٨٦¬ الخسارة الاعظم

416 35 57
                                    

أصوات أجراس الكنيسة ترتفع وتغطي على صوت الصراخ الذي يخرج من نوافذها التي تظهر من خلالها الأضواء في تلك الليلة الممطره، عيون صفراء بارده، يرفع اكمامه وينظر إلى خصمه الساقط على الأرض، خلفهم المجسم العظيم لنبي المسيح، وكأن عينيه تطلق شرارها على الجريمة العظيمة التي يرتكبها صاحب العيون الصفراء.

ذلك الأشقر ذو الشفاه البارده، تلك النظرات الحاقده، ورفسه من ساقه كاد ان يكسر بها أضلاع الرجل الراقد على الأرض يتلوى ومن حوله رجلين لا أكثر ينتظرون أوامر سيدهم، الجو بارد في الخارج بدأ الشتاء يحل مجدداً، وكاسيوس يرن هاتفه عندما ما يزال ينتظر ان ينهي حياة ذلك الرجل قبل أن تتصل به

أخذ منديل صغير من أحد الرجال الواقفين، مسح يديه الاثنتين الملطخه الدماء وسار إلى الأمام مبتعداً عنه، رفع هاتفه وهو يكمل مسح الدماء من وجهه.

" أجل حبيبتي، اسمعكِ، هل أنتِ بخير؟"

" انا بخير عزيزي، ولكن لماذا تأخرت في العودة إلى المنزل؟ إنها الساعه الثانيه صباحاً وأنتَ مازلتَ لم تخبرني ما يحصل معكَ؟"

"لا تقلقي عسلي، أنا فقط اقوم ببعض الأعمال الاحترازية، اتخلص من بعض الذباب من حولنا"

"إذن... أنتَ تقتل شخصاً ما الآن؟ "

تنهدت وهي تقولها وعينيها كانت للاسفل وهي تدور في الغرفة وتمسك ظهرها بيدها بسبب حجم بطنها، فقالت له بنبره هادئه وأقل هدوء من المعتاد

" حسناً، اقتله وعُد إلى المنزل أنا مُشتاقه إليكَ. "

ضحك كاسيوس وقهقه بعد أن ضن بإنها لن تُعجب بما يفعله، ثم تذكر إنها ليست امرأة طبيعيه أيضاً بل كانت قاتله كذلك، ومن ذلك الحجر وضع هو بقية الأحجار، رتبها وتذكر جوزفين السابقه، ربما هو يشعر الآن ببعض الحيره بين الملل والخوف، أغلق الهاتف وبقي ينظر إليه وتذكر ما كانت جوزفين تفعله به، كان يشعر بإنها أفضل عندما كانت صعبه بالنسبة له، هو يفضل كل ما هو صعب، ربما يريد منها ان تصعب الأمور عليه مجدداً.

ولكنها كانت بنفسها في وضع يرثى له، انزعجت وبدأت أفكارها تأخذها، واحده تقول لها لا والأخرى تقول لها أجل.

" جوزفين أيتها الغبيه... ربما هو يريد التخلص منكِ فقط، لابد إنه الآن عاد إلى عاداته السابقه وهو يضع بين احضانه فتى صغير كما اعتاد ان يفعل قبل أن يحصل عليكِ."

والأخرى تقول
" كلا كلا، ليس هكذا، ربما هو يريد أن يفاجئها وهو يجهز لها هديه من نوع ما، فلا يمكن أن يكون كاسيوس يريد التخلص منكِ بعد هذه الفتره الطويلة، وأنتِ حامل الآن، انظري إلى الجانب المشرق مع إنني أشعر بالخوف بعض الأحيان بمجرد النظر إليه."

Homosexual But/مثــلي الجــنس ولـــكنWhere stories live. Discover now