7- طلبه الغير لائق

213 26 2
                                    

بمجرد ان اُغلق الباب من خلفي, انجذبت عيني علي الفور الي المجسم المظلم الواقف أمام النافذة في الجانب الاخر من الغرفه. كانت الستائر الثقيلة تغطي نصف النافذه الكبيره, وعلى الرغم من أن الوقت كان الصباح الباكر فقد كان المجسم النحيل ملتف بالظلام. لا يمكنني رؤية وجهه, لكني استطيع الشعور بعيناه تنظران إليّ.

تفحصت المكان من حولي سريعا, لا لوحات لمناظر طبيعية على الحائط, لا مفروشات, ولا حتي لوحة للأستاذ A يقف بجوار زوجته B مع كلابهم كثيفة الفراء. يا إلهي, هل هذا الرجل يعاني من حساسية تجاه الديكور؟ ربما كان يجب على اختيار ابسط فستان ليّ لاجل هذا اللقاء. علي يساري, كانت رفوف الكتب خشبية ضخمة تغطي جدار واحد فقط من الغرفه, لكن باقي الجدران لم تكن مغطاة ولا حتى باللوحات الخشبية كما هو معتاد في معظم المكاتب, لم تكن الحوائط ملونة حتى, لكنها تملك نفس لون الحجر الداكن المماثل للجزء الخارجي من المبنى.

اجل, لقد كان تشخيصي الخاص بحساسيته تجاه الديكور صحيح, حتى دون الحصول اى شهادة طبية.

عادت عيني على الرجل الواقف عند النافذه... فجأة, تحرك وجلس على الكرسي الخشبي الكبير, والذي كان قطعة الأثاث الوحيده في الغرفه مع رفوف الكتب. سقط الضوء من النافذة على وجهه القاسي ذو التقاسيم المنحوتة للسيد ريكارد امبروس. دُهشت لمرة اخري, فبالنسبه لكونه رجل, لكن شكله لم يبدو سيئا على الاطلاق. لسبب ما ارتفعت معدلات ضربات قلبي وأنا أنظر إليه.

"مرحبا." قال السيد امبروس بصوت بارد. "من الجيد قدومكِ, اجلسي."

فُتح فمي... توقعت منه ان يكون غاضبا.... يستشيط غضبا, لكنه ها هنا, بارد كالخيار.

بتردد اقتربت من كرسي الزائر المقابل لمقعده. وبمجرد جلوسي ندمت على ذلك. فقد كان هذا الشيء مصنوع من الخشب القاسي الخالص وهو ما جعله من المؤلم الجلوس عليه. فردت ظهري بشكل مستقيم ليتحسن شعوري قليلا.

وببطء مؤلم أراح السيد امبروس مرفقيه على المكتب أمامه واضعا يديه المشذبة بعناية فوق بعضها البعض ونظر ليّ بهذه العيون الداكنة بلون البحر الخاصته.... عيون داكنة استطعت ان ارى فيهما الانزعاج.

"حسنا؟" قالها بعد ثانيتين او ثلاثة من الصمت. "اعتقد اني اخبرتكِ بالفعل اني لا أتساهل مع مضيعين الوقت, يا آنسه...لينتون, صحيح؟"

اومأت.

"ماذا تريدين إذا؟"

ابتلعت حلقي ولم اقل اي شيء. يا إلهي..... كيف عليّ ان اصيغ الأمر؟

نظر ليّ لبضع لحظات اخري واضاف "إذا كنتِ قلقة بشأن توجيهي الاتهامات ضدكِ, فلا تقلقي. انا لا املك الرغبة في تدمير سمعة فتاه, خصوصا سمعة "فتاة" لا تملك عقل سليم." نظر إلى أسفل حيث الأوراق الموجود على المكتب "اذا كان هذا كل ما في الامر, آنسه لينتون..."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now