14- خطايا السيد ريكارد امبروس

176 24 6
                                    

"ألم تسمعي؟"

كان الصوت مليء بالغبطة ومتشرب بالنميمة. عدت سريعا الي أوعية النباتات حيث يختبيء خلفها مجموعة من السيدات الثرثارات.... انها دوقه براندون, خمنت هذا من نبرتها.

سألت الليدي ألين وهي محمرة الوجه قليلا وقالت مدافعه "مما سمعته منذ وصولي إلى المدينة, فقد شاع أنه واحد من أغنى الرجال في لندن".

"واحد من أغنى الرجال؟" ضحكت الدوقة بصوت يكاد يجعلني أغادر المكان او علي الاقل ان احشر اذني بشيء ما ريثما تنتهي "يا عزيزتي, وفقا لما تقوله مصادري, فهو حقا الاغني. ثروته لا مثيل لها, ولا يوجد أي شخص آخر مثله"

أصبح فم الليدي ألين على شكل O وعينيها متوسعتين.

سأعترف وانا اشعر بالحرج: لاول مره في حياتي شعرت بنفس شعور الليدي ألين و الدوقة براندون.... أشعر بالذهول وبرعشه باردة تسري في ظهري. كلما سمعت عن السيد امبروس, كلما يصبح أكثر ثراء وأكثر قوة. من أين بحق الجحيم أتت هذه الثروة؟ لا اصدق انه ببساطه ورث بعض العقارات الضخمه. إذا كانت ثروته حقا من الإرث, فلماذا يمتلك هذا المبنى الضخم الموجود في المدينة؟ وما الذي يفعله كل هؤلاء الناس المتعجلين حاملين الكثير من الأوراق هناك؟

يبدو أن العضو الثالث من مجموعة النميمة الصغيرة الموجودة خلف أوعية النباتات لديه أسئلة مماثلة...

"اجل, اجل" اعرف هذا الصوت. اختلست النظر عبر أوراق الشجر ورأيت الليدي ميتكالف تلوح بمروحتها "لكن هل يعرف اي احد من اين اتت ثروته؟ اريد القول بأن لدي شكوك في أنه ليس مالا قانونيا, وأنه ليس رجلا نبيلا. لقد دعوته مرارا و تكرارا الى الحفلات و الي المسارح, وهو لم يلبي أيا من دعواتي ابدا. هو حتى لم يرد على خطاباتي! ياله من متكبر! انا اقول ان هناك شيء ما مربيا بشأنه, لا يوجد اي طريقه اخري لشرح هذا السلوك الخسيس"

لسبب ما جعلت هذه الكلمات الابتسامه ترتسم على وجهي. فقد بدأت فجأة اُعجب بمديري قليلا...القليل فقط.

"حسنا..." قالت الدوقه بنبره ممدودة في صوتها "لدي معلومه مروعه وانا علي استعداد مشاركتها معكن, لكن عليكن الإلحاح عليّ اولا حتي لا ابدو شخصا محبا للنميمة."

"حقا؟" اقتربت الليدي ميتكالف بشوق "انت تعرفين شيئا ما يا دوقة؟"

بحذر, اقتربت اكثر من الأوعية متمنية ألا يلاحظوني. فالدوقه كنز دفين من النميمة, ولأول مره كنت مهتمه حقا بما ستقوله...متحمسة حقا لهذا.

"لا اصدق هذا" قالت معترضة. "انها فقط شائعه, وانا لا اريد الافتراء على اي احد."

من المدهش كيف يمكن للناس الكذب بهذا الشكل دون أن ترتعش وجوههم.

"لن نخبر احدا" قالتها الليدي ميتكالف مؤكده.

"اجل" وافقتها الليدي ألين "انت تعرفينا, نحن لسنا ثرثارات."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now