النجاة من العاصفة: الأبيض الطائر

20 3 1
                                    

عدت للغابة من جديد متسكعا، لا أدري ما قد اصادف، لكن ليس لي أي خيار.

وربما انت تتساءل لما لا أنزل من الجبل وحسب. الجواب بسيط، انا لا أدري كيف. لا أدري كم تبعد عني أقرب أرض مأهولة، او اين أجد شخصا قد يود مساعدتي. انا حتى لا أدري ما إذا سأصادف غابة يمكنني التزود منها. صحيح ان معي فرو ذئب، لكني بحاجة لمعطف فعلي. انا لن أصمد لو علقت بعاصفة أخرى.

في الطريق، لمحت شيئا لا نراه كل يوم، وهو جسد غزال بري رطب على قمة شجرة. معلقا بين اغصانها، رأسها المرخية منحنية للأسفل تقطر دما.

في عالم الحيوان، هذا ذكرني بنمر الجاجوار، حيث هذا الأخير يعمد لحفظ فرائسه على فروع الأشجار، حتى لا تتسلق لعندها بعض المفترسات الثانية، او تعيق إيّاه وقت الأكل.

وانا هنا في حضور غزال ميت بقمة شجرة. لا يمكنني التفكير في سبب مختلف. ورغم طمعي فيه، الا ان التسلق لعنده ليس أفضل اختيار. انا لا أدري كيف، وما أدراك مع دراعي المصاب.

مهلا، شيء ما يقترب مني.

تقول القاعدة: لو قابلت دبا بنيا، فأفضل ما يمكنك عمله هو الاستلقاء والاستسلام، بينما في الحالة الثانية عليك مقاومة الأسود.

الذي امامي الآن دب بني. وطبعا، لا حظّ في قتال هذا الشيء. على عكس ذاك الذئب الهزيل من وقت قريب، انت لا تدري كم ان هذا الشيء له جلد ثخين تحته دهن أكثر ثخانة.

أساسا ادعاء الموت نقطة قوة لي، بما انّي لن أحاول التمثيل. انا ميت من الداخل مسبقا.

الظاهر انّي لم احتج حتى، بما ان الدب لم يكن مهتما بي. وبشكل مفاجئ، شرع بالتسلق نحو الغزال، وانا راقبته.

انا أدري ان الدببة متسلقة جيدة، لكن هذا مخيف ومفزع لرؤيته مباشرة. المرة التالية سأحاول تجنب الهرب للأشجار، او سينتهي بي الامر عالقا بالقمة لحين يطالني على أقل من مهله.

وفي اللحظة التي لمس فيه الدب الغزال، بدا ان سحرا ما تفعل.

بوسعي التمييز تولد مجرى طاقة بسيط في الجو.

ومن العدم حضر طائر أبيض جبار، حجمه يعادل 3 دببة على بعضها البعض. بمخلبه العظيم حمل الدب مثل الفريسة، وحلق به عاليا.

هذا ما يمكنك تسميه بـ"الأبيض الطائر"، مخلوق من الشياطين الدنيا.

بعد ما هزم "البطل" ملك الشياطين في حدود 30 سنة، تبعثرت جيشه دون قائد له، وتوزع على الاقطاعات. وهذا كان أحدها.

الأبيض الطائر يترك ما تبقى من فرائسه على أغصان الشجر، لكن لسبب مختلف عن الجاجوار. ليس بنيته حفظها، بل استعمالها كطعم لأجل استدراج مفترسات أكبر حجما، وخطفها من فوق الشجر حيث يمكنه ان يطال.

الأبيض الطائر مصنف كشيطان، هو يستعمل السحر، تحديدا يستعمل نوعا اسمه "الجرس" حيث يقوم بتعليق التعويذة على أي ما يصطاد - مثل الجرس، حتى يبث له نبأ انذار من مسار أحدهم بها، فيطير منقضا عليه أينما كان في الغابة.

انا في امان نسبيا، بما انه يتفادى التحليق على ارتفاعات منخفضة حتى لا يرتطم جناحاه بالشجر، كذلك هو لا يهتم بالبشر لقلة اللحم بهم. الحالة الخاصة هم البشر مستعملو السحر، لأن قيمتهم الغدائية اعلى للوحوش.

لست بحاجة للقلق بشأن هذا على الأقل. والجانب الجيد ان الأبيض الطائر قد أسقط بالفعل الغزال حينما حاول صيد الدب، ما يعني فريسة سهلة لي.

من قبل حقرت الضباع وطيور العقاب لترصدهم ببقايا المفترسات الأكبر حجما، لكن الآن فهمت نجاعة استراتيجياتهم. جوهريا، انا لا اختلف عنهم في هذه النقطة.

يعيش منطق الطفيليات!!!

انا سعدت بذلك الغزال، بلحمه، وجلده.

أيضا، وجدت حلا بديلا لقتل الرجل العدواني.

لو ان دبا عاديا لم يفلح، فلن أبتعد كثيرا عن فكرتي الاصلية. هذه المرة سأجلب له وحشا سحريا، أكبر ما يسكن هذا الجبل.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now