16- خُطّاب غير مناسبين

154 25 6
                                    

"ما الخطب؟" كررت اختي الصغيره في يأس متزايد "لماذا انت شاحب حد الموت هكذا يا عزيزي؟"

"لان..." أجاب بصوت منكسر "لاني فكرت في أن السير فيليب ويلكينز قد يكون..."

هز رأسه غير قادر على اكمال جملته.

"اوه, ربما أنا أبالغ في تفسير الأمور.... لكن إيلا.... حبيبتي, عليكِ ان تخبريني علي الفور ما إذا كان أرسل اليكِ المزيد من الزهور."

لو كان الأمر تمثيلا لكان سيتم الإعجاب بردة الفعل المثالية المعبرة عن الحيرة والبراءة الموجودين على وجه إيلا في تلك اللحظة.... لكن المشكلة أن الأمر لم يكن مزيفا.

"زهور؟ ادموند, ما المهم بشأن بعض الزهور؟"

"فقط اوعديني, يا حبيبتي" قال بحماس "إذا كان ما أظنه صحيحا .... يا إلهي, انا ارتجف فقط من التفكير في الاحتمال! إذا كنت ما اعتقده صحيحا, إذا فكل زهرة من السير فيليب ويلكينز هي سهم موجه الى قلبي."

"سألقي بهم بعيدا إذا" صاحت إيلا والدموع في عيونها مره اخري "ما الذي تعنيه الزهور ليّ على أى حال؟"

"لا! لا يجب عليكِ فعل هذا. لا تفعلي أي شيء من شأنه أن يُثير الشكوك" نظر إلى القضبان الحديدية مغلقا عينيه وهمس: "انتِ محقه....فأنا أقل منكِ. اذا وصلت الشكوك الي قلب خالتكِ انكِ تحبينني...فسينتهي كل شيء بيننا. لا تلقين بالزهور بعيدا....لا تفعلي أي شيء غير معتاد.... تصرفي كما لو انيّ غير موجود وستحصلين على الحياة السهلة الخالية من المشكلات والمتاعب التي تستحقينها."

هززت رأسي... يا إلهي, لقد اصبح الامر غريبا بعض الشيء. هل كل الناس يتصرفون هكذا عندما يقعون في الحب, أم أن إدموند فقط هو من يتصرف هكذا؟

"اتصرف كما لو انك غير موجود؟" صرخت إيلا "إدموند, بدونك حياتي لن تكون شيئا! الشمس لن تشرق والطعام سيتحول الى رماد في فمي."

اجل, يبدو أن كل الناس يتصرفون هكذا.

لم أولي أي اهتمام بما حدث بعدها, ففي الغالب كانوا يتحدثون عن أشياء بدت سخيفة للغاية بالنسبة ليّ, مثل مدى حبهما لبعضهما البعض, وما الذي كان سيحدث لو لم يلتقون (والذي كان غير واقعي على الإطلاق) ثم المزيد من كم انهما يحبان بعضهم البعض.

واخيرا حين كنت على وشك النوم على الشجرة, قُطع حديث العاشقين فجأة بسبب نداء خالتي القادم من المنزل.

"إيلا! إيلا, اين انتِ يا فتاه؟"

نظرت اختي الصغيره من فوق كتفها بقلق وهمست....

"عليّ الذهاب, الوداع يا حبيبي".

"الوداع, يا عزيزتي إيلا, يا نور حياتي." تردد إدموند للحظة قبل أن يقول: "هل ليّ ان اطلب منكِ شيئا, قبل ان نفترق؟"

حين سمعت تلك العبارة استيقظت على الفور! اعرف هذا! اعرف انه سيقوم بـ.... حسنا, هو سيقوم بفعل أي شيء يفعله الملاعين الرجال عندما يريدون استغلال الفتيات الأبرياء! لم أكن أعرف بالتحديد ما هي تلك الأشياء على الرغم من التلميحات التي اقرأها في الصحف,لكنه لا يمكن أن يكون شيئا الجيد.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum