1- مُعتقل لاسباب وجيهة

1.4K 59 5
                                    

نظرت الى انعكاس وجه الشاب الواقف أمامي في زجاج نافذة المتجر وعلامات الشك محفورة على وجهه, ربما لأنه قد ظن اني اشك في كونه يبدو رجوليا كفايه, ولكي اكون صادقه.... كنت كذلك فعلا.

"هيا..."تمتمت بشكل حزين "الرجوله, الرجوله.....أظهر بعض الرجوله"

استدرت جانبا ليستدير هو الآخر معي, ضربت يدي بصدري ليفعل المثل في نفس اللحظة, لقد بدا ليّ مسطحا مثل اللوح ولا يخون بأي تلميح من الأنوثة... على الأقل هذه لن تكون مشكلة.

علي الرغم من ذلك... تجولت عيني على جسده لتستقر على منطقته الخلفية, حيث رأيت البروز الواضح لبنطال خالي بوفورد القديم بهذه الطريقة الغير رجولية. نعم, مؤخرة هذا الشاب هي بالتأكيد سميــ...

لا.

ليست كلمة سـ... ممتلئة. هذه هي الكلمة, انها فقط ممتلئة بعض الشيء.

"بحق الجحيم!"

قمت بإشارة غير مهذبة لهذا الشاب ليردها ليّ في نفس اللحظة. من الذي يحاول خداعه هنا؟ انه ليس رجلا, انه فتاه... بقدر ما كنت ارغب ان ابدو كشاب, لكني كنت فتاه.

"انا لا احبك" قلتها لانعاكس وجهي بكلمات لا لبس فيها, ليعبس وجهه, هو لا يحب ان يُحدثه احد بهذه الطريقه الغير مهذبه.

"انه خطأك انت" ليعبس وجهه من جديد. "إذا كنت انحف بشكل أكبر, ولا تملك الكثير من هذا..." قلتها وانا اشير الى مؤخرتي, "كنت ستبدو اكثر اقناعا في هذا الأمر."

انزلت معطفي الطويل بطريقة مقيتة لأعدل بنطالي والذي يشعرني بالغرابة مع ارتدائي مشد الخصر الضيق اسفله.

"اذا تم القبض علينا فسيكون هذا خطأك لأنك تبدو....ممتليء للغاية! نحن نحاول أن نبدو أكثر رجولة هنا... لم تستطع حتى الحصول على لحية مستعارة على الاقل او على فك ذكوري بارز؟"

رمقني احد المشاه بنظره غريبه لاقرر حينها أنه اذا كنت اريد ان ابدو اكثر رجوله, فربما قد حان الوقت الآن لأتوقف عن الكلام الي انعكاس وجهي في نافذة المحل واهتم بشؤوني.

القيت نظرة ساخطة اخيره على هذا الشاب في نافذة المتجر واسرعت احشر شعري أسفل تلك القبعة الثقيلة الضخمة والتي هي جزء من تنكري والتي كانت في خزانة ملابس خالي, شعري لم يكن طويلا للغاية حقا, انه فقط يصل الى كتفي, لكن لم يكن هناك أي شاب يملك خصلات شعر تصل إلى الكتفين, لذا بصمت شكرت خالي لانه وفر ليّ قبعة الوحش هذه دون علمي, لألتفت إلى وجهتي التالية.

كان لا يزال بعيدا بعض الشيء ومخبتئ بطبقه كثيفه من الضباب والتي حجبت معظم شوارع لندن في هذا الوقت من اليوم, لكني كنت اعرف بالتحديد إلى أين سأذهب. كنت قد تجسست على المكان منذ عدة أيام, استعدادا لمهمتي السريه.

سريه, انفراديه.... وغير قانونيه.

سرت مره اخري وانا اشعر بحلقي يجف. توقفت أمام نافذة متجر آخر مؤقتا, كان هذا لمهلة قصيرة, فهذه فرصتي الاخيره لأتأكد من الدور الذي ألعبه... لكن الوقت قد حان الآن.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن