٢٦¬ شخصاً آخر

1.2K 91 26
                                    

في بعض الأحيان قد تضطر للهروب من حاضرك او وقتك او حياتك وكل هذا لأجل أن تخلق حياة افضل منها، وفي بعض الأحيان تفشل في الحصول على حياة أخرى، لتعود إلى ما كنت عليه سابقاً ولكن هل هذا تصرفاً صحيح؟
عندما يغفوا القمر تستيقظ الشمس ويصح العكس تماماً، هكذا حاولت جوزفين أن تفعل، أرادت لقمرها أن يغفوا لتتفتح زهرة شمسها وتنير ذلك الطريق المعوج، تاركه كل تلك المصائب والشدائد خلفها، في محاوله لنسيان كل الأشخاص الذين أقتحموا حُرمة حياتها، وبالاخص الرجل الذي ماكان عليه أن يدخلها منذُ البدايه، الرجل الذي تسبب لها بكل هذا، ولكن هل أدركت هي هذا الأمر أن لا؟

عدداً قليل فقط من الأشخاص يمكنهم أن يبدأو حياة جديده دون التعثر بالماضي وهفواته، ولكن جوزفين استطاعت ذلك، فعلتها وبقيت عدة أشهر على هذا الوضع وأقفلت على ماضيها بقفلاً من حديد
تركت كل شيء خلفها، وتخلت عن عائلتها، قطعت كل الصلات بمن حولها على أمل أن تبدأ من جديد، ولكن هل ستنصفها الحياة؟

استمرت في الركض وأولئك الرجال يطاردونها، أدركت إنها نسيت هاتفها في وقتاً متأخر وبعد أن أبتعدت عن المطعم "اللعنه على هذا الحظ، اللعنه على هذا الوضع الذي يدور من حولي"

من بين السيارات ودون التوقف ولو للحظه واحده، يركضون خلفها باسلحتهم وكأنهم يطاردون فريسه
"مالذي أتى بذلك الرجل إلى هذا المكان، كم حضي سيء"
أنطلقت إلى أحدا الازقه الفارغه وهناك بدأ دورها عندما فاجأت أحدهم بركبه من الخلف بعد أن تسلقت على في حديده بأحد السلالم الموجوده في الازقه الخارجه من الابنيه السكنيه، أطاحت به بحركه قدم واحده على رقبته من الخلف وتقاتلت من الاخر وركلت المسدس من قدمه ووقفت فوق رأسه واضعه قدمها فوق عنقه وتربط يده بقدمها الأخرى
فرفعت من على الأرض ذلك السلاح الذي كان سيصوب به عليها وقالت "مالذي أتى بوالدي إلى هذا المكان؟ ولماذا تطاردوني هكذا؟" بدأ يتحرك دون أن يخبرها بأي شيء ولحسن الحظ كان سلاحه يحتوي على كاتم للصوت فأطلقت النار على كتفه وجعلته يتلوى ويصرخ في ذلك الزقاق المظلم حيث لا أحد قادر على سماعه.
"لا أعلم مالذي أتـ.. اتي بالسيد إلى هنا فنـ... ـن مجرد عبـ.. ـيد هنا.. ،لكنه يعرف انـ.. ـكِ هنا... لهذا السبب أخبرنا أن نلقي القبض عليكِ بمجرد أن نراكِ..."

تنهدت ورفعت عينيها إلى السماء وكأنها تطلب النجده من أي شخص، وكأنها تريد أن تتخلص من الكابوس المسمى بوالدها.
فأنحنت إلى مستواه بعد أن أبعدت المسدس من أمام وجهه وقالت" "لقد هاجمكم رجلاً ما ولم تشاهدوني في أي مكان حسناً؟" افرغت المسدس من الرصاص رمته على معدته وغادرت الزقاق بهدوء

وفي هذه الاثناء اعترضت طريقها الشقراء التي جعلتها في وضع لا تحسد عليه وهي تمسك هاتف جوزفين بين يديها.
نظرات الصدمه المتبادله بين جوزفين ونينا كانت توضح الموقف الذي يصعب شرحه من قبل الطرفين، فأخذتها جوزفين بعد أن سحبتها من يدها مسرعه دون أن تجعل اي احد يلتفت عليها وطلبت سياره أجره لتدفع نينا إليها وأخذت هاتفها منها وقالت لها بصوت منخفض بعد أن مررت رأسها من النافذه. "سنتحدث لاحقاً عودي للمنزل"
أنقذت جوزفين الوضع بعد أن تركت نينا تغادر حتى لا تتعرض لأي حادث يتعلق بها، ولكن عندما التفتت لم تجد اي احد خلفها او أمامها على الرغم من إنها شعرت بوجود أحدهم.

عادت جوزفين إلى شقتها متعبه غير قادره على تدارك الوضع بنفسها، فأنهارت على سريرها دون النظر الى الامام وكل ما تفكر فيه هو كيفية التخلص من كابوسها والدها إلى الأبد.
كل ماكانت تفكر فيه كيف يمكن لأب أن يكون بهذه القسوه على ابنته، كل ماكانت تفكر فيه هو كيف يمكن لأب أن يكون مخيفاً بالنسبه لابنته إلى هذه الدرجة.
وكيف يمكن لأب أن يحتجز ابنته طوال حياتها فقط من أجل حياته وسمعته.

أغلقت عينيها دون أن تكترث لتغيير ملابسها او تناول العشاء، وتركت كل أضواء المنزل مفتوحه وصوت المياه الذي يقطر من صنبور المياه في حوض المطبخ كان يتردد في إذنها حتى غطت في ذلك النوم العميق الذي افاقت بعده برنين الهاتف عند الساعه التاسعه صباحاً، تجاهلته بقلب رأسها للجانب الآخر بعد ان بقيت نائمه على وضعيه واحده طوال الليل كالميته تماماً، فرفعت جسدها من السرير بصعوبه مستنده على يديها تشعر أن جسدها مكسر بأكمله فنهضت بالفعل وأستحمت وجلست تتناول أفطارها بهدوء وهي تفكر *مالذي سأفعله، هل سأبقى في هذا العمل طوال حياتي... * *كلا هذا لا يصح، يجب أن أجد اي شيء آخر يمكنني من. خلاله أن اكسب الكثير من الأموال حيث أستطيع أن أدخر بعض الأموال لأجل المستقبل * وضعت كوب القهوه على الطاوله وتنهدت مغمضة عينيها تريح ظهرها على الكرسي وقالت "عليكَ اللعنه يا أبي"
نهضت من مكانها وارتدت معطفها ودخلت إلى الشرفه لتأخذ حذائها الذي تركته هناك لتنظر من الأعلى نحو الاسفل ولكن هذه المرة شاهدت مجموعه من الرجال يقفون في الأسفل وعرفت بعض وجوههم وقد كانوا رجال والدها فقررت أن تسرع في عملها وغادرت الشقه من السلالم الخلفيه ونزلت في احد الازقه وخرجت من الشارع الآخر وتعرض لها أيضاً المزيد من الرجال وهذه المره ركضت في وسط الشارع وكانت سياره مسرعه على وشك أن تضربها ولكنه توقف في اللحظه الاخيره لتستدير وتفتح الباب وتصعد بجانبه بسرعه وصرخت "اسرع!!! َفقط قد السياره بسرعه ولا تتوقف، هيا لا تنظر إلي هكذا!!!" طلب ما ارادته واستمر في السير دون التوقف حتى بعد أن أطلقوا الرصاص على السياره من الخلف هرع هو لإنزال رأسها للأسفل بينما يقود هو وينزل رأسه بهدوء وهذا ما جعلها في حالة صدمه وهي تنظر إليه...

Homosexual But/مثــلي الجــنس ولـــكنWhere stories live. Discover now