71- مهاراتي في اقتحام المنازل

119 16 4
                                    

لم يحدث شيء, لا شيء على الإطلاق...

كانت تلك الكلمات الأخيرة التي قالها ليّ تلك الليلة وهو يتكأ علي العربة, القي امرا علي الخفير الذي فتح على عجل البوابة الخارجية الكبيرة للفناء الخلفي. فتحت باب العربه المواجه ليّ و تسلقت. يبدو أن السائق لم يكن بحاجة إلى تحفيز آخر بعد هذا, يبدو انه يعلم جيدا كراهية السيد امبروس لتضييع الوقت.

"انطلق!"

جاءت صرخة السائق وتبعه ضربه من السوط. وبعد لحظات, انطلقت العربة إلى الأمام تتأرجح فوق حصى الشارع. الأشكال الضبابية للمصابيح الزيتية كانت تمر بسرعة بجوارنا, كما لو انها اشباح في طريقها إلى العالم السفلي. أتساءل لو أن أحدهم قد يقوم بايقافنا و مطاردتنا, او ربما يقومون بخشخشة سلاسلهم لبعض الدقائق لإخافتنا.

كان يحدق من النافذة و وجهه بعيدا عني. انه بارد وقليل الكلام أكثر من المعتاد. ما الخطب؟

"سيد امبروس؟"

صمت.

"سيد امبروس, سيدي؟"

المزيد من الصمت. صمت صامت استثنائي للغاية.

لكن لما يفاجئني الأمر على أية حال؟ انه السيد امبروس الذي احاول التحدث إليه بعد كل شيء. لسبب ما لازلت اتوقع منه ان يكون اكثر حديثا. لقد توقعته أن يريد التحدث بشأن شيء ما... شيء مهم. لاحت الذكرى على رأسي. رفعت يدي ولمست شفتي مرة اخرى. من جانبه البارد, رأيته يتحرك في مكانه بشكل غير ملحوظ تماما.

هل أنا...هل نحن...؟

لا, انا فقط لا استطيع التذكر.

اندفعت الشوارع بجوارنا كالحلم. تضاءلت المنازل, ضاقت الشوارع, لم يعد هناك المزيد من القصور الفخمة و الواجهات الرخامية التي لا تنسى, نحن الان نتجه عبر منازل الطبقة المتوسطة, المنازل الصغيرة الحجرية المريحة لبائعي الخضار, صانعي الأحذية و ربما ايضا ضابطي نغمات البيانو وأبنائهم الذين يقومون بأعمال غير مشروعة مع السيدات الشابات الشقراوات.

"اوه, يا إلهي.." تمتمت "لقد نسيت شأنهم تماما!" تجولت نظراتي الى نابليون الجالس بيني و بين التمثال الثلجي البارد للسيد امبروس الجالس في الزاوية.

"لا يمكنك الاهتمام بشأنهم من اجلي, صحيح؟"

هز الإمبراطور رأسه بقوة نافيا لأتنهد.

"كنت اعلم هذا. تبا! أتعلم انك لست سوى متكاسل بغيض, ألست كذلك؟"

أدار السيد امبروس رأسه نحوي ببطء وكانت نظراته تقطعني كشفره حلاقة مجمدة.

"لم اكن اقصدك," قلت موضحة "كنت اتحدث لنابليون."

أدار السيد امبروس وجهه من جديد بعيدا عني دون ان يتكلم.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Onde histórias criam vida. Descubra agora