٩¬ تغيير مريب

1.9K 118 21
                                    

بينما الجميع ينظر عبر النافذه من الطائره بحماس وأصوات مرتفعه كانت ماتيلدا تنظر ببرود وهدوء على الجانب الآخر من الطائره الهليكوبتر.

"لابد إنها تعبت بالأمس، وهذا سيتسبب بفضيحه لنا لو عرف الجميع أن جوزفين غير طبيعيه، وبهذا الشكل والدها سيعلم وسيمنعها من الخروج من المنزل لمدة سنه كامله كما فعل آخر مره..."
"يجب أن أجد حلاً"

قاطعتها فينيت بعد أن وضعت يدها على فخذ ماتيلدا وقالت بنبره جديه وصوت عالي

- لِم أنتِ شاردة الذهن هكذا يا ماتي؟
ردت عليها ماتيلدا بنفس النبره وبعيون جاده قائله
- أعتقد أن جوزفين ستفتعل المشاكل اليوم.

توسعت عينا فينيت وقالت بصدمه
- لكننا لا نعرف مالذي ستخرج به جوزفين هذه المره! هل تقترحين أن نعود ادراجنا قبل أن تحدث أمور لا فائده منها؟!
-أعتقد ذلك.

أجابت ماتيلدا بكل جديه ثم زفرت بأنزعاج وكأنها سأمت من هذه الأمور كما لم تعتاد أن تكون.

فبعد كل شيء كانت ماتيلدا مع جوزفين بشكل مستمر منذُ الطفوله وحتى هذا الوقت، فهي تعرف كل شيء تفعله جوزفين وتتوقع أفعالها أيضاً.
فهي من أخرجتها من مواقف قويه في الكثير من الأوقات في الماضي قبل أن تُحبس في منزل والدتها قبل سنتين لمدة سنه كامله...

كل ماكانت تفكر فيه ماتيلدا في تلك اللحظه هي إنها تريد الوصول إلى جوزفين في أسرع وقت حتى لا ترتكب جوزفين المصائب كما اعتادت أن تفعل عندما تتعب.
أو هذا ماكانت تقوله ماتيلدا "عندما تتعب"

وفي المكان الآخر وفي الوقت ذاته
- من تكون أنتَ بحق الجحيم أيها الأشقر؟

ابتسم ورفع رأسه للأعلى ثم عاود النظر إليها وقال وهو يمسك بالكرسي من الأعلى بيده الواسعه التي لفتت انتباه جوزفين وقامت برفع حاجبها بعصبيه ثم نهضت من على الكرسي ووقفت امامه ترفع قدميها مره ومرة ثانيه تنظر إلى قدميه.

حكت رأسها وقالت بصوت متجهم متهور
- يا إلهي... أنتَ لا ترتدي كعباً عالياً ولا تقف على شيئاً عالي أيضاً؟ كم هو طولك؟ مترين؟ ثلاث؟ أربع؟

- لم أتوقع أن تكون الآنسه جوزفين بهذه الشخصيه حقاً.
- جوزفين؟ هااه؟ من هذه الغبيه؟

دخل كاسيوس في حوار بينه وبين نفسه هذه المره وكانت ملامحه المتعجبه تظهر للمره الأولى وهو ينظر إلى الفتاة التي شاهدها عبر القناص في الليله الماضيه والفتاة التي يراها الآن أمامه.

- لحظه واحده...
اقتربت جوزفين منه وابعدت سترته من على الجانب لكنه أمسك يدها ورفعها للأعلى وضغط على يدها حتى صرخت ثم وقعت على الأرض وكادت أن تُكسر يدها لشدة الضغط.

سقطت جوزفين على الأرض بعد أن صرخت وأمسكت معصمها الذي تحول للون الأحمر.

- مالذي يحدث؟
التفت كاسيوس وهو ينظر بغرابه ولكن هذه المره كانت نظراته جديه وما كان يضنه أن جوزفين تمثل عليه وعلى جميع الجالسين في المطعم.

كانت وجووهم خائفه وتعتريها الصدمه في الوقت ذاته
أولاً، خوفاً من تصرفات كاسيوس التي لا يمكنهم توقعها.
وثانياً، من تصرفات جوزفين التي لم تكن متوقعه.

لكن كاسيوس نظر إليها ثم جلس ثانياً ركبتيه ورفع وجهها بأصبعيه وكان ينظر بعيون بارده مصدومه
قليلاً وقال عندما شاهد الدموع تنهمر من عينيها
- مالذي تفعلينه بهذا التمثيل الرخيص؟
- تمثيل...؟

صُدمت وفتحت شفتيها ثم وضعت يدها الأخرى على فمها وكانها تعرف ماهي عليه

"لابد أنني افتلعتُ مشكله هنا، لكن لحظه... من يكون هذا الرجل؟"

ابعدت يدها عن فمها وانزلت رأسها نحو الاسفل وكأنها عرفت الإجابه لسؤالها سلفاً

-مـ... من تكون أنتَ يا سيد؟

استقام ووقف على ساقيه الطويلتان وابعد سترته الثقيله ووضع يديه في جيبيه وقال ببرود
- أنا كاسيوس لي فيرتا.

بالنسبة لجوزفين لم تكن تلك كلمات بل كانت أسهم تخترق قلبها الذي بدأ ينبض بقوه وأزدادت سرعة تنفسها التي لاحظها لي فيرتا وعينها المتوسعه التي تنظر بها إلى الأرض دون مقدرتها على قول أي شيء.

-جوزفين!!

استدار كاسيوس عندما سمع الصوت القادم من الخلف بالاضافه إلى جوزفين التي رفعت رأسها نحو مصدر الصوت وركضت ماتيلدا والفتيات نحو جوزفين مسرعات لتجلس ماتيلدا أمامها متجاوزه كاسيوس الذي بدأ يحدق بهم بنظره ثقه وابتسامه خفيفه دون إهتمام.

- هل أنتِ بخير؟
كانت ماتيلدا قلقه للغايه حتى إنها رفعتها من على الأرض وامسكت يدها وادارت يدها على ظهرها وأخذتها، لتخرجها من مطعم الفندق واتجهت بها إلى المصعد وفينيت وجيلان يتبعانهما إلى المصعد.

- يا ساده لم يحصل اي شيء يمكنكم أن تكملوا وجباتكم، لقد كان مجرد سوء فهم بسيط، أليس كذلك يا سيد لي فيرتا؟

اقتربت سينينتا بهذه الكلمات والابتسامه التي تعلوا احمر شفاهها لتقف أمام لي فيرتا الذي ابتسم ورد بشكلاً طبيعي لا تشوبه اي شائبه وقال بكل هدوء.

- بالطبع ليس هناك أي مشكله، لقد كان هناك أمر وقد حُل، اكملوا طعامكم من فضلكم ولا تهتموا للامر كما قالت السيده سينينتا.

- هل يمكنكَ أن تتفضل معي لنتحدث قليلاً سيد لي فيرتا؟
- آه، بالتأكيد يمكننا ذلك.

بدأ يوزع كاسيوس الابتسامات على الجميع حتى غادر وهو يسير بهدوء وابتسامه خلف سينينتا.

Homosexual But/مثــلي الجــنس ولـــكنWhere stories live. Discover now