26- سري الصغير

118 18 2
                                    

عندما دخلت الى بهو فندق (ألديربيري) اختبئت خلف احد الاعمده الموجوده في المدخل, اخرجت البصلة التي أحضرتها معي من جيبي وقسمتها لنصفين. جاءت الرائحه النفاذه الي انفي وعلي الفور تجمعت الدموع في عيني محاولة بصعوبة منع نفسي من العطس.

استغرق الأمر بعض الوقت لتصبح عيناي مبللتان بشكل كبير. تفحصت نفسي في المرآة المعلقة على الحائط لمرتين أو ثلاث. هل ابدو حزينه بالقدر الكافي الان؟ لا, ليس تماما. بالطبع كنت بحاجة الى ان اكون مضطربة, مرتبكه و مذعوره.

عندما شعرت بالرضا أخيرا عن مظهري, ألقيت بالبصلة على الأرض وركلتها في أقرب زاوية وخرجت من خلف العمود الموجود بالقرب من المدخل مع صوت نحيبي المسموع كما لو كنت قد جئت للتو من الخارج.

لم يكن من السهل علىّ الترنح و التعثر كفتاه في تحتاج لمساعدة وانا اقترب من الاستقبال. هذا النوع من التصرفات السخيفة كان مزعجا إلى حد ما, لكن بالنسبة ليّ فقد قمت بعمل جيد. بمرور الوقت وصلت الى الاستقبال وامسكت بالطاوله في محاوله يائسه من ابقاء نفسي مستقيمة. إلى أن لاحظني موظف الاستقبال. بالطبع, لقد لاحظني بكل تأكيد.

"اممم....يا آنسه....هل انت بخير؟"

أجبته بنحيب حزين للغاية وترنحت بشكل غير مستقر...

"ارر..."

حاول موظف الاستقبال إيجاد طريقة تمكنه من الإمساك بيّ دون ان يكون الامر بذيئا. الذعر و الحيرة التامة ظاهرين على وجهه حول ما يجب عليه أن يفعل مع هذه الفتاة التي ظهرت أمامه فجأة. واخيرا توصل إلى الحل المثالي.

"ساره! هيلين!" نادي علي احدهم ولكن لسوء الحظ يبدو أن الموظفات كن خارج نطاق السمع.

"انا...لا, لا تنادي اي احد اخر, ارجوك." توسلت بهمس منخفض, وتعبير من الشفقة و الذعر مختلطين على وجه الشاب. يا إلهي, يا إلهي, انا جيدة حقا. إذا طردني السيد امبروس في يوم من الايام يمكنني ان اصبح ممثله "العار كبير جدا.... أرجوك سيدي لا تفعل."

"بالطبع لن افعل يا آنسه, إذا كان هذا سيضايقكِ." أجاب الموظف بحرارة "فقط اخبريني ما الخطب, وكيف يمكنني مساعدتكِ. هل ترغبين في الحصول علي غرفه للراحه؟ تبدين في حاجة للراحة."

"لا, انا..." هززت رأسي وغطيت وجهي بيدي, مسحت بعض الدموع الموجودة على وجهي... "انا لا اريد غرفه. لقد جئت...لقد جئت لكي..."

"اجل؟ اجل؟"

"اوه لا!" ابتعدت قليلا عن الشاب مترنحه يمينا ويسارا كما لو كنت على وشك السقوط. بدأ الأمر يكون ممتعا! "لا يمكنني أن أبوح بالسر إلى أحد! فالذي قام بفعله... الأمر مخجل للغاية. شفتاي لا يمكنها قول هذه الكلمات...لا, لا يمكنني اخبارك. حتي لو كان هنا..."

"من هو؟" سأل الشاب "هل قام احد ما بإيذائكِ؟"

"ارجوك! لا تجبرني على التحدث عن الأمر!"

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن