46- سياسة وخطط سرية

129 18 3
                                    

لا يوجد أي داعي للغضب! لا يوجد أي سبب للقلق! قلتها لنفسي وانا اقضم بقوة على لوح الشوكولاته الصلبة الذي وجدته على إحدى طاولات المُرطبات. ليس بأي شكل من الأشكال! إنه التصرف التقليدي للذكور, فهم يقدرون تلك الدميه الجميله المرتديه فستان الحفل أكثر من الفتاة التي اختارت بالفعل الخروج إلى العالم لتفعل شيء ما في حياتها. ولا يوجد أي سبب عن لماذا قد يجعلك هذا غاضبة! علي الاطلاق!

لكن هذا لم يفلح. لقد عملت الشوكولاته على تهدئة وتلطيف اعصابي قليلا, لكني لا زلت غاضبة. حين وصلت الى طاولة بها مقاعد شاغرة ارتميت على أقرب مقعد بها.

وهل تريد أن تعرف ما هو الجزء الأكثر إغضابا؟

هو اني لم استطع حتى معرفة سبب غضبي بالتحديد! اعني ليس وكأني استحق انتباه السيد امبروس, او اني حتي املك اي رغبه في هذا الأمر, فأنا سكرتيرته لا أكثر من ذلك لا اقل.

قررت أن سبب غضبي هو عدم المساواة في هذا الشيء.اذا فلن يزعجكِ الأمر على الإطلاق لو كانت الآنسة هاميلتون سيدة عاقلة وتعمل من أجل كسب لقمة العيش وتقف في وجه الرجال وقوانينهم الغير عادله. انه حق المرأة في الانتخاب الذي بداخلك هو ما جعلك تكرهينها بدون مبرر, وهذا كل ما في الامر.

شعرت بالرضا لاكتشافي هذا وانا سعيده للغايه بشأن تصرفي النبيل الذي لن ينحاز إلى شيء مثير للشفقة كشعور الغيره ذاك, أخذت قضمة أخرى من الشيكولاته وتنهدت شاعره بالقطعة تذوب في فمي.

اوووه....

الرجل الذي اخترع هذا الشيء هو الرجل الوحيد اللطيف الموجود على قيد الحياة! فهو عبقري والمتبرع لهذا العالم بأكمله. الشيكولاته الصلبة تصنع العجائب من أجل مواساتي. جلست عند الطاوله وبدأت اشعر بنفسي الهادئه تعود من جديد, تسائلت عن ما هي الخطوة التالية التي يجب اتخاذها فيما يتعلق بأمر إيلا وذلك المعجب الغير مرغوب به. ربما اذا ضايقته بشكل أكثر قليلا...

"ليلي عزيزتي!"

تجمدت في مكاني. جاء من خلفي صوت لا يمكن اخطاءه. انه قائد الغضب القادم من الجحيم! استدرت ورأيت خالتي تندفع تجاهي, ولكن للمرة الأولى لم اراها توجه غضب متجهم ناحيتي. بدلا من هذا لقد فتحت ذراعيها ودموع الفرحه في عيونها.

"تعالي الي احضاني يا اعز بنات اختي!" قبل ان استطيع الهرب والاختفاء ضمتني خالتي بين ذراعيها الى حضنها الهزيل. تراجعت قليلا وعانقتها في ذهول, ما كان هذا؟ هل يمكن أن هذه ليست خالتي وان الأخرى كانت توأمها الشرير؟ او تمثال شمعي متحرك؟ هذا هو التفسير الوحيد الذي توصلت إليه لهذا السلوك اللطيف و الغير طبيعي الموجود أمامي.

"لقد رأيتكِ ترقصين مع اللورد دالغليش!" قالت مفسرة ليتضح كل شيء امامي الان. انها لا تزال خالتي, بشحمها و لحمها "ما الذي تحدثتم عنه؟ هل كان مهتم بكِ؟ هل سترينه مره اخري؟ اوه ليليان, لا تقفي هكذا دون قول اي شيء. انتِ دائما ما تكوني هادئه يا فتاة! لن تحصلي على أي شيء ما لم توضحي ليّ الأمر!"

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now