43- مفاجأتان

135 17 7
                                    

افترق الرجال من امامنا ليظهر من بينهم رجل آخر. رمشت في دهشة. كان رشيقا وطويلا, تماما كالسيد امبروس – لكن لا يوجد أي مجال يسمح في أن أخطئ بين هذا الرجل ورئيس عملي. فهو يملك شعر اشقر اللون ممشط إلى الخلف بتموجات انيقه, انف معقوفه قليلا وعيون حديدية زرقاء فاتحة اللون.

حتى ولو كان هذا المظهر زائفا ومن أسفله تقبع تلك الشخصية الكئيبه التي اعتدت عليها من السيد أمبروس والتي أيضا أشك في العثور عليها هنا, فقد كان هناك سمة واحدة فقط والتي حددت بكل تأكيد ان هذا الرجل شخص آخر وليس بالسيد امبروس: ابتسامته الواسعة الجذابة الملتصقة على وجهه.

"اه, مساء الخير, ويلكينز. كم يسعدني رؤيتك مرة اخرى." انحنى الرجل الأشقر لويلكينز الذي أنحني له بالمقابل "وإذا جاز ليّ السؤال, من هؤلاء السيدات الجميلات الذين احضرتهم معك؟"

صوته أيضا لا يشبه صوت السيد امبروس. فهو ناعم وبليغ كصوت خطيب يمكنه تحريك حشودا كامله بصوته فقط, او ربما التأثير علي جينرال شاب انيق ليُقنع الرجال على اللحاق به في الحرب. لسبب ما, شعرت بالدماء ترتفع إلى وجنتي.

"بالطبع, اين ذهبت اخلاقي؟" ترك ويلكينز يدي حتى يتمكن من الاشارة الينا "اللورد دالغليش, اقدم لك السيدة برانك, الانسه إيلا لينتون, الانسه ليليان لينتون, الانسه آن لينتون, الانسه ماريا لينتون, الانسه ليسبث لينتون والآنسة جيرترود لينتون. سيداتي, هذا هو اللورد دانيال يوجين دالغليش."

انحني لكل منا ببطء واناقه.

"كم أنا مسحور. من كان يعلم أن تلك الصحبة الساحر ستكون في انتظاري في هذه الحفلة."

لم أنسي ملاحظة أمر أن ويلكينز هو من قدمنا له, وليس العكس. في العاده, يتم تقديم الرجال للنساء, ولكن ان يحدث الامر بالعكس, فهذا يعني أن الرجل اهم بعشر مرات من السيدة.

لو حدث الأمر مع أي رجل عادي فسيثير هذا الأمر غضبي الآن, لكن بمجرد ان انحني اللورد دالغليش ليّ وألتقت عيني بنظرته الحديدية الزرقاء, علمت حينها دون اي شك أنه ليس رجلا عاديا على الإطلاق.

هناك هالة حوله, له حضور خاص من العظمة. شعرت كما لو أن تلك العيون الحديدية الزرقاء يمكنها تحليل كل عظمة في جسدي والنظر داخل الخبايا الأكثر ظلمه في روحي. وهو أمر غريب تماما بالطبع. فلا يوجد في روحي أي خبايا مظلمة, أليس كذلك؟

انتزعتني اختي المحببة ماريا من تأملاتي الروحية, حيث دفعتني جانبا لتكون أقرب إلى هدفها...

"انا هو الشخص المسحور بلقائك, يا سيدي. سأخبرك عن السبب, فعلي الرغم من اني زائره متكررة للعديد من الحفلات في المدينة, كيف ليّ ان لا أحصل ابدا على شرف التعرف عليك؟ لورد عظيم مثلك عليه أن يكون الروح و الحياة لكل حفلة راقصة."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now