61- رحله مريحه لطيفه بالعربه

123 14 3
                                    

"لما فعلت هذا؟" سألت "لماذا حاولت جعلي اصدق انك واقع في حب الآنسة هاميلتون؟"

صمت, صمت ثلجي ليملئ الفراغ المحيط بنا تماما وبشكل مطلق.

في الواقع, لم يكن هناك أي فراغ ليتم ملئه. لقد كنا محشورين في عربة, كريم, السيد امبروس و انا. او بالاصح انا و السيد امبروس من كان يجلس في العربه, بينما الجسد الضخم لكريم يجلس جاثما بشكل غير مستقر على طرف العربة. يدفعنا الى الامام وهو يصرخ ممسكا بالسوط في يده, جاعلا العربة الصغيرة تهتز وتميل بجنون.

لماذا؟ لماذا علينا القيام بهذه الرحلة الصغيرة البائسة؟

تجرأت على طرح ذلك السؤال قبل صعودنا إلي العربه, واتضح انها على ما يبدو كانت العربه الوحيده التي يمتلكها السيد امبروس الثري الذي لا يمكن تصوره: عربه متهالكه قديمه, يتم جرها بواسطة حصان واحد أشعث رمادي اللون.

"لماذا تملك شيئا كهذا؟ لما لا تملك عربة مناسبة؟" سألته.

"لانها رخيصه و سريعه, لكن إذا كنت تفضل أن تنتظر عربة الملكة فبإمكانك البقاء هنا على كل حال."

تجاهلته, كنت قد صعدت إلى داخل العربة مع كريم, دون إعطاء أدنى اهتمام بالمطر الخفيف الذي بدأ في الهطول, صعد كريم الي قطعه الخشب المهتزة تلك الموجودة في العربه, والتي كانت الصندوق الذي يجلس عليه السائق. بجانب كونه الحارس الشخصي المخلص للسيد امبروس و الفزاعة حاملة السيف, الا انه ايضا يؤدي وظيفة سائق عربته.

كنا نسير الآن في شوارع لندن المظلمة بسرعه تُنذر بالخطر, تمايلت يسارا و يمينا بطريقة لم تجعلني اتناسي ابدا اننا نجلس في عربة ذات عجلتين تتحركان من أسفلها, مع وحش يُدعى حصانا في مقدمة العربة وهو ما يجعلنا نتحرك للأمام. تمنيت من كل قلبي أن لا يكون شيئا كهيئته.

دارت العربه حول زاوية الطريق ليضرب وابل من المطر وجهي لارتعد. لقد كانت العربة ذات نصف سقف وحائط واحد. لقد صُممت هذه العربة للتجول عبر الحديقة في يوم الأحد اللطيف, لا ان تتسابق اسفل المطر الغزير في منتصف الليل! لكن هل أوقف هذا السيد البخيل ذو الرأس المتحجر امبروس؟ بالطبع لا!

"لماذا حاولت جعلي اصدق انك واقعا في حب الآنسة هاميلتون؟" سألته مرة اخرى. لقد طرحت هذا السؤال حوالي ست مرات منذ مغادرتنا إمباير هاوس. هو لم يعطني أي إجابة حتى الآن. فقد ظل السيد امبروس جالسا في زاويته المعتادة في العربة مطيلا التفكير في اكتئاب, صامتا. قل ما شئت عن سماته الأخرى, لكنه خبير في الصمت الكئيب. رفضه الرد على اسئلتي المستمرة, رفضه حضوري, نوعي و وجودي في العموم كان يشع منه كموجات الحرارة. لسوء الحظ, علي عكس موجات الحراره, فموجات حرارته لم تفعل أي شيء في تدفئة ملابسي المنقوعه.

"اخبرني!" قلت باصرار "من المرجح أنه في حالة وقوعك في الحب ستكون قاسيا كمقبض باب مرحاض منزلي! لماذا تظاهرت انك واقع في حبها؟"

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now