57- هل انا شامبانزي؟

120 15 1
                                    

"ما هذا؟"

لم يبدو صوتي كصوتي المعتاد ... بدا كما لو أنه قادم من مكان بعيد جدا جدا.

اندفع السيد امبروس خارج العربة ونظر ليّ "ماذا تعتقد ان يكون؟ إنها طريقتي لاعبر عن آرائي السياسية لصالح بريطانيا و الامبراطوريه."

بدا صوته كصوته المعتاد تماما, في الواقع لقد بدا كصوته المعتاد أكثر من أي وقت مضى خلال اليومين السابقين. معدوم من الود, معدوم من الاهتمام, معدوم من الأدب, معدوم من التظاهر.

ادركت فجأة ما كان سبب كل هذا. ترددت كلماته في رأسي كالجرس النحاسي الكبير:

يمكنك البقاء, حتى لو لم تغادر بإرادتك الحرة. فانا ساجد طريقه لاقناعك علي المغادرة.

هذه هي طريقته.... طريقته في التخلص منيّ, طريقته لجعلي اكرهه للغايه حتي لا اتمكن من تحمل وجودي برفقته بعد الآن, ناهيك عن وجودي في وظيفته. القيت نظرة خاطفة على اللافتة المعلقة أعلى المنصة وارتجفت. اذا هو يريدني ان اكرهه, صحيح؟ حسنا, انه يقوم بالأمر بالشكل الصحيح. أيا كان ما يمكنك قوله عنه, فهو يعرفني جيدا.

القيت نظرة خاطفة أخرى على وجهه الرخامي الغير متحرك.لا....لا يمكن انه يفكر في هذا, أليس كذلك؟ لا يمكن انه يقف الى جانب هؤلاء الذكوريين اللعناء؟

لكن نظراتي وصلت إلى عينيه الداكنتين الباردة كالثلج.

هل تمزحين؟ بالطبع هو كذلك! انظري اليه! انه علي الارجح من يقود حركتهم!

بقدر ما كرهت صوتي الداخلي في تلك اللحظة, لكني اوافقه لأول مرة. إذا كان هناك رجل يحطم أي شيء يقف في طريقه فهو ريكارد امبروس. الغطرسة و الذكورية الخام تخرجان منه في موجات لدرجة انهما اصبحا شيئا محسوسا تقريبا. اللقيط!

تصاعد الغضب بداخلي.

وماذا في ذلك؟ وماذا لو كان متواطئا معهم؟ تبا ليّ اذا سمحت لمؤامراته بمنعي من تلك الفرصة التي لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر! انا لا اهتم ما إذا كان يظن انيّ لا استطيع مجاراة الأخطار في وظيفتي, سأثبت له أنه مخطئ! وسأبدأ في إثبات خطئه هذا عن طريق التعامل مع هذه الإهانة! إلى أي مدى سيكون الأمر سيئا؟ كل ما عليّ فعله فقط الوقوف بجواره على كل حال.

اجل, الوقوف بجواره والاستماع إليه بينما يقوم بتشويه اكثر المعتقدات قدسية في قلبك.

اوه, شكرا جزيلا لك على تذكيري بذلك, شكرا لك!

ترجلت من العربة مستنده على يد السائق وسرت من خلف السيد امبروس الذي اتجه مباشره تجاه بوابة (تشامبرلاند) والحديقة الموجودة خلفها. علي الرغم من الجمهور المجتمع في الركن الشمالي الشرقي من الحديقة, لكننا لم نواجه أي مشكلة في ايجاد طريقنا تجاه ركن المتحدثين. لقد أفسح الناس المجال للسيد امبروس كما لو انه ملك إنجلترا. حسنا, فهو إلى حد ما كان ملك امبراطوريته الخاصة. لكن هل الناس من حولنا يعرفون هذا؟ أو أنهم شعروا فقط بالهالة الحديدية للسلطة التي تحيط به؟

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن