20- تهديدات واسرار

118 17 1
                                    

في اللحظة التي رأيته فيها ادركت حينها اني مخطئه, مخطئة في شيئين على وجه الدقة:

اولا, الملف المفقود هام للغايه.

وثانيا, قد تكون فعلا رؤيه وجهه أمرا يستحق أن تخسر وظيفتك من أجله.

كان يقف هناك: في هيئه نحيلة, عاقدا ذراعيه بأحكام أمام صدره لتكشفان عن عضلات المشدودة أعلى ذراعيه. مرتديا معطفه الاسود, قميص أسود وبنطال أسود اللون أيضا كما لو أنه شكل من أشكال التهديد الليلي الذي جاء ليطرد الصباح قبل موعده المناسب. مع حقيقة أن وجهه يبدو وكأنه قد نُحت عن طريق بعض المتخصصين. ظللت مشلولة في مقعدي – ليس من الخوف, لا, بالتأكيد لا! انا لا اخف ابدا! او بالاحري خائفة نوعا ما...اوه, انا لا اعرف! مهما كان الأمر, عليّ ان اتماسك واهدأ.

"سيد لينتون" كان صوته لا يزال كما اتذكره, بارد وحاد. اومئ ليّ, ولكن قبل ان اتمكن من فتح فمي أو التفكير في الرد سار أمامي وتخطاني. نظرت إليه وهو يختفي بين الرفوف الموجودة في الطرف الآخر من مكتبي.

سيد لينتون؟ سيد لينتون؟ اذا هو سيواصل قولها, حتى بعد أن اضطر للتحدث معي الان؟

فجأه تلاشي الشلل الذي كانت اشعر به وقفزت من مقعدي, سأُريه! سأُرى هذا اللعين!

بثلاث خطوات سريعه اصبحت اقف بين الرفوف, حيث لا أثر له هناك, لكن باب الخزانه لا يزال مفتوحا, انه بالداخل.

للحظة شعرت برغبة في إغلاق الباب وايصاده – لكن لا. إذا قمت بخنقه في يوم من الايام, فسأريد ليدي ان تكون حول رقبته, فتركه يختنق هنا في هذه الخزنة محكمه الغلق هو أمر موضوعي للغاية.

اخذت نفسا عميقا ومهدئا وتبعته إلى الداخل وتوقفت في مكاني.

كانت الخزانة من الداخل في حالة فوضى, الملفات مبعثرة في كل مكان على الأرض. من بين الملفات المبعثرة على الأرض, كان يقف السيد امبروس مشغولا تماما يفكك ويفحص كل جزء من كل صندوق يجده, وبمجرد أن ينتهي منه كان يلقي به خلف ظهره على الأرض. كان يبدو وكأنه حيوان مفترس يختبيء بداخل جثة غزاله. ولكن الفرق الوحيد هو أنه في حين أن الحيوان المفترس قد وجد ما يريد ليسكت جوعه, لكنه هنا و الآن كان يخرج من داخلها فارغا.

"يجب أن يكون هنا" تمتم "يجب أن يكون هنا!"

"ما الذي يجب أن يكون هنا؟" سألته ليتجاهلني تماما. بحق الإله - اوه صحيح, يالها من مفاجأه! لماذا قمت بسؤاله حتى؟ فانا اعرف ما الذي يبحث عنه, صحيح؟ ملف S39XX300 , لكن ما الشيء المهم لهذه الدرجة في ذلك الملف؟

"يجب أن يكون, يجب أن يكون هنا." هو لم يقولها بغضب علي هذا النحو – ولكن الاصرار الموجود في صوته كان حديديا. مئات الملفات, والتي كانت قبل قليل مرتبة بشكل متقن, الان ترقد مبعثرة في جميع أنحاء ارضيه الخزانه الحديديه وهو لا يزال مستمرا في مطاردته الجامحه.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now