6- امباير هاوس

192 30 2
                                    

في الداخل كان المكان مظلم, لم تكن الشمس قد أشرقت على بيوت لندن بالخارج بعد, لذا الضوء الوحيد الصغير كان قادما من نافذة صغيرة عالية. على الرغم من هذا, فقد كان هذا الضوء كافيا لإنارة المشهد الذي أمامي جيدا بما يكفي ليضيق حلقي.

كنت واقفه عند المدخل لقاعه ضخمة بعرض 70 قدما على الاقل. بغض النظر عن الثريا العملاقة المصنوعة من الحديد الصلب المعلقة في السقف, فلا يوجد اي زينه من اي نوع, لا لوحات, لا ستائر, لاشيء. كانت الأرض ذات حجر مصقول داكن, الحوائط كانت ملونة بلونين الاخضر والازرق الداكن. في اي مكان اخر قد تعطي قلة الزينة فكرة واحدة عن أن مالك المكان فقير, لكن ليس هنا... فضخامة هذا المكان تنكر الفقر. إلى جانب هذا, لم يستغرق الأمر وقتا طويلا لأدرك السبب الحقيقي وراء قلة الزينه هنا. فالعيش مع خالي وخالتي العزيزين جعلني إدراك العلامات من أن شخص ما يحافظ على أمواله.

في القاعة هناك الكثير من الناس يركضون من باب إلى آخر يحملون الأوراق, واضح عليهم العجلة للانتهاء من أعمالهم. الشخص الوحيد الذي لم يتحرك انشا واحد هو رجل ذو وجه شاحب خلف مكتب بسيط في الجزء الخلفي الغرفة الضخمة. هو ببساطة يجلس منحنيا على كتاب مشغول بخربشة الملاحظات فيه.

هل هو موظف الاستقبال؟ حسنا, هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة هذا.

اقتربت من المكتب و تنحنحت بخجل, لكن يبدو أن الرجل لم يلحظني واستمر في كتابه.

تنحنحت مرة أخرى بصوت أعلى هذه المرة وانا عاقده ذراعي. لقد بدأ هذا الرجل يثير غضبي الآن!

اخيرا تكرم ونظر ليّ وتفحصني من اعلي نظارته الصغيرة ذات الإطار الفولاذي بوجه جعلني اعتقد انه غير سعيد لما يراه الآن.

"اجل؟"

هذه هي.... اخر فرصة لأعود.... اخر فرصه لاغادر هذا المكان ولا أعود إليه أبدا.

بجهد كبير استجمعت شجاعتي وقلت بصوت عالٍ وواضح: "انا هنا لرؤية السيد امبروس"

اعتقد اني لو كنت قلت "انا هنا لرؤية سانتا كلوز وهو يؤدي رقص ايقاعي عاريا فوق مكتبك" حينها لن احصل على ردة الفعل هذه.... فقد توقف جميع من حولي وألتفتوا نحوي, سقط أحد الشباب متمكنا من لحاق كومة الورق التي كان يحملها من السقوط...

"السيد أمبروس؟" بغير تصديق سأل الرجل ذو الوجه الشاحب "السيد ريكارد أمبروس؟"

"هل يوجد أحد غيره هنا؟"

"بالتأكيد لا يا آنسه..."

"لينتون, الآنسه ليليان لينتون."

"حسنا, آنسه لينتون," قال ذو الوجه الشاحب وهو يدق بأصابعه على المكتب بشكل قد يُقصد به التهديد "السيد امبروس رجل مشغول للغاية, فهو لا يملك وقتا لاي احد." نظر الي كتابه مره اخري "اذا كنتِ قد جئتِ إلى هنا من أجل جمع التبرعات, فالتجربي الذهاب إلى اللورد ارلينغتون, او الليدي ميتكالف, انا متأكد من أنهم سيكونون أكثر سعادة لهذا."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن