11- عرين التنين

173 23 6
                                    

سارت العربه امام مبني مذهل, كان مثيرا للإعجاب لأنه ببساطة كان كبيرا ....كبير للغاية, قد لا يمكنك رؤية أي شيء آخر بسبب الضباب الكثيف المنجرف من نهر التايمز: المنزل لم يكن سوى ظل مستطيل ضخم متخفي في الضباب. كان الوهج الأخضر لمصابيح الغاز في الشوارع متلألئة من الضباب واصوات الضحك تنجرف تجاهنا, علي ما يبدو ان الضيوف في الحفله كانوا مستمتعين بأنفسهم حقا.

هززت رأسي, يبدو أن بعض الناس يملكون ازواق غريبه.

"انظروا! انظروا!" أشارت ليزبث بحماس من النافذة, ظهر بجوارنا بوابات و حائط حجري ظاهر من الضباب. البوابات كانت مفتوحة على مصراعيها, والخدم على الجانبين مشكلين جماعه ترحيب كبيره. همممم, هذا الرجل ويلكينز ثري لهذا الحد, لا عجب ان خالتي كانت مستميته على احضارنا جميعا إلى هنا.

وقف الخدم بحذر أثناء مرور العربة, سرنا في طريق قصير مليء بالحصى إلى مدخل المنزل, محاطا بأثنين من الفوانيس الحديدية شديدة التعقيد, هناك المزيد من الخدم في انتظارنا, يا إلهي... كم عدد الخدم الذين يمتلكهم ويلكنز؟ وفيما يستخدمهم جميعا؟ بالتأكيد واحدا سيكون كافيا ليقول اهلا ومرحبا.

سارت العربة على ممر الحصي وتوقفت امام الباب الامامي الكبير المفتوح على مصرعيه, تماما مثل البوابات الضخمة, مع سجاده حمراء امامها, سجادة حمراء حقيقية, قفز ثلاثة من الخدم ليفتحوا باب العربة, وهو ما أثار إعجابي حقا – ففي النهاية العربة تملك باب واحد ذو مقبض واحد.

خالتي كانت أول من نهض وخرج من العربة كما لو انها ملكة انجلترا نفسها. انحني ثلاثة من خدم لها لتظهر الابتسامه علي وجهها مثل نسر وجد لتوه جثة بقرة سمينة. لابد أن هذه هي الجنة بالنسبة لها. فلم ينحني لها اي شخص منذ فترة طويلة بخلاف العجوز ليدفيلد, والذي لم يعد يفعل هذا بسبب ظهره المريض.

"سيدتي؟" قالها الخادم الاول مقدما يده اليها... بلطف اخرجت خالتي الدعوة وسلمتها له.

فحصها الخادم الأول بحرص, ثم أعطاها للخادم الثاني, الذي نظر فيها و أومأ بلطف, ثم أعطاها للخادم الثالث, الذي نظر فيها وأومأ بلطف أكثر. يا إلهي! انا اغرق في اللطف هنا.

"جيد للغاية, سيدتي" قال الخادم الأول وانحني بعمق للغاية لدرجة كادت انفه أن تلمس الأرض. "مرحبا بكم في لينبيري هول, منزل السير فيليب ويلكينز. اذا كنتِ انتِ و بنات اختك ستتبعاني, فسيكون من دواعي سروري أن اقودكن إلى مدخل منزل سيدي."

مالت إيلا إلىّ وهمست "ماذا قال للتو؟"

قلت مبتسمه "اعتقد انها طريقته لقول "تفضلوا بالدخول"."

انفجر كلانا في الضحك لتنظر إلينا خالتي نظره يمكنها أن تُذيب الرصاص ثم قالت للخادم الاول:

"جيد جدا يا سيدي, فالتقودنا"

بكل لطف أشار الخادم الأول إلى الخادم الثاني و الثالث لينضم إليهم باقي الخدم المتجمعين حول الباب الأمامي المفتوح وساروا إلى داخل المنزل بخطى محسوبة ومبجله. تبعناهم, لكن ليس بنفس الاحترام – على الاقل انا – وعند دخولنا الى الممر الكبير, اضطررت إلى إمساك عضلات فكي بقوة لمنعه من السقوط بعد رؤية الثراء العظيم الذي ينتظرنا:

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن