قلب السيف: ندم واعتذار

25 2 12
                                    

طريق التأمل كان عنواني، مع جهلي كيف. ما هو التأمل، والى أين سيأخذني؟ لدي كل الوقت، لكن لا رأس خيط يقودني لبداية رحلة السلام الداخلي.

الامر كان عديم الجدوى بدرجة ما. ورغم مقاومة رغبتي في التثاؤب، لكني غفوت دون قصد.

عالم السيف فكريّ وتخيليّ مثل الحلم، فهل يمكنني النوم بداخل واحد موجود مسبقا؟ أظن ان الجواب هو بلى.

وانتهى بي الامر بالغوص طبقات تحت طبقات من أجزاء من الوعي البشري العائدة لي، مثل الاستسلام لضغط من المحيط مع جهل إمكانية الوصول للقاع، كلما صدمت أرضا تظهر لي ارض تحتها.

أخيرا، وجدت نفسي في استكمال لحلم رجل الفأس من وقت مضى، تحت نفس السماء السوداء وفوق نفس الرمل الابيض.

مشاعري لا زالت متداخلة حول ما انا فيه الآن وما هو مطلوب مني، و"الجهل" كان اسم اللوحة المرسومة على وجهي.

أشعر بالسوء نحو هذا الجثمان، وهو لا زال مؤشرا على جبهته.

هل هذه طريقته في البحث عن الخلاص، او انّي مسكون بروح اول من قتلت؟ هل انا من اعتبر قاتل أصلا؟ او انّي مجرد مسبب جانبي للموت؟ لما أمر بكل هذا؟ فكرت.

لم أجد أي جواب، ولم أقدر على التصرف بالفطرة.

جثة الرجل لا زالت في طور اصدار ذاك الهدير الشبحي المتألم، انا انظر له عاجزة بالكامل عن تقديم أي مساعدة.

كيف يمكنني التخفيف على هذه الروح المتألمة؟

مشاعري ليست بتلك الصفاوة، فلا يمكنني مشاركتها معه على شكل عناق ودي. العنف هو كل ما أعرف.

ربما لا، في قلبي مساحة هائلة خُصصت فقط لاحتواء تلك الابتسامة، اول بسمة وجهت لهذه الصبي المعدم، وربما الوحيدة التي حملت قليلا من المعنى الآدمي. الابتسامة التي قابلني بها رين اول مرة.

صحيح ان عاطفته لم تكن موجهة نحوي انا بالذات، بقدر ما رأى بي انعكاس شخص آخر، لكن مشاعره وصلتني.

هل الابتسامة وحدها تكفي في هذا الموقف يا ترى؟

نظرت للفأس التي لا زالت بيدي، ثم فكرت مرارا "الحب او القتل"؟

هل الجثة التي امامي تستحق ان اشاركها حبي، او اجلب لها الموت؟

في تلك اللحظة، لم أجد حلا. غضبت، فقررت وضع الفأس جانبا.

رمي الفؤوس ليس اسلوبي، وانا لا أحب سلاحا ثقيلا ليست له مساحة قطع واسعة. الخنجر أقرب لتصوري.

يغضبني هذا الرجل بمطاردته. لربما هو يظنني مجرد لقمة سائغة حتى بعد موته، لكنه ليس متحققا من شيء بسيط. الذي يعيش في نهاية هذا الكهف، قد يكون مجرد طفل باكي، لكنه كذلك قد يكون الشيطان.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now