84- منقسم

130 13 3
                                    

كان يجب علىّ تقريبا الركض للحاق بالسيد امبروس ونحن نسير في شوارع الحي الصيني المظلمة. التفتنا من حول مبنى 97, تاركين دائما مسافة كبيرة بيننا و بين الحائط . لم يقم هو او كريم من الإبطاء من خطواتهما, فساقيه الطويلتان تتحركان مثل الباندول, والعباءه المرقطة الغريبه ترفرف من على كتفه.

"لماذا...نحن...على عجلة من امرنا؟" شهقت مخرجه انفاسي.

صوته وهو يجيب عليّ كان بالطبع هادي ومتماسك للغايه. "ظهورك الغير متوقع وضرورة شرح خططنا لك كلفتنا وقتا - وقت نحن لا نملكه. فقد كان من المقرر أن يتم تشتيت الحراس منذ حوالي..." أخرج ساعته من جيبه وفتحها. لدقيقه, رأيت شعار النبالة يلمع على غطاء الساعة في ضوء القمر "....ستة دقائق و سبعة و ثلاثون ثانيه."

قلت وانا الهث "وما هو هذا التشتيت؟"

"انتظر وستري."

علي ما يبدو انه ليس في مزاج للحديث. يالها من مفاجأه.

بمرور الوقت توقفنا خلف عربة متوقفة بجانب الطريق الممتد على طول الجانب الشرقي من مبنى 97, شعرت أن رئتي علي وشك الانفجار. استندت علي العربة وركزت بالكامل في الدقائق القليله التاليه على ضبط تنفسي مرة اخرى. عليّ حقا ان اجد طريقه لبناء قدرتي على التحمل إذا كان هذا النوع من الأحداث سيظهر بشكل منتظم في هذه الوظيفة.

من زاوية عيني, استطعت رؤية السيد امبروس يلقي نظرة خاطفة من حول العربة. عادت رئتاي لطبيعتهما الآن للسماح لبعض الحركة, قمت بتقليده ورأيت الهيئة الحمراء الزاهية لجنود جيش الرئاسة يتفحصون الجدران. وانهم - من خلال معرفتي للتو- كانوا التمويه, فالحراس الحقيقيون يختبئون في الظلام.

"علينا أن نشكر الله لوجود هذه العربة هنا." همست "لولا هذا فسنكون مرئيين تماما – وسنكون هدف مثالي ليتدرب عليه فريق اللورد دالغليش الشخصي من القناصين."

"عليك شكري انا." قال السيد امبروس دون إبعاد عينيه عن سطح مبني 97 "فقد قام أحد رجالي بإيقاف هذه العربة هنا هذا الصباح."

"همم.." كانت هذه فكرة ذكية. لكن لو أنه توقع مجاملة مني, فعليه أن ينتظر لوقت أطول. بالإضافة إلى هذا, فقد كنت مهتمه حقا بشيء آخر "ما هذا التشتيت الغامض الذي لم تتحدث عنه؟ وكيف يمكن له أن يبعد انتباه حراس اللورد دالغليش بعيدا عنا؟"

عاد متراجعا للخلف من جديد, فتح ساعته مره اخري.

"ستكتشف هذا في خلال دقيقتين واربعون ثانيه بالضبط, سيد لينتون"

"لماذا لم تخبرني قبل الان؟ هل انت واثق تماما أنه سيلفت انتباه جميع الحراس؟" قلت باصرار "تعلم, انا لست متشوقا حقا لاثقاب رأسي. ماذا لو أن تشتيتك هذا لم يشتت انتباههم بالدرجه الكافيه؟"

"انا متأكد من أنهم لن يضعوا أبصارهم – ولا حتى آذانهم – على أي شيء آخر سواه. سيكون لدينا دقيقه قبل ان يعيدوا انتباههم على الشارع مرة أخرى."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now