حيوان البطل الأليف

19 2 7
                                    

الفأس بيدي، والشجرة هي هدفي. بنيتي اتقان حركة الرمي خاصة رجل، لكن... بدون فائدة.

جانبي على بعد بضع أمتار، الطفلة الصغيرة ريزو تراقب في ملل، مسندة وجهها بيديها معا. ثم قالت بنبرة بها امتعاض بسيط "انا اراقبك منذ مدة، ولم أود التعقيب، لكن تدري ان لا جدوى مما تقوم به، صحيح؟".

تجاهلت -أنا- هذا التعليق.

وجدت ان فؤوس الرمي نفدت، فمشيت نحو الشجرة لأجل لمها من جديد. وببساطة، أرميها، اجمعها، ثم اعيد الكرة مرارا.

قال ريزو في محاولة منه اقناعي "التدرب على تقنية سحرية دون سحر فعلي مثل محاولة الزفير بصدر ليس به هواء. وقتك محدود، فلما لا تجرب شيئا مختلفا؟".

ليس وأني لم أدري، لكن شكلي مثل رجل سكير يبحث عن مفاتيحه أسفل عمود انارة. هو على علم انها ليست هناك، لكنه لا زال مستمرا بالتفتيش كونه المكان الوحيد المنار للبحث فيه.

خياراتي ضيقة، ولا أمتلك حيزا كبيرا للتجريب. هذا كل ما أملك كرأس خيط. هو، وجانبه حلمي من وقت سابق.

وهذا ذكرني.

"هيه، ريزو..."

رفع بصره نحوي بزاوية بسيطة، وقال بفضول "ما الامر؟".

"أخبرني، لما قتلت هونو؟".

أغمض عينيه، وصمت في تفكير بسيط، ثم قال "لسببين في الحقيقة. الأول هو تصورك انّي أبيض طائر، فوجدت ان الممتع المشاركة في خطتك الصغيرة تلك. والثاني ان هونو ذاك كسر شجرتي المفضلة".

"شجرتك المفضلة كيف؟".

"هي الأعلى قمة، الأكبر عمرا، وفروعها متشابكة بشكل طبيعي ما يجعلها مريحة للجلوس... هذا من منطق طائر كبير الحجم مثلي. وان لم تخني الذاكرة، فربما انا و رين من زرعناها قبل 120 حينما أوقعنا بذرة. ربما هي تلك، او ربما هي شجرة اخرى".

حسنا، انا لم أكن اعلم ان تلك الشجرة تعني له كل هذا. والآن، انا اشعر بالسوء لتخريب ذكرى مشتركة مع شخص عزيز. فقط أتذكر كيف ان ريزو لا يستحق، فأتوقف عن اتعاب نفسي بالتفكير. المشكلة فقط ان كسر تلك الشجرة كان جزءا من خطتي لأجل استدراج أبيض طائر، وهو يدري ذلك. أنا فقط أحيي قدرته على ضبط النفس وتصفية النية تجاهي.

تحذير حرق، تلك الشجرة لم تكن المعنية. اسمها شجرة البطل (او جناح رين)، التي زرعها رين قبل 120 سنة، لكن ليس هذا الجبل.

ولا ألوم على النسيان، فبالرغم من تنكره الحالي، ريزو معمر مقارنة بفصيلته.

وهذا طرح سؤالا جيدا، اقصده جلب سيرة رين للمحادثة.

"حقا؟ ما علاقتك بـ رين على كل حال؟"

أجاب بشكل عفوي "هو الذي فقسني من البيضة، فبقيت حيوانه الاليف منذ ذلك الوقت". صمت مدة بسيطة، ثم أكمل "فريق البطل كان مكونا من 4 افراد مع حيوانهم الاليف، وانا من مُلئ بي ذلك الفراغ".

هو الحيوان يعني؟ لكم هو موقف شاعري، ولكم هو ساخر قولها عن نفسه بهذه الطريقة المباشرة. انا فقط فكرت، لو انه فقط حيوان اليف بفريق البطل، فكم تبلغ قوة الأربعة الاخرين؟

"انت بمثابة اخ لي يعني؟"، سألته، وأنا كلي امل ان يجيب بالرفض. والمشكلة انه ظل في صمت، كما لو انه لم يتقبل مني تلك السخرية. ولو علق بأي شيء لكان هذا أرحم لي.

أردت تغيير الموضوع، فطرحت سؤالا شغلني منذ مدة ليست ببعيدة "لما انت متنكر بهيأة طفلة؟".

رفع يديه، وبدأ بالاضطلاع بصريا على جسده، لألا تكون به شائبة ما، ثم سأل "ظننت ان قربي منك شكليا سيساعدك على الاسترخاء بحضوري".

عم الصمت بيننا لبرهة، لا أدري هل أخبره انّي أفضل شكله الأصلي أكثر – كطاووس ملكي، لكني صدقا لا اريد التعزيز لكبريائه حتى لا ينفخ ريشه عليه - حرفيا.

عدت لرمي الفؤوس من جديد، حتى حان وقت الغذاء.

نهض ريزو، وتقدم نحوي على مهل.

"ما القصة؟"، سألته.

مد يده نحوي، حتى أومض جسدي بنور بسيط.

الظاهر انه القى عليّ تعويذة لسحر الجرس، حتى لا ابتعد وهو في طور الصيد.

لحين أظن ان هذ الرجل اكتفى، يهم بدفن أملي بالهرب تحت الثلج أعمق وأعمق.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now