المشعوذة الأناني: ولادة بطل

13 2 9
                                    


في أحضان غابة كثيفة من الأشجار، حيث اختلط نسيم البحر المالح مع الأمواج اللطيفة المتكسرة في مكان قريب، وقف فونتي، وهو يودع القرية التي احتضنت فتوته.

شحن الهواء تحت قدميه مستعدا للطفو أبعد ما يقدر، تجاه العاصمة الإمبراطورية لأجل إكمال تعليمه الأكاديمي، وهو محمل بذكريات بسيطة من التي قضاها مع اكنو ووالده وقت تدريبهما.

اعتلى وجهه إحباط بسيط من حقيقة ان اكنو لم يأتي لموعد اللقاء، لكن نظرا لطبعه العنيد، لم يفكر مرتين في الموضوع... أو ربما فعل.

توقف فونتي عن الحوم مؤقتا، وبقي عالقا في الهواء يفكر. هل فعلا اكنو تعمد عدم المجيء لتوديعه، أو أن مكروها ما قد أصابه. لم يدر فونتي كيف عليه التصرف، لذا بقي في مكانه يجهل ما ينتظر بالضبط.

بلمح البصر، ومن نقطته العمياء، وخارج نطاق رصده السحري، تعرض للهجوم من طرف جسم ما يحمل أداة حادة. وليس كأن فونتي نفسه كان الهدف، وإنما عصاه السحرية فقط.

بمجرد أن تم شطر النواة نصفين من طرف سيف أسود، خسر فونتي قدرته على التحليق، فاستسلم للجاذبية التي أجبرته على الوقوع تجاه الأرض.

بدون أي أدوات أو تقنيات للوقاية، احتمل الصدم بظهره كاملة، فبدأ بالتدحرج يحاول تخفيف الألم على نفسه.

"فعلا، المشعوذون عديم الجدوى دون عصيّهم"، وردت أذن فونتي كلمات شماتة من قريب، صدرت عن الشخص الذي قلق بشأنه قبل برهة. فظهر اكنو الطفل واقفا بملابسه القرية، والسيف الأسود مسند على كتفه.

"أيها الأرعن، لما فعلت هذا؟ ان ظهري يقتلني؟"، صاح فونتي في وجهه معترضا على صخب هذا المقلب الرخيص.

أجابه اكنو "استعمل سحر العلاج على نفسك إذن".

"وكيف تتمنى مني فعل هذا دون عصاي؟ احملني للطبيب بسرعة أيها الممسوخ!!!".

سمع فونتي صوت ارتطام خشبي بالأرض، فحوّل بصره بذلك الاتجاه حتى يدري ما هي. وخلاف لما هو متوقع، فقد كانت عصا سحرية لم ير لها فونتي مثيلا قبلا.

لم يقدر على تحمل الألم، لذا امسكها بسرعة ودون تفكير حتى يتمكن من إلقاء تعويذة علاجية على نفسه. ومثل ما لم يختبر بجسده قبلا، فشدة سطوع النور دلت على تضخم هائل للطاقة السحرية. لذا استغرب ما تلك العصى، ومن اين جلبها اكنو بالضبط.

بتعبير يخلو من المشاعر قال "لن تحرج نفسك في الأكاديمية الإمبراطورية مع هذه العصا، أيها القروي".

وقف فونتي، ثم نفض الغبار على نفسه بسحر الريح. غير انه تعمد جعل التيار الهوائي اقوى، حتى ينثره على اكنو بالمقابل. وبعدها سأل "من أين لك هذا؟".

"والدي غريب الأطوار أهداها لي، رغم كوني جافا من السحر. لذا قررت التخلص من الانتيكة برميها عليك".

Beyond the Blank Pageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن