59- الخطاب الآخر

105 13 3
                                    

امتد الصمت و المئات من الناس ينظرون اليّ في ترقب.

ما الذي سأقوله؟ بحق السماء ما الذي سأقوله؟

فتحت فمي.

واغلقته مرة اخرى.

ثم فتحته من جديد.

واغلقته مرة اخرى.

لا يمكنني فعل هذا, لا يمكنني التحدث ضد كل ما أؤمن به!

ثم سمعت شهيقا من احد ما بين الجمهور المترقب. وبشكل غريزي نظرت في اتجاه الصوت و بصدمه شديده رأيت من يكون: باتسي ... رأيت في عينيها ما رأته هي. كل الاشخاص الاخرين قد يرون شاب صغير ذو شعر يصل إلى الكتفين يقف على المنصة, يفتح و يغلق فمه كسمكه ذهبية مختنقه, لكنها رأت صديقتها ليلي مرتدية بنطالا و صدرية قديمه فضفاضة, واقفه بين أسوأ أعدائها.

تلاقت اعيننا.

وفجأه جاءتني فكره.... فجأة علمت ما الذي سأقوله.

ابتلعت حلقى بقوه, رفعت ذقني وحدقت في الحشد والقوة والكرامة يلمعان من عيني – او على الاقل هذا ما كنت اتمناه.

"انا اعتقد..." قلت وصوتي لم يكن ضعيفا كما كنت اتوقع ان يكون "...إن الوقت حان في التفكير بشأن تحيزاتنا الباليه, اعتقد ان الوقت حان حيث علينا منح النساء الحقوق التي حُرمت منها لوقت طويل جدا. الحقوق السياسية هي حقوق للتعبير عن الذات. هل تحرمون المرأة من حق التعبير عن قلبها وروحها؟ أن تساعد في تكوين البلاد والتي هي بلدها بقدر ما هي للرجل؟ أنا أقف هنا اليوم لأخبركم: إننا نحتاج لحق المرأة في الانتخاب في بريطانيا العظمي!"

جاءت التهليلات و التصفيقات من نساء الحشد, حتى أنه كان هناك القليل من التصفيقات و التهليلات من أولئك الرجال الذين كانوا بطيئين للغاية ليدركوا ما الذي كنت أقوله بالفعل.

نحن نحتاج لحق المرأة في الانتخاب.

ليس نحن لا نحتاج إلى حق المرأة في الانتخاب.

من زاوية عيني يمكنني رؤية الابتسامات السعيده علي وجوه كلا من السيد كارترايت و ورفاقه وهي تتلاشى ببطء ... رأيت وجه السيد امبروس ايضا, وهو بالطبع لم يكن يملك ابتسامه سعيده على وجهه لكي تتلاشى في المقام الأول, لكني ادركت ان التصلب والشحوب المؤكد زحف إلى ملامحه.

"يا نساء ويا فتيات بريطانيا العظمي!" ناديت "لستن وحدكن! حتي..." كنت أجاهد نفسي لمنع ابتسامتي في الظهور "...من بين المحافظين المتشددين مثل السيد امبروس وانا, هناك أولئك المقتنعين سرا بصلاح قضيتكِ, وخائفون للغاية من الإعتراف بهذا!"

ادرت رأسي قليلا وأعطيت السيد امبروس ابتسامة, ابتسامة ذات مغزى. عيون كل افراد الحشد تبعت حركتي بافتتان. وجهه...أوه يا إلهي, وجهه!

بصعوبة تمكنت من ابعاد عيني عن وجهه لاواجه الجمهور مرة أخرى..

"لا تستسلموا! ففي نهاية المطاف ستنهار المقاومة والطريق سيكون مفتوحا لبريطانيا والذي من خلاله سيقوم كل الناس, رجالا ونساءا على حد سواء, سيكون مسموح لهم بالتعبير عن آرائهم السياسية بحرية وبدون الخوف من الانتقام. فقط انهضوا سريعا وستنتصرون!"

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now