69- رؤية النجوم

164 19 5
                                    

دفعته.

لم تكن دفعه قويه للغايه. فبطريقه ما, عندما دفعت جسد السيد امبروس القاسي بعيدا, لم ترغب ذراعي في التحرك كما امرتهم, لكن الدفعه أوقفته متفاجئا, ليعود إلى الوراء تاركا معصمي.

"من تظن نفسك لتخبرني بما استطيع فعله وما لا استطيع؟" صرخت. كنت غاضبة كغضب بركان ساخن حانق! "استطيع ان اكون ما اريده! يمكنني تقرير ان اكون عضوة من فرقة الخنازير الصفراء الراقصه, ويمكنني فعلها إذا أردت!"

ابعد الخنزير الاصفر الصغير أنفه عن جيب معطف السيد امبروس و وهز رأسه بقوه لاتجاهله.

"انت لا يمكنك ابدا ان تكون رجلا" كررها ولم يبتعد ولو انش واحد من مكانه. تجولت عينيه من اعلي لاسفل جسدي مرة أخرى. كنت مدركة تماما كيف أن نسيج قميصي بالكاد يخفي جسدي من دون معطفي الطويل, والذي بالرغم من افتقاره للمفاتن الأنثوية العلويه, الا ان الجزء الخلفي كان انثويا بكل تأكيد.

لكن...لا يمكن أن يكون هذا هو ما كان يرمي إليه, صحيح؟ من غير الممكن أن يفكر بيّ بتلك الطريقة, أليس كذلك؟ انه يتحدث عن حقوق وحريات النساء, وليس بشأني و بشأنه - هو لا يتحدث عني وعنه نفعل...

لا!

بالتأكيد لا!

يا إلهي.

"انا لا اريد ان اكون رجلا." تمكنت بطريقة ما قولها, خصوصا عندما ينظر اليّ بهذه الطريقة, بتلك العينين العميقتين و المظلمتين كالمحيط الأطلسي "كل ما اريده هو ان اُعامل بنفس الطريقة!"

سألني "وما الفرق؟"

الفرق في الطريقة التي اشعر بها الان. الطريقة التي تُضخ بها الدماء في عروقي بشكل مضاعف.

"الفرق" قلت ضاغطه على اسناني "الفرق هو....أنه...."

انه يعاملني كما لو انه عالم ينظر الى مخلوق غريب غير مُكتشف, بينما كنت ابحث عن كلمات استطيع قولها بصوت عال, ولا يوجد أيا منها. كل ما استطعت التفكير فيه هو كيف أن قلبي ينبض بقوة, وكيف ان وجهي ساخن للغاية.

حسنا, وماذا في الأمر لو كان كذلك؟ انا غاضبه منه! وبالطبع سينبض قلبي و سيتورد وجهي. وبالطبع كونه لقيط ذكوري هو السبب, لم يكن للأمر أي علاقة على الإطلاق بكيف كانت عينية ذات لون البحر تغوص بداخلي.

"اتري؟" قال بصوت بارد "انت لا يمكنك ابدا ان تكون كالرجال."

حدقت فيه بكل القوة التي استطعت حشدها..

"هل ستعطيني اي شيء اخر بدلا من الازدراء؟"

"اجل.." تلاشت امالي بينما أكمل حديثه: "ساعطيك راتبك في نهاية الشهر. اذا قمت بعملك بالشكل المناسب, هذا كل ما في الامر."

انطفأ بصيص الأمل الذي شعرت به..

لماذا؟ لماذا غمرتني خيبة الأمل؟ فبعد كل شيء كان المال هو كل ما احتاجه منه. المال الذي سيعطيني حريتي. ما الشيء الآخر الذي أردته منه؟

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ