النجاة من العاصفة: ثناء الأبيض الطائر

25 2 5
                                    

حشوت بطني بلحم الغزال، حيث ان البرد حافظ عليه في وضعية لا بأس بها. وعلي القول، أدري ان لحوم العواشب أفضل، لكني لم أتوقعه بهذا الشكل أيضا. والآن، انا أخشى انّي قد لا أرضى بتناول أي لحم آخر بعد هذه الوجبة.

وبعد ما شبعت واطمأن قلبي قليلا، وجدت حيزا للتفكير. لما أعطيت الأولوية لقتل الرجل أساسا، بينما كل شخص يكافح لأجل نفسه. انا نيتي فقط في نزول الجبل نحو أرض أكثر خصوبة.

تفكيري كان موجها، لذا غفلت عن احتمالية اقتحام كوخه حينما لا يكون بالجوار وحسب. في النهاية، لا شك انه سيخرج لسبب أو آخر.

ظللت عاكفا جانب ذاك الكوخ، وترقبت فرصة حتى أتحقق فيها من مغادرته، والتي لم تكن بذلك البعد.

رأيته يخرج ومعه صنارة وسلة، ما يوحي بوجود بحيرة قريبة من هنا. وقد أستفيد من هذه المعلومة لاحقا، بما انّي كذلك فضولي تجاه مذاق لحم السمك.

انتظرت بضع دقائق حتى أتحقق من عدم عودته، وعزمت على الدخول والاقتحام.

كما هو متوقع، الباب مقفل، لكن معي فأس، فخلعت القفل.

حظ سيء.

الرجل العدواني مستعمل سحر قبل كل شيء، وقد ركّب سحر الجرس على الباب مثل ما يفعل الأبيض الطائر لفرائسه.

الآن عليّ الهرب، لكنه سريعا ما حضر، حتى قبل ان أقدر على اتخاذ قرار ابتعاد.

"رجاء، انتظر، لا تهاجمني... كل ما اريده هو النزول عن الجبل".

أخيرا، أخيرا نطقت بشيء ما. المشكلة ان الرجل العنيد لم ينصت.

"لن تخدعني أيها الشيطان، والآن مت".

حسنا، الشياطين مخلوقات لها القدرة على التنكر بأشكال بشرية، غير ان هذا لا يخفي قرونها. وطبعا، انا ليس لي قرون، فلا أدري ما يتحدث عنه هذا المخبول. اظن انّي فقط سيء الحظ بما يكفي حتى أتورط مع الشخص الغلط.

على حزامه زوج من الفؤوس، سحب احداها ووجهها نحوي، ومن تفاعلي السابق معه، (في الباب او مع الدب) أدري ان هذا الرجل لديه نوع من سحر الفؤوس، الذي يخوله قدفها بسرعة عالية. وسرعته القصوى كانت ما يقرب 100 كيلو في الساعة.

أظن ان بوسعي التعامل مع هذا.

كنت على خطأ، ولاحظت كيف ان الفأس مرت جانب وجهي سالخة القليل من جلد خذي.

خطأ في الحسابات، هذا الرجل كان يتحفظ. سرعته القصوى في الرمي وقت الجد هي 250 كيلومتر في الساعة.

انا حتى لا زلت واقفا امام كوخه، لكنه لم يتردد في رمي الفأس نحوي، وهي الآن قد دمرت واحدا من جدرانه الأربعة.

لا أدري ما الضغينة التي يكنها تجاه الشياطين، لكن هذا سيء للغاية... سيء لي انا من لست شيطانا.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now