ما بعد نهاية المدينة: حرق الروح

16 3 5
                                    


لفت ريسا بصرها في المكان، ما أجبر الاثنين على الحذر منها، خاصة بعد ذلك التصريح الشاذ والانهزامي. وبحركة من يدها، صوبت كرة ظلام إضافية، بطيئة وثخينة للغاية، ما يجعل من السهل صدها، لكن المشكلة كانت بالهدف. بشكل يناقض سلوكها السابق، قد صوبتها نحو كيوس النائم نفسه.

تحرك اكنو بسرعة، وبضربة واحدة، حولها الطابة الى غبار نجمي، بفعل تلامسها مع سيف الفضة السوداء.

لم تقدر ريسا على منع نفسها من الضحك، وقالت "تعرف ما الفرق بين البطل والشرير؟". سؤال بديهي، لذا حاولت تفسيره أكثر بقولها "انا لا اتحدث عن شيء سطحي مثل ان هذا جيد والآخر سيء. طيب القلب أول من يموت، والسبب في العقلانية". حركت يدها من جديد، حتى صوبت طلقة إضافية على كيوس، هذا ما اجبر اكنو على حمايته.

قالت ريسا "لن أنكر انّي تمنيت الإبقاء على ذلك الطفل، لكن بعد تحول وجوده الى وزن غرق، لن أتردد في التخلص منه. على نقيضك أنت أيها البطل، الذي ستحاول حماية غريب لا تعرف قصته حتى". ابتسمت في محاولة منها الشماتة به "ما شعورك ووزني قد انتقل لك؟".

استحضرت على محيطها وابلا من الكرات السوداء المتطايرة، جميعها اندفعت نحو اكنو في آن واحد، مثل مدفع رشاش. وحتى لو ان سيف اكنو مبدد للسحر، لكنه لن ينفع دون تلامس مباشر مع الهدف، فكيف له صدها جميعا، حتى مع جسده الخارق، وهو يحمي نائما خلفه.

بعض من تلك الكرات، انزلقت عن دفاعه، واصابته في بضع مناطق من كتفيه وخصره، فجثا على ركبتيه من الألم.

ريسا لم ترخي من دفاعها، حتى تحاول الشماتة به عن قرب. وقالت "طيب القلب أول من يموت. مثقلا بمثلك الخاصة، لا تملك ما يكفي من القوة للدفاع عنها. حتى البطل كيريو انهار تحت ضغط واجبه. انا اتحدث عن شخص لا يمكنك ان تكون اقوى منه. ترى ما أعني؟".

قفزت ريسا للوراء، متفادية فك تنين مائيّ حاول مهاجمتها من الخلف - من نقطتها العمياء. بحركة من يدها، تم تسميم التنين من ظلامها الخاصة، حتى تداعى داخليا من السوداء الذي تآكله، وتبدد.

حوّلت ريسا بصرها نحو فونتي القريب، وقالت مبتسمة "أرى أن لدينا شريرا آخر هنا غيري".

تحرك فونتي بسرعة، وحلّق تجاه اكنو المصاب، ثم وضع يده على كتفه منيرا بضوء أخضر شاف يحاول علاجه.

رفض اكنو العلاج، وبدلا عن ذلك رفع كيوس بيده واحدة، رماه لـ فونتي "احمله بعيدا عن هنا، والحقني". وقف بصعوبة وهو يشد على سيفه، وقال "سأحاول تأخيرها".

فونتي تشنج في مكانه يحاول التفكير، لكن في النهاية، أومأ برأسه للقبول. ليس انه راضي، فنظرته تحمل نية عدوانية شديدة نحو كيوس.

ريسا تخلصت من شعورها بالتحفظ، فما عادت مهتمة بمحاولة الإبقاء كيوس، بما ان هذا صار واجب خصميها. أخذت حريتها في القتال، ولم تتوانى في ملأ جسد اكنو بالثقوب.

Beyond the Blank Pageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن