92- خاصتي و خاصتك

111 13 1
                                    

لم يستغرقني الأمر سوى نظرة واحدة سريعة من فوق الشجيرة لاتاكد أننا في المكان الصحيح. انزلت رأسي سريعا من جديد وهمست:"انه هو! لورد دالغليش هنا!"

"كيف علمت هذا؟" سألني السيد امبروس دون النظر اليّ, لكنه كان موجها نظره باستقامة من خلال فتحه من بين أوراق الشجر على الرجل الواقف عند مدخل المنجم المهجور "هذا ليس دالغليش! انا لا اراه في اي مكان!"

"اجل, لكن الحارس الذي عند المدخل...!"

"انه يرتدي زي الرسمي الفرنسي. أنه ليس من رجال دالغليش."

"اوه اجل, انه كذلك! لقد تعرفت عليه في اللحظة التي رأيته فيها. انه واحد من أولئك الرجال الذين كانوا على السفينة, واحد من أولئك الذين كانوا هناك عندما صعدت اليها."

احتدت عيون السيد امبروس على الفور وأزداد تركيزها. بدت وكأنها تحفر ثقوبا في الرجل الواقف عن مدخل المنجم القديم, الواقف مباشرة أمام لافتة قديمة متآكلة تقول: خطر! لا تدخل!

"هممم. حسنا, اذا كان بامكاني تزوير زي فرنسيا موحدا, فبالتأكيد دالغليش سيكون قادرا على ذلك. هو حتى لن يكون في حاجة لهذا, ربما يكون بالفعل متحالفا مع الفرنسيين. فهم لا يحبذون فكرة أن تكون قناة السويس تحت سيطرة رجل إنجليزي آخر مثله هو نفسه."

حدقت فيه بغير تصديق.

"انت...انت حقا تعتقد انه خائن؟"

"لن تكون تلك المرة الأولى."

جاءت لحظة الصمت, بينما أحاول استيعاب تلك المعلومة.

"حسنا" قطع صوته الصمت, باردا ومسيطرا "هناك احتمالين. إما أن يكون الحارس حقيقيا, وفي هذه الحالة سيقوم بايقافنا ببعض الأدب مثل (المعذره, سيدي)..."

"لقد اخبرتك انه ليس حقيقيا!"

"...او انك محق و أنه تحت رئاسه دالغليش, وفي تلك الحالة سيعاملنا على أننا جنود جيوش الرئاسة وسيدعنا نمر." القاني بنظره مظلمه "لكن في تلك الحالة, لا مجال للعودة. فبمجرد خروجنا إلى العراء, سيتوجب علينا السير إلى المنجم. أتفهم, سيد لينتون؟"

ترددت للحظة – ثم اومأت "اجل, سيدي."

"أعتقد أن الأمر لن يكون له أي فائدة في محاولة اقناعك بالبقاء في الخلف؟"

رفعت حاجبي "بعد القدوم الى هذا الحد, انت تريد مني البقاء هنا وان افوت كل المتعة؟ هل انت مجنون؟"

"لديك تعريف غريب لكلمة (متعه), سيد لينتون."

"وانت لا تملك أيا منها على الاطلاق."

"سيد لينتون؟"

"اجل سيدي؟"

"اصمت!"

"حاضر, سيدي!"

بطريقه منهجيه, أخرج ساعته من جيبه وعبث ببعض الأقراص. أردت سؤاله عن ما الذي يفعله, لكن ذلك سيتعارض مع البقاء صامتا. اخيرا, بعد أن شعر بالرضا, ترك ساعته..

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now