ما بعد نهاية المدينة: مباراة العودة

12 3 3
                                    


عودة لـ ريسا، حيث لا زال اكنو واقفا في استعداد لبدء الاشتباك. لكن، قبل ذلك قال "لقد عدت للمدينة لأجل استرجاع سيفي. تعرفين ما وجدت هناك؟".

أمالت ريسا رأسها بظرافة، وقالت "لا شيء؟".

أجاب اكنو مؤكدا "بالضبط".

اندفع اكنو بسرعة جبارة، لكن ليس تجاه ريسا نفسها، بل كيوس فاقد الوعي. وقبل أن يطال سيفه عنق هذا الأخير، سُمع صوت ارتطام جسدين صلبين مع بعض، فتصاعد الشرار مثل فرك حديدتين.

ريسا ليست لها القدرة على لمس سيف اكنو، لكنها استعملت قرنها المنزوع كخنجر، به صدت الهجمة.

قال اكنو "يفترض بأي مادة سحرية أن تتحلل الآن".

اجابت ريسا "القرن مجرد عظم صلب".

دفعت اكنو بعيدا بحركة واحدة من يدها، ووقفت قرب كيوس كجدار حام.

قال اكنو "لا أظن أن بوسعك القتال ومعك ذلك الوزن الإضافي".

ردت عليه ريسا "وماذا عن شرفك كمحارب، حتى تستغل نقطة ضعف مثل هذه؟".

قال اكنو مجيبا "وما حاجتي بالشرف ضدك أساسا؟".

تصاعد بينهما الاشتباك، ما لم يكن في صالح ريسا. خوفا على كيوس، لم تقدر على استعمال أي نوع من الأسحار واسعة النطاق. اكتفت فقط في الاشتباك البدني، ضد عدو لمسة واحدة منه قد تؤدي للموت.

وفي مرحلة ما، فقدت ريسا توازنها لثانية، ما كان كافيا لـ اكنو حتى ينتزع القرن. ريسا أمالت جسدها في اللحظة الأخيرة، لذا بدلا أصابت القرن المتبقي على رأسها، انزلق السيف حتى بثر بدءا من كتفها.

انسحبت ريسا، تاركة ذراعها جانب اكنو. هذا الأخير لم يتأخر ثانية واحدة في طعنها بالسيف، حتى تخللها السم من الفضة السوداء، وتحول سحرها الى تراب، مثل ما حصل ليد فونتي. لكن، ريسا ظلت مبتسمة.

اكنو قريب من كيوس، عكس ريسا التي انسحبت لخلق مسافة، والتي لن تصله على الوقت لو قرر اتخاذ حركة ما.

مد اكنو سيفه، حتى صار أمام عنق كيوس، وقال "مات الشاه".

ضحكت ريسا على تهديده الأجوف، وقالت "لنكن واقعيين. ليس في صالحك قتل ذلك الطفل، فهو السبب الوحيد الذي يمنعني عن استعمال تقنيات واسعة المدى. انت لن تقطع حبل نجاتك، أليس كذلك؟".

سأل اكنو "ما أهميته لك على كل حال؟".

أومأت ريسا برأسها للرفض "لا سبب لدي لشرح هذا لك".

من يدها المتبقية استحضرت رمحا من الظلام الصلب، ما كان عقيما بالنظر لقدرة سيف اكنو. هذا لم يترك له خيارا سوى التعقيب "انت تدرين ان السحر عديم الجدوى ضدي؟".

قالت ريسا "لا داعي للاستخفاف بي بني، وقد عشت ضعف عمرك".

لا زالت ريسا على عادتها للتفادي، ولأجل الحفاظ على الرمح لم تستعمله لصد طعنات اكنو. إلى أن في مرحلة، بشكل لم يتوقعه، لان الرمح فجأة حتى تحول إلى شكل يشبه الحية. بسرعة التف حول جسد اكنو، مخلفا عليه العشرات من الجروح والطعنات، دون التلامس مع سيفه حتى.

حينما فقد اكنو التوازن، استعملت ريسا يدها لأجل اصابته في الرسغ، حتى شلت يده بما يكفي ليفلت السيف.

بقدمها، سحبت حجرا ما كان على الأرض، استعملته كحائل بينها وبين السيف حتى تركله بعيدا دون لمسه مباشرة.

"هناك أكثر من طريقة للتعامل مع الخصم دون احتكاك مع سلاحه"، "سيفك هو المنيع ضد السحر، وليس انت"، قالتها بنبرة بها تعالي واضح، بما ان مصير اكنو بيدها الآن.

هو لا يزال مقيدا بسوط الظلام، وجاهز لتلقي الهجمة النهائية، لكن ريسا تحسست شيئا من بعيد مصوبا نحوها.

سلسلة رماح من النور أتتها من خلف، هذا ما سهل عليها تفاديه، لكن لو فعلت، فستصيب كيوس من جديد. لذا، بقيت ريسا مكانها وهي على علم بما سيجري.

فاضت بركة من الدم على الأرض، وذلك الألم جعلها تفقد التحكم بسوطها لبرهة، كذلك تأثير رماح النور كان كافيا لإلغائها.

اكنو قريب بما يكفي لأجل كسر ذلك القرن، لكن من تجربته السابقة هو يدري صلابته واستحالة كسره بيده العارية، لذا انسحب لالتقاط سيفه من جديد.

بينما ريسا استدارت حتى تلمح فونتي المحلق على ارتفاع شاهق يرمقها بنظرات غاضبة، محاطا بالعشرات من رماح منيرة جاهزة للانطلاق في أي لحظة.

وضعت ريسا يدها على الفجوة في قلبها، وقالت بهمهمة "يوم جميل للموت".

رفعت يدها نحو فونتي مشيرة عليه بجرم داكن شديد الثقل، لكن اكنو تحرك بسرعة لقطعها قبل أن تطاله.

بعد كم بسيط من الاشتباكات أدركت ريسا بالطريقة الصعبة عدم الجدوى. اكنو بحركته يلغي أي تقنية تطبقها، بينما فونتي يدعمه بسحر النور من بعيد. لن تستطيع الهرب بقوة، لأن الاثنين يطوقانها، ولسبب ثاني لا تود ترك كيوس. ووجود هذا الأخير يحد من نطاق تقنياتها الهجومية.

بعد أن أدركت ريسا كل هذا، قالت من جديد "يوم جميل للموت بالفعل".

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now