المشعوذ الأناني: حسنة أولى

8 2 0
                                    


في اليوم الـ25 من حياة كيوس، اشرقت الشمس على شجرة تفاحة مثمرة، حيث تخلل نورها الشجيرات الصغيرة المتمايلة مع الريح، حتى سُلط عليها مثل سرب كامل من اليراعات الطافية.

وجانبها المشعوذ البنفسجي وصديقه الفارس الأحمر المدفون 3 أمتار تحت الأرض، وقد أتم المشعوذ يوما وليلة دون أن تفارق عيناه ذات المشهد. ولا زالت مخيلته محجوزة في ثانية واحدة، التي أُعلن فيها توقف قلب أخيه عن النبض.

"من قبل تم تلقيبك بعمود البركان، لكنك متت كما النملة"، فكر فونتي. "ربما من الوارد أن أكون أكثر سعادة لو أنّك من نجوت بدلا عني. والآن، لعنتك الغريبة تبعتني". "لن اعدك بالنجاح، لكني سآخذ هذا بالاعتبار على الأقل".

في ذات الوقت، مرر فونتي شريط ذكرياته عبر مجموعة المغامرات الغريبة التي خاضاها معا.

ذات مرة، قبلا مهمة صيد سرب خفافيش متضخم تحت الأرض، حتى وجدا نفسيهما في مغارة البطل اورتر -على الجانب الثاني من القارة- لسبب ما. وعودتهما منها لوحدها كان مسيرة.

استكشفا مغارة قديمة تعود للزمن الأبيض، وفيها قاتلا أشباح شياطين من نفس الحقبة. وفي النهاية كل ما ظفرا به مجرد جدارية، تم النصب عليهما في ثمنها. ولا زالت تتم دراستها في الأكاديمية الإمبراطورية. و فونتي لم ينل حكم الاستئناف بشأنها بعد، رغم كل محاولاته.

اليوم الذي قتلا فيه معنا 3 تنانين بعمق الأرض. وفي ذات الليلة راودهما حلم مشترك عن التنين الأصلي اغني. تلك التنانين كانت لها قدسية، لكن فونتي تجاهل هذا، وباعها على كل حال.

حينما حصل الاثنين على اعتراف ريزو، بعدما اراد اكنو محاولة سحب السيف من الصخرة. صارعاه معا، ولم يخترقا ريشه، لكنه كان أكثر من سعيد بالسماح لهما بمحاولة سحب السيف على الأقل.

ذات مرة وقع الاثنين في حب نفس الفتاة، فتوددا لها معا. احتدمت المنافسة، وفي النهاية اختارت اكنو. اكنو رفضها كونه ثمّن علاقته مع فونتي بدرجة أكبر.

"لربما انت فعلا قوس قزح الحقيقي هنا"، فكر فونتي غاضبا. "هل كان عليك مراعاتي؟ كنت لأحب فعلا ان يكون لي أهبل يناديني 'عمي' وأدس نحاسية في جيبه سرا". "كنت أتمنى فعلا تدليل أبنائك بكوني عمهم الفاسد".

تنهد فونتي في استسلام، وقد نال كفايته من المكوث أمام ذلك القبر، فما عاد يجلب له سوى الألم. "الأحياء أولى من الموتى. آسف رفيقي، لكن حان وقت التوقف عن الحزن عليك".

كان في طريقه للنزول عن الجبل دون وجهة محددة. وبينما هو شارد الذهن، تذكر ان لديهما معا أُسرا في الجنوب.

نعيق النوارس، صوت الموج، الرطوبة في الجو، الملوحة، السفن التجارية الكبرى، شباك الصيد. جرفه سيل من العاطفة وهو يتذكره موطنه الأصلي في قرية ساحلية.

Beyond the Blank PageМесто, где живут истории. Откройте их для себя