24- جمال وخضراوات

159 20 1
                                    

تبعت السيد امبروس خارج الخزانة, كان قد خرج بالفعل من مكتبي ويقف الآن عند الباب الذي يصل بين مكتبه وكتبي, فتح الباب واتبعناه لداخل الغرفه الكبيره, الخاليه و الفارغه.

الغرفة التي لم تعد فارغة وخالية, لقد كنت مخطئه في ظني بأن مكتبي هو المقر الرئيسي لاصطياد اللصوص. لقد كان فقط مجرد مكان مؤقت حتى يتم تجهيز الأشياء هنا.

كان كل الرجال يقفون هناك: رجال بوجوه لا توصف....بملابس لا توصف. يوجد على المكتب خريطة عملاقة, اكبر من اي خريطه رأيتها من قبل, حتى في المتحف البريطاني. انها لا تعطي تفاصيل العالم, ولكن بالحكم على شبكة الخطوط المتعرجة تلك, فهي تعطي وصف لمدينة كبيرة بأدق تفاصيلها.

عرفت على الفور ما هي....خريطة لندن, خريطة صيادين.

بحق الجحيم ما الذي سرقه من السيد امبروس لتجعله يريد الإمساك به بهذه الشدة؟ ولماذا لا يريد أن يخبر أي أحد عن ماهيته؟ لماذا لا يريد اخباري؟

"تجمعوا" وقف السيد امبروس في مكانه عند المكتب واشار لكريم, وارن وليّ ايضا لنتجمع. اما عشرات الرجال الذين احضرهم وارن معه فهم يقفون عند مدخل الغرفه.

قام بعض الرجال بمن فيهم وارن - باستثناء السيد امبروس - بإخراج سيجارة واشعالها. لم اكن معتادة على الرائحة لأجعد انفي, لكن علي التعود عليها اذا كنت انوي حقا العمل بين رجال.

"علينا التوصل الى استراتيجية لتعقب سايمونز" قال السيد امبروس "اعطوني اقتراحاتكم يا السادة"

ويا السيدات, قلتها في نفسي ولكني لم اقلها بصوت عالِ. لكن بدلا من هذا قلت: "حسنا...ربما يجب علينا أن نبدأ في التفكير عن الدافع. لماذا سرق الملف؟"

"لانه اراد سرقته, هذا واضح" أجاب السيد امبروس "ربما كان علي توضيح الامر اولا: اعطوني اقتراحاتكم الذكية."

قاطعته "هذا ليس ما قصدته, اقصد...ما الذي يحتويه الملف؟ لماذا بالضبط أراد أن يأخذه؟"

"لن يعرف أحد منكم ما الذي في الملف, سيد لينتون. وانا لا اري ان هذا الشيء ضروريا بأي شكل من الأشكال."

أجبت بإصرار "انه ضروري اذا كنت تريد معرفة إلى أين سيذهب بالملف وماذا سيفعل به" ... يا إلهي, انه حقا يملك مشاكل متعلقه بالثقة "علي سبيل المثال – إذا كان مجرد ملف يحتوي على أوراق نقدية, فسيهرب به من المدينة. إذا كان وثيقه مهمه فسيحاول بيعها. إذا كان رسالة من احد عشيقاتك السريات, فسيقوم بأبتزازك."

مضغ السيد وارن سيجارته بين أسنانه. ببطء رفع السيد امبروس وجهه الذي كان يحدق في الخريطة ليحدق في وجهي انا بنظراته الباردة لاحاول قصارى جهدي النظر اليه دون ان اجفل...

"حسنا, انا اضمن لك يا سيد لينتون انها ليست رساله من احدى عشيقاتي السريات. فهن لن يُضيعن وقتهن في كتابه رسائل وهم يعرفون اني لن أقرأها."

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن