضحكوا ، لقد كانوا يظنون ذلك أيضاً .
قالت كارما بسخرية : إكتئاب المراهقين !
عليشو : إنه حالة من الحزن تصيب المر.....
چومالي :حسناً يا أخي الجميل ، الحمد لله ليس لدينا أحداً مصاباً بالاكتئاب .
عليشو : ياماش ، ياماش مصاب بالاكتئاب ، لقد بكي طوال الليل .
* صمت الجميع ، إنهم لا يستطيعون أن يفسروا ما يقوم به ، ثم نهضت كارما و قالت : سأذهب إلى المنزل ، أخي اسكندر سيذهب بعد قليل .
يلماز : أختي ، لا تنسي ستكونين موجودة عندما أضع الوشم .
كارما : بالطبع .
زهراء : لقد وعدتيني ألا تترددين إن إحتجتي شيئاً .
* تقدمت منها كارما و عانقتها ، فتابعت زهراء و قالت : أريد أن أراكِ دائماً هكذا ، نحن لا نعتبرك من عائلة كوشوفالي فقط ، أنتي فرداً من عائلتنا أيضاً .
* عانقتها مجدداً و هي تبكي ثم ذهبت .
ـ رآها ياماش و هي تخرج من المنزل ، و هي أيضاً لمحته بطرف عينها ، عندما ذهبت ، ذهب خلفها بالسيارة ، ربما عرف أن عليشو لن يقوم بهذه المهمة كما يجب ، ففكر أن يقوم هو بمراقبتها بنفسه ، و لكنها شعرت بالسيارة التي خلفها ، فإبتسمت بسخرية و أكملت طريقها إلى المنزل ...
                  *************
إلى اللقاء في الجزء القادم ...

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now