44- مبارزه العيون

127 16 3
                                    

كانت نحيفه وجميله, ذات شفتين منحوتتين بدقه, عيون خضراء عميقة, و شعر اسود مموج يصل الى نهاية ظهرها. كانت تبدو ملكيه, وكان من الواضح عليها انها تشعر بأريحية تامة في قاعة الرقص على عكسي. كان ثوبها باللونين الاخضر و الاسود ذو الثنيات المتقنة من فوق القرينول يتماشيان بمثالية مع عينيها وشعرها. باختصار, انها جميلة للغاية, ومن الواضح انها تعرف جيدا كيف تبرز هذا الجمال لجذب انتباه الرجل.

لقد كرهتها من النظره الاولي.

وماذا كنت تتوقع إذا؟ فأنا محاربة فخوره من اجل حقوق النساء و استقلاليتهن. وبالطبع سأحتقر على الفور اي احد يطابق الصورة النمطية للمرأة الضعيفة التي احاربها.

انتِ تحتقرينها فقط لكونها غير نسويه, أليس كذلك؟

اجل, بالطبع أنا كذلك.

وماذا عن المائتان و خمسون امرأة الأخريات الموجودات في قاعة الرقص والذين يبدون تماما من نفس النوع الجبان من الغير نسويات؟ انتِ لا تحتقرينهم, أليس كذلك؟

حسنا...

هل يمكن انه ربما قد يكون السبب لحقيقة كراهيتكِ الشديد لها هو بالتحديد أمر له علاقة بحقيقة إنها متشبثة بذراع السيد امبروس كالعلقة؟

في بعض الأحيان, اتمنى حقا من صوتي الداخلي أن يصمت!

انتقلت عيني منها الى السيد امبروس ثم اليها مره اخري. هل يمكنه انه....ايمكن انهم...؟ لا, لا يمكن أن يكونوا كذلك, صحيح؟

توجه السيد امبروس الى الليدي ميتكالف الواقفة على طرف الحشد تحدق فيه بطريقة غير مهذبة على الاطلاق. أدركت أنه في هذه الحالة كانت كل سيدة في الغرفه تقريبا تقلدها. اللعنة! لماذا يزعجني الأمر بهذه الشدة؟

انحنى لها بشكل سريع ومقتضب.

"ارجو ان تسامحيني على هذا التطفل, سيدتي. لقد غيرت رأي فيما يخص قبول اخر دعواتك. آمل اني لست متأخرا وأن الحفلة لم تبدأ بعد؟"

بالنظر إلى حلبة الرقص الممتلئة بالراقصين المتجمدين من حوله, فقد كان من الواضح تماما أن الرقصه قد بدأت بالفعل, وهي إشارة زائده عن الحاجه وان الموقف كان غير مهذب تماما لأي شخص ليدركه. توردت وجنتي الليدي ميتكالف, اغلقت فمها ثم فتحته ثم اغلقته من جديد.

هل كانت تفكر في أمر خدمها أن يعاقبوه بجعله يعمل في الحقول عقابا له؟ هذا هو ما يمكنها فعله اذا كنت انا او اي شخص اخر قام باقحامها في موقف كهذا, لكن السيد ريكارد امبروس ليس بأي أحد.

"لـ - لا, بالطبع لا, سيد امبروس."

سقط فمي مفتوحا. خرج صوت الليدي ميتكالف من فمها لا يشبه صوتها المعتاد الشبيه بصوت نعيق النسور. لقد كان ناعما, غامضا, و رزين تقريبا. اخفضت عينيها تحت وطأة نظرات السيد امبروس الباردة.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Место, где живут истории. Откройте их для себя