72- من حلم غير واقعي إلى كابوس رائع للغايه

134 17 2
                                    

استيقظت في غرفة تعذيب تشبه إلى حد كبير غرفة نومي. بالرغم من هذا, لا يمكن ان تكون غرفة نومي حقا. ففي غرفة نومي, رأسي لن يكون ممتلئ ابدا بهذا الألم الموجع, أو حتى لساني لن يجرأ لن يكون – ان يشعرني بهذا الألم.

هذه غرفة تعذيب. الان, عليّ فقط أنتظار وصول الجلادين, وحينها ستبدأ المتعه.

انتظرت.

وانتظرت.

وانتظرت مزيد من الوقت.

تحرك لساني المتألم وتأوهت والألم يتطاير من رأسي. بيأس حاولت التفكير في اي طريقه كنت قد تعلمته من قبل للتخلص من هذا الألم, لكن لم يأتي أيا منها إلى عقلي.

انتظرت اكثر قليلا.

ببطء, بدأ ألم رأسي الشديد في التراجع قليلا كما بدأ. ذكريات الليلة الماضية بدأت في العودة إلى عقلي الواعي.

الذهاب الي الجهه الشرقيه ... يا إلهي, هل زرت حقا ذلك الجزء المخيف من المدينه؟ يبدو الأمر كذلك, الصور من هناك كانت صحيحة, حتى لو انها مختلفة بعض الشيء. الحانة القذره...البحار القديم...ياللهول, قتال مسلح حقيقي! من المؤسف اني لم أحصل على ندبة جريئه ولطيفه من شأنها إبعاد الخُطاب عن طريقي طوال حياتي. العودة إلى إمباير هاوس في الظلام...المكتب...القُبلة...

تجمد عقلي في منتصف الفكره..

انتظر لحظه!

القُبله؟

انتصبت في جلستي وندمت على ذلك بشدة حين اندلعت موجة ألم ضربت جمجمتي علي الفور. وضعت كلتا يدي على عيني في محاولة لاغلاقها عن العالم, باعدت الألم جانبا وقبضت على تلك الصور الغامضه من الليله السابقه. لا! يا إلهي العزيز, لا...!

ابعدت يدي عن عيني, وحركتها علي وجهي, لاسفل حيث شفتي المفترقتين. انا واثقه انهم كانوا منتفختان بشكل رهيب, ضعف حجم تقريبا. لا شيء أقل من هذا التشويه المروع سيكون بمثابة عقاب التخلي عن كل مبادئي النسوية إرسال نفسي إلى رجل عن طيب خاطر, حتى ولو للحظه واحده.

ارتجفت, تذكرت فم السيد امبروس عليّ...الذكرى كانت مُلحه ولطيفة, بارد وشرس في نفس الوقت. لقد كانت مثل شيء ما لم اشعر به من قبل.

قلت مذكرة نفسي: بطريقه مقرفه تماما, بالطبع!

هاه! كما لو أن تقبيل السيد امبروس ليّ كان قد أثار اي مشاعر اخرى بدلا من الرعب بداخلي. لقد كان حقا رعب فظيع بشكل مروع, الطريقه التي داعبت شفتيه شفتي طالبه مني ان افتحهما, أن أهب نفسي اليه وللحظه نسيت اهدافي, احلامي, العالم وكل شيء آخر من أجل شعور ساخن داخل حفرة في معدتي والتي كبرت سريعا لتصبح عاصفه ناريه. ذراعيه ملتفان حولي مثل المكاليب الحديدية, عينيه المظلمتان كالأبار العميقة ومليئة بالأسرار التي لا اتمنى معرفتها. الحرارة التي انتشرت في جسدي تبدو وكأنها انجذبت إلى عينيه, واليه, من جسدي الي جسده, لتُشعرنا بالدفء, وتُلقي بنا في زوبعة من المشاعر.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now