معمعة ريسا: الانسلاخ المتهور

12 3 1
                                    


في غرفة ضيقة ذات طابع خشبي، يمكنك ملاحظة ذرات الغبار المتطايرة من إهمال المكان. وحينما عبرت أشعة الشمس من خلال شقي النافذة، وقع النور على عينيها المغمضتين مباشرة، على شكل خط طويل ورقيق.

نهضت مع تأوهات من غلبته الثمالة لحد الاغماء، ثم وضعت يديها على جانب رأسها، تتحسس قرنيها الخفيين. "تبا، لما قرناي ثقيلان هذا الصباح؟ أشعر أني عنقي ستنكسر في أي لحظة"، فكرة ريسا ممتعضة ومتضايقة.

تخللها شعور غريب، أجبرها على النظر ليديها. حاولت قبضهما معا قبل فتحهما من جديد، فأحست بشعور يبدو مثل لو ان جسدها لم يعد ملكها. "صباح غريب"، فكرت دون ذهول.

نهضت عن السرير، تجاه الكرسي. ومن لا مكان، استحضرت مشطا من الظلام الصلب باستخدام سحرها.

تلك من بين المواقف الحياتية البسيطة التي تفتقد فيها هذه الأخيرة حياة الرفاهية بالقصر، حيث كانت العناية بشعرها المجعد مسؤولية خادمتها الشخصية.

فك تلك الخصلات وتسريحها بدا لها لوهلة مثل محاولة تجديب كومة من القش، فتمنت لو كان لها زيت شعر على الأقل.

في لحظة، رمقت معصمها بنظرات غريبة، مفكرة في استعمال دمها، لكن غيرت رأيها في الحين. هذا لم يكن خيارا نظيفا على كل حال.

توازيا مع ذلك، سمعت صوت نقر على الجانب الثاني من نافذتها الخشبية، تلاه نعيق غراب.

"الصدى"، كان اسم ذلك السحر. في العادة يتم تعليقه على حيوان مسحور، لأجل نقل الأصوات على مساحات مفتوحة. أي بطريقة أخرى، فهو بديل الهاتف النقال.

استطاعت ريسا تمييز كون الغراب مرسالا من لذن الجيش الأسود، لكنها بقيت في تساؤل حول من على الجانب الثاني من السماعة. غير انها بسهولة استطاعت تمييز صاحب الصوت، بعد انطلاقه مباشرة بالحديث.

"عودي حالا للقصر"، نطق الغراب بصوت ذكوري ثخين ليس عائدا له.

تجاهلت ريسا الغراب، ومالت بدرجة أكبر لمحاولة فك اللغز المسمى "الشعر".

قال الغراب مكملا حديثه "Hanzi في طريقه للمدينة، فما عاد لتواجدك هناك داعي. عودي قبل تعريض وريث العرش لأي خطر".

ردت عليه ريسا لا مبالية "طبعا، فأنا لكم مجرد أنبوب حاضنة. هل نسيت انّي مثل هانزي، جنرال في جيش الملك الأسود بالمثل؟ لا أظن ان لديك أي سلطة علي، وانت مجرد كبير خدم".

قال الغراب ممتعضا وعلى وشك الانفجار "هل ستضعين مستقبل مملكتنا بأكمله في خطر فقط لأجل واحدة من نزواتك؟".

ولا زالت ريسا مستمرا بالتسريح، ناسية بالكامل الطريقة الصحيحة لفعلها.

بعد بضع ثواني من الصمت، وضعت المشط جانبا بعد ان تذكرت خادمتها، فقررت السؤال. "في الواقع، هذا ذكرني. ماذا حل بخادمتي الشخصية؟ الفتاة ذات العضلات واذني الارنب، أحيانا ما تتحدث الى الحيوانات كهواية".

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now