الفصل الثالث والثلاثين

19.4K 763 237
                                    

تمدد باسل بكل اريحيه على الاريكه المقابله للباب فلو فكرت ابنة خالته بالهرب سيكون بالمرصاد لها بعد ان قام بتحريرها من سجن الاكل هاهي تحبس نفسها بغرفتها وعقلها يكاد يجن من غريب الاطوار الذي احتل منزلها ويهدها بصريح العبارة ان فكرت بالهرب حتى لو لاقاصي الارض سيلحق بها ويجلبها ليذيقها اشد العقوبات افترشت ميرنا الارض وهي تنضر للمزرعه من نافذة شباك غرفتها فبرغم  اليوم العجيب الذي مرت به ورغم ماحصل الا انها ليست خائفه من والدها شيئ بداخلها يخبرها ان محتل منزلها رغم همجيته وبربريته ووسامته التي تعترف لنفسها بها سيحميها احاطت نفسها بذراعيها وهي تردد ان المواجهة باتت قريبه وكل الاوراق ستكشف قريبا ومع افكارها تسلل النعاس اليها لتغمض جفنيها وصورة باسل اخر ماكانت تراه والذي ماكاد يغفو على الاريكه التي يستلقي عليها حتى شعر بأحد يجثو على صدرة ويشل حركتة ويد غليضه توضع على فمه ليفتح عينيه بسرعه وهو مرعوب ليصدم بوجه أحمد الجامد وعروق رقبته بارزة من الغضب وهو يضعط على صدرة ليحاول باسل ان يزيحه ولكن احمد استمر بالضغط عليه وعندما شعر بانه سيفقد انفاسه ابتعد عنه وهو يحذره بعينيه ويهمس
- لا اريد ان اسمع لك صوت لياخذ باسل انفاسه عدة مرات قبل ان يستطيع ان يقول لاحمد وابتسامه بلهاء تعلو فكه
- مرحبا بك ببيت ابنة خالتي لينظر اليه احمد وهو يرفع حاجبه ويلقي بشتيمه خارجه عن الادب عليه قائلا بعدها
- انت وامجد ميئوس من امركما حقا ليعتدل باسل بجلسته قائلا وهو يحرك حاجبيه بشقاوة
- امجد ستصبح خال اولادة احمد شأت ام ابيت لينقض عليه احمد ضربا وهو يلعنه ويلعن امجد معه ليأتيهما صرخة مرينا المرعوبه من الموقف ليبتسم باسل وهو يغمز لها قائلا
- هل انت خائفه علي يا ابنه خالتي لتعقد ميرنا حاجبيها وهي تلاحظ التشابه بالبنيه والملامح الجذابه القاتله لتستنتج صلة القرابه بينهما لتتوقف بمنتصف الصاله وهي تعقد ذراعيها على صدرها قائله
- اتمنى ان تكملا حربكما خارج منزلي ليتوقف احمد عن ضرب باسل ويقف ليرمقها بنضراته الناريه ليتجمد الدم بعروق مرينا وتقول متأتأه
- اسفه تستطيع ان تضربه كما تشاء ليمسك احمد ضحكته بصعوبه فها هي ميرنا تنضم لمجموعة المرعوبات منه لياتيها صوته أحمد الاجش قائلا
- اصنعي لنا قهوة ولنتحدث بتحضر لتنضر اليه ببلاهة وهي ماتزال بمكانها لم تتحرك قيد انمله  ليشير احمد الى المطبخ قائلا
- تحركي يافتاة فنحن لدينا حديث مطول معا لتهرول ميرنا نحو المطبخ وهي تردد
- عن اي تحضر يتحدث هذا الوحش الوسيم كاد قلبي ان يتوقف فعلا



حاول باسل ان يستشف من احمد مايريد ان يتكلم به مع ميرنا دون فائدة فاحمد كان يجلس بكل برود ويتجاهل كل تسائلات باسل ليقطع تململ باسل واسئلته دلوف ميرنا وهي حامله لصينه تحوي على فنجال قهوة واحد ليقفز باسل نحوها ويحاول ان يخطف فنجال القهوة من الصينيه التي تحملها لتستدير ميرنا وهي تمنعه من الحصول على الفنحان وهي تنعته بالمنحرف المتعدي ليهز احمد رأسه بقلة حيله منهما هل حقا يدركان الوضع والظرف الذي يمر به الجميع ام انهما فاقدان لعقليهما ليقوم احمد من مكانه هو الاخر وليحمل كل منهما من ياقة ملابسه ويبعدهما عن بعضهما لتحتضن ميرنا الصينيه جيدا وهي تمد لسانها بانتصار لباسل الذي بهت مصدوما فمنذ متى اصبح الوضع كوميديا بينهما ليتنهد احمد وهو يجعلهما بعيدين عن بعضهما ويأخذ فنجال القهوة من الصينيه التي حررتها ميرنا اخيرا من بين احضانها لتمسكها بيد واحده ويتجه احمد ليجلس على الاريكه مرة اخرى مشيرا لاريكه مقابله له ليجلس باسل وميرنا عليها وعيون احمد تطلق نحوهما نضرات محذرة وعقوبه صارمه لمن يجرأ ان يرفض امرة او يعارضة ليجلس الاثنان متباعدان على الاريكه وباسل يجلس متذمرا لانها لم تصب له القهوة هو الاخر فرائحة القهوة تلف الغرفه فابنه خالته يبدو انها طاهيه ممتازة جدا ليرمق احمد بنضرات حاقدة ولكن نضرات احمد اخرسته ليجلس صامتا بقرب ميرنا متوعدا لها بالفرص الكثيرة القادمه لينضر احمد الى ميرنا متفحصا ليرتجف قلبها خوفا فالشخص الذي يجلس امامها لا يبدو ان من الممكن المراوغه او الكذب عليه مطلقا لياتيها صوت احمد متسائلا
- حسنا نحنتاج ان تحكي لنا القصه كامله لتنضر اليه ميرنا بقلة حيله وبحيرة قائله بصدق مألم
- كل الذي اعرفه ان عائلتي تخلت عني منذ ولادتي ليتولى رعايتي ابوي الحاليين لينضر باسل اليها بألم عند سماعه لنبرة الالم المتضمنه لكلماتها دون ان يملك حق التخفيف عنها او الدفاع عن خالته او كل من كان يعلم بوجودها ليقول احمد بعد ان استشف الصدق من حديثها
- الا تريدين ان تعلمي لم فعلوا ذلك نضرت اليه بعيون حائرة ليكمل .....اقصد عائلتك لم تخلت عنك لتهز كتفيها برفض قائله
- لا يهمني .....لتشيح بعينيها نحو النافذة وتقول
- الكثير من الاشخاص لا يستطيعون تحمل مسؤولية طفل ليقرروا ان التخلص منه افضل شيئ لهم وله لتعود ببصرها لاحمد قائله بتوسل
- انا مايهمني هو ما انا عليه الان اما الماضي لا يهمني بشيئ لا اريد ان اعرف عنه شيئ او اكون جزء منه ليتبادل احمد وباسل النضرات بينهما فالفتاة التي تجلس بينهم هي ضحية من ضحايا الماضي ايضا سيحتاجان لوقت لاقناعها ان تخوض معركة كشف الحقيقه التي قد ينوبها منها المزيد من الالم والقهر والوجع فهل من العداله ان يزجاها في معركتهم لكشف الحقيقه وهل ستكون قادرة على تحمل الحقيقه  بكل بغضها  وحزنها والمها فالذي جرى سابقا لا يكاد يصدق ومازالت اثاره لليوم تؤلم الكثيرين




غزالة اسرWhere stories live. Discover now