77- أنواع مختلفة من الصمت

104 12 1
                                    

حدقت فيه بغير استيعاب. عقلي سجل كلماته, لكني لا املك اي فكرة عن معناها الفعلي.

مركز العالم.

"اعذرني, يا سيدي, لكني لست..."

ضيق عيني قليلا..

"اخرج."

"ماذا؟"

"اعتقد انك تفهمني, صحيح؟ لقد أخبرتك ما الذي تريد معرفته. الان اخرج! وأغلق الباب خلفك."

"لكن..."

"هذا أمر!"

فتحت يدي واغلقتها في غضب عاجز. انا لا املك اي خيار, عليَّ الانصياع له, وإلا سأُطرد. والان, أمكنني رؤية هذا, انه يتوق لأن أعطيه تلك الفرصه. عادت كلماته اليَّ, تتردد بصوت عالِِ في عقلي – الحنان ليست من الخدمات المطلوبة مني. ما هذا الذي كنت افعله؟ لماذا اجادل للمخاطرة بحياتي بجواره؟ استدرت في مكاني واندفعت خارجه من مكتبه, لادخل الي مكتبي انا.

غرفتي. مركز عالمي, لكنها ليست مركز العالم.

مركز العالم...ترددت الكلمات في عقلي ذات مغزى مشؤوم. ما الذي يمكن أن يعنيه بحق الجحيم؟

لم يعطيني فرصة أخرى للتفكير في اكتشافه الغريب. بمجرد أن أصبحت في مكتبي مرة اخرى, أغلق الباب بإحكام من خلفي, سمعته ينهض من كرسيه ويوصد الباب من الجهه الاخري. لم يستغرقني الأمر وقتا طويلا حتى جاء صوت طقطقه مألوف من الحائط المجاور لمكتبي.

بقية يوم العمل مر بصوره ضبابيه من احضار الاوراق, وطقطقات الرسائل, ولم احتاج للقلق بشأن كاتبه الخطابات الوردية أو ما الذي ينوي السيد امبروس فعله.

هززت رأسي. لا يمكن أنه يخطط في اقتحام مبنى اللورد دالغليش...؟

لا!

اعني, انه رجل اعمال, وليس قائدة لعصابه شوارع. بالرغم من هذا...تذكرت انه لم يمارس عمله هنا في لندن, ولكن في بعض أركان المستعمرات السابقة. مثل غرب امريكا لو كنت اتذكر الأمر بالشكل الصحيح؟ هناك شيء ما بشأن تلك المنطقة...يبدو اني تذكرت اني سمعت انها سُميت بالـ "الغرب الهمجي" ذات مرة.

شخصيا, أستطيع رؤية ما هو شديد الهمجية حول هذا الموضوع. فمن خلال الصور القليلة التي رأيتها, لقد كانت بلدا مثل اي بلد اخر له اشجار, انهار, جبال وسكان.

بالرغم من هذا, وانا افكر في هذا الأمر, كان معظم الناس الموجودين في الصور يحملون الأسلحة.

تماما مثل الحراس الموجودين في مقر اللورد دالغليش.

لا يمكن أن السيد امبروس يخطط لفعل ما اظن انه يخطط لفعله, صحيح؟

حقا؟ ولا حتي من أجل مركز العالم؟

*~*~**~*~*

كانت حوالي الساعة السابعة مساءا عندما توقف فيض الرسائل القادم من الأنابيب الهوائية. بعد بضع دقائق أخرى, سمعت خشخشة مفاتيح, ليفتح السيد ستون مكتبي وهو يبدو مرتبكا بعض الشيء.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt