تعرف؟ الحلم انعكاس للعقل الغير واعي، فهذا جعلني أتساءل؛ كيف لشخص بلا ذكريات مثلي أن يحلم، او ما قد يحلم به أساسا؟
أعني، الحلم مبني على احتياج، فأكثر ما انا بحاجة له الآن هو إيجاد مأوى.
حلمي أتي في سياق مختلف.
وسط كهف جوفي محمى، وقفت امام كيان ذي طبيعة حرشفية جبار، بالتوازي معي نفخ على جسدي الهزيل بهواء أثخن من الجو المحيط بي.
لحين خشيت من ايقاظه، كان قد صحا بالفعل، ورمقني بنظرات من عينه العظيم، مثل بوابة لعالم ثاني.
فكه الضخم جعلني اراهن ان بوسعه بلعي بنفس واحد.
تنين...
انتظرت مدة بسيطة، فلم يبدو عليه العداء، لذا مددت يدي نحوه لأجل التربيت عليه.
وقبل التمكن من ذلك حتى، صحوت على لعاب حيوان يلعق وجهي.
هل هذا ثعلب؟
الثعالب في المجمل مخلوقات جبانة، فلا أرى سببا يدفع واحدا للخروج في هذا الجو، الا لو ان العاصفة خمدت بالفعل.
"انقلع من هنا!!!" صحت على ذاك الثعلب، ففر دون مقاومة مثل هر مرعوب.
والآن، انا أفكر انّي اضعت فرصة للحصول على قبعة جيدة. لا مشكلة، لا زال معي جلد الذئب هذا.
عملية السلخ لم تكن سهلة، لكن الجلد بقي في حالة سليمة، مع بعض الثقوب وشرائح لحم سميكة علقت به.
انا جائع، لكن... حسنا، لا يمكنني المجازفة لأكل لحم ذئب او الشرب من دمه حتى. بسبب الثلوث والطفيليات، فلن أحب المراهنة على فرصة موتي بسبب الاسهال او التسمم.
عموما، استعملت قميصي لأجل ربط جلد الذئب الفضفاض بي، حيث ارتديت الجلد بالمقلوب تحت قميصي، واكملت السير.
أظن أن الأولوية للوقت الحالي هو تأمين مصدر غذاء وحرارة، او إيجاد حياة عاقلة مستعد لمساعدتي.
فقط، حينما هممت بسلخ الذئب، لاحظت انها انثى، فوق ذلك حلماتها بارزة، ما يعني انها مرضع.
الذئاب تتزاوج بالربيع، وتحمل لما يقرب 6 أشهر. بهذا المنطق افترض أنى في فصل الخريف. لا أدري ما افعله بهذه المعلومة، لكن هذا يعني اننا لسنا بالشتاء، وانما الثلج طبيعي في هذا الجبل؛ أيضا الدببة ليست في سباتها، فقد اصادف واحدا او اثنين.
بعيدا عن ذلك، كان لدي تصور، أكد لي عليه صوت الصرير الذي سمعته حينما هممت بالمشي، فوجدت 5 جراء تحت جدع شجرة.
تبا لهذا، الآن انا في ضائقة أخلاقية.
ليس وكأني اشعر بالسوء لقتل ام هذه الجراء، لكن... ماذا عنها الآن؟ ليس وكأن بوسعها النجاحة لوحدها في هذا الجبل، فموتها حتمي. وطبعا، انا لن احميها، ففاقد الشيء لن يعطيه.
أنت تقرأ
Beyond the Blank Page
Adventureفي عالم تتشكل فيه الهوية من خلال الذكريات والتجارب، يجد الفرد نفسه غارقًا في بحر من عدم اليقين. يُعرف هذا الشخص الغامض باسم كايوس فقط، ويستيقظ بذاكرة حية واحدة وسط مساحة شاسعة من المرج الأخضر. مع عدم تذكر ماضيهم، يبدأ كيوس (Caius) في رحلة لاكتشاف ال...
