53- في الميعاد

121 15 3
                                    

نظر الي أوراقه مرة أخرى وأشار إلى كومة من الملفات و صندوق بجواره على المكتب وقال "أودع تلك الملفات إلى ذلك الصندوق هنا, حسنا؟"

فُتح فمي وانا انظر اليه عاجزة عن الكلام, انها الخامسه صباحا!

بعد عده دقائق, حين لاحظ اني لازلت اقف هناك دون حراك, نظر اليّ مجددا. بالرغم من ان السيد امبروس لن يقوم أبدا برفع حاجبيه في تساءل, إلا انه لا يحتاج لهذا حتي.

"ألا زلت تقف هناك بالرغم من اني اعطيتك امرا. هل هناك أي سبب محدد لهذا؟"

"هل تنام هنا ام ماذا؟" سألت بسخط.

نظر الي اوراقه مجددا...

"لماذا انت مهتم بنظام نومي سيد لينتون؟ هل تفكر في الانضمام اليّ؟ اذا كان الامر كذلك, أخشي انني سأخيب أملك. انا بالفعل املك سريرا هنا, لكنه لن يكون واسعا بالدرجه الكافيه."

تسارعت الكثير من الأشياء داخل عقلي في تلك اللحظة والتي اريد تفريغها عليه, لكن لا يوجد أي شيء منها مناسب للحوار المهذب, بل أن جميعها قد يؤدي إلى إقالتي على الفور. ابتلعت غضبي متمنية ألا يسبب ليّ هذا الغضب عسر هضم.

وبدلا من هذا كله قلت: "لقد جئت إلى هنا باكرا بثلاث ساعات, سيد امبروس."

اومأ..

"اجل, لقد لاحظت ذلك. الآن توقف عن تضييع الوقت واهتم بتلك الملفات. عد اليّ عندما تنتهي. وبما انك هنا, فانا لدي شيء آخر لك تفعله."

ذهبت و امسكت بالملفات, متمنية بشدة أن يكون ذلك الــ "شيء الآخر" الذي يريدني ان افعله يتضمن سيفا حادا حتي يتسني ليّ فصل رأسه عن جسده. دون إضاعة المزيد من وقت, عدت ووقفت أمام مكتبه مرة أخرى دون أن انفجر أو أن أركض لأجلب اي اسلحة حادة, وانا حقا معجبة بنفسي في هذا الأمر.

"لقد رتبت الملفات ابجديا, سيد امبروس, يا سيدي." قلت بنبرة لطيفة بقدر الإمكان.

"فهمت."

لم يقل "احسنت" او "شكرا لك". هو حتى لم يرفع رأسه عن أوراقه.

"سيدي؟ ما الذي ترغب مني ان افعله؟"

"أن تنتظر حتى انتهي من القراءة, وسأعطيك تعليماتك."

اغمضت عيني وببطء بدأت العد حتى عشرة لأهدأ نفسي. لسوء الحظ, لم ينجح الامر, لذا قررت الاستمرار في العد. لكن عندما وصلت للرقم خمسون, كنت لا أزال غاضبة كما كنت عندما بدأت العد. هل عليه أن يكون بهذا....الهدوء؟ البرود الشديد؟

53,52,51....

حسنا, انه السيد امبروس, فهو بالكاد سيكون دافئا و مُرَحبا مثل كأنكسار جديد في جبل جليدي, لكنه لا يزال باردا. فالأمر يتفاقم أكثر من ذي قبل, بالتفكير في الأمر, فعلى النقيض تماما, ستري سلوكه المفتون تجاه تلك الفتاة اللعينة في تلك الليلة في الحفل...

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن