النجاة من العاصفة: بقاء واستدراج

27 2 5
                                    

تعرف؟ التعرض المطول للبرد يحفز الرغبة في التبول. عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة منخفضة، تحدث عملية انقباض في الأوعية الدموية للمساعدة في الحفاظ على الحرارة الجسدية. هذا التقلص قد يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الكلى، مما يرفع من إنتاج البول.

هذا ليس موضوعنا، بل حينما حاولت التبول، والذي كان اول واحد في حياتي، لاحظت شيئا بسيطا. انا مثل ذكر يستكشف ذكره اول مرة... وهو ليس شعورا جميلا البتة.

ليس وكأني سأستفيد شيئا من هذه المعلومة، لذا لنرمها جانبا. انا لا اريد شغل نفسي بما لا أرى نفعا فيه للوقت الحالي.

لكم التبول مؤلم، وانا لا احتوي أي سوائل في جسدي بالكاد.

أيضا، بسبب تعرضي المطول للبرد، انا قلق من الحمى.

علي تدفئة نفسي في أقرب وقت. لن أتلقى العناية من أحد غير نفسي، فوقوعي هنا يعني الموت.

أعتقد انه قد حان وقت الأكل. أكل ما تسأل؟ حسنا، لحم الذئب.

كبداية جمعت بعض اغصان رقيقة وألحية شجرة جافة، وكدستها على بعض. انت الآن تفكر بالحركة الكلاسيكية لفرك الخشب ببعضه، لكن هذا لا زال متقدما بالنسبة لي صراحة، خاصة مع ذراعي المصاب.

شحذ قطعتي حديد ببعض يولد بالمثل الشرار، فقد أكون محظوظا في هذا. في النهاية، لدي خنجر وفأس.

مررت الخنجر على سطح الجانب للفأس. لم أقم بالعكس، لأن الفأس أثخن من الخنجر، كذلك لم أرد ضمنيا التفريط في هدية كيريو.

وبعد كمّ من المحولات ولدت شرارة لا بأس بها، أوقدت الحطب.

قطعت لحم الذئب على شكل شرائح صغيرة حتى يسهل طبخها، وعلقتها بخشبة فوق النار.

مشكلتي لم تكن مع لحم الذئب نفسه، بل في كونه نيئا. بهذا قد أتخلص من تلك الطفيليات الصغيرة، الى جانب ان الطبخ يعمل على تفكيك اللحم فسيسهل عليه مضغه وهضمه.

نصيحة اخوية، لحم المفترسات ليس لذيذا لتلك الدرجة. ليس المذاق ما ابحث عنه، لكن هذا مخيب للأمل أكثر مما ظننت.

على الأقل كيلو اللحم هذا قد يمنحني دفعة لبضع ساعات. وتبا، عليّ القول كم ان هذا مبهر لي كوجبتي الأولى. أحب الافتخار بأن اول ما أكلت هو لحم ذئب صدته. لا يمكنني تخيل flex أعلى من هذا.

مضغت ومضغت، حتى أشبعت حواسي، وبهذا أكون أتمنى ان الامر قد انتهى.

لا ازل بوسعي استغلال النار لأجل اذابة الثلج وشربه، او حتى مزجه ببعض الأعشاب وجعله شايّا. انا فقط بحاجة لإناء معدني، وهذا يعيدني لمشكلة المعدات. انا لا زلت بحاجة لذلك الرجل العدواني.

حينما صارعت تلك الذئبة تعلمت شيئا بسيطا، ألا وهو اننا لم نحمل دوافع شخصية تجاه بعض، وانما كان مجرد تضارب مصالح. هي ارادت طعاما حتى تتمكن من ارضاع جرائها، بينما انا احتجت ما أتدفأ به. هذا الطبيعي في البرية، فقررت الحدو به.

لو ان الرجل لن يشاركني موارده طواعية، فربما عليّ قتله وانتزاعها منه بالقوة.

مشكلة، الرجل أقوى مني بكثير.

الحل؟ فخ.

لما الثعالب تراقبني؟ استدرجتها الرائحة؟

الخيار المنطقي، اجعل البلطجي يقتال بلطجيا آخر مثله. لو استطعت جعل ذئب يهاجمه مثل ما حصل لي، فقد يموت مقتولا دون حاجة مني للمسه حتى.

كيف يمكنني استدراج ذئب؟ طبعا، انا لن أجعل واحدا يطاردني حتى كوخه، فأنا لن أسبقه جريا. عليّ إيجاد طريقة استدراج واحد.

الحيوانات مخلوقة بسيطة، همها في الطعام والتناسل، لذا...

أظن انّي وجدتها. لكم هو جميل بالفعل العصف الدماغي هذا.

ما قمت به تاليا، هو جلب آخر ما تبقى معي من لحم ذئب. اشعلت نارا قرب الكوخ حيث لن يراني الرجل، ورميت اللحم فوقه.

لست متأكدا من النتيجة، لكن انوف الحيوانات حساسة، فلا شك ان هذه الرائحة الفواحة قد تستدرج مفترسا ما. بمجرد ان يفرغ من التصرف باللحم، فقد يلاحظ كوخ الرجل.

وهذا ما قمت به، وانتظرت.

المصادفة، ليس ذئبا من حضر، بل دبا بنيا مكتمل النضج.

هذا حظ جميل.

أملت انطلاق المواجهة، خاصة بعد ان رأيت كيف ان الرجل العدواني من خرج تلقائيا من كوخه.

بيده فأس واضحة بشكل ملحوظ. ومثل ما فعل معي في وقت سابق رماها نحو الدب بسرعة مدفعية، فقسمه نصفين بالطول من الراس للذنب.

مخيب للأمل، والقتال انتهى أسرع مما ظننت. أعني، كونه ساكنا الجبل منذ مدة، أملت تعلم تقنية مصارعة دببة من مراقبته. الآن، تُركت مع تقنية لن أتعلمها بنفسي حتى لو حاولت.

كنت مختبئا بين الأشجار، فلدي امل بسيط انه لم يلاحظني. والآن، هذه مصيبة. هذا الرجل اقوى من دب. ما حظي في التعامل معه؟

على الأقل، معي ما أشعل به النار، وحصلت على ارطال من لحم الدب. الجيد ان الجو البارد سيحافظ على نظارتها، كذلك سيسهل عليّ سلخ الفرو منه. مرحى...

لا، مهلا، الرجل يسحب جسد الدب معه للكوخ. ما قصتك يا بخيل؟ انت لا ينقصك أكل.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now