مفارقة البطل

12 3 0
                                    

بداخل الـ كرونو نيكسوس، فوق ارض ثلجية مثل سديم من الخيال، يعلو رأسه شفق اخضر يزين الفلك بلونه الاصطناعي، ولا تبعد عنه قمة الجبل الثلجي، مثل مشهد منسوخ عن جبل ريزو الشهير. وقف الأشقر بابتسامة واثقة يراقب السماء التي تتعرض للاعتداء من طرف طرق خارج عن هذا العالم.

دوى الرعد، وتصاعدت ألسنة اللهب الخضراء، تمزق نسيج الواقع من حوله. تكسرت القبة السماوية مثل الزجاج، ثم سقطت شظاياها على محيط اشيل كشفرات حادة.

من بطن ظلمة ذلك الشرخ، تأججت النار خروجا، تلاها الحضور القوي لكيان دي قوام بشري. ثيابه شديدة السواد، إلا من قناع عظمي واحد يخفي تضاريس وجه هذا الأخير.

قوة حضوره لوحدها كانت كفيلة بجلب الليل وفقا لخياله الخاص. بصمت ظل معلقا على ارتفاع عالي، يراقب كل ما تحته بنظرة دونية، مثل ملك يحتقر الرعاع من قومه.

بطريقة كرتونية، صاح اشيل مناديا "لو أطلت النظر لي من فوق فقد تؤلمك عنقك. لما لا تنزل هنا؟". سخرية، وطريقة واضحة لإظهار انعدام الخوف في قلبه.

بصمته الغليظ، أجاب جوريو "اعتذاراتي، لكني أكره الوقوف على نفس المستوى ممن هو أدنى".

بابتسامة متحمسة وصوت خامل قال اشيل "مفهوم". جلس القرفصاء، حتى استجمع القوة في ساقيه مثل النابض، فحرر الضغط مرة واحدة، ليقفز على ارتفاع شاهق، حتى بات واقفا حيث جوريو الآن، لا يبعد عنه الكثير. باستعمال عنصر الريح وثب، وباستعماله ظل معلقا في الهواء.

أطال اشيل النظر في عيني جوريو متحديا، ينتظر منه رد فعل. فكان رد هذا الأخير عبارة عن سؤال "لما لم تحاول القفز لما هو اعلى من هذا؟ أنا أدري أنّ بوسعك ذلك".

في تلك اللحظة، وضع اشيل يده على صدره قبل أن ينحني بأدب وتواضع "ما كنت لأتجرأ على هذا. في النهاية، وحتى ان لم أتفق مع اساليبك، أنا لا أكن لك سوى الاحترام".

"ارفع رأسك، فقد مر زمن مذ نظر شخص في عيني مباشرة"، قال جوريو كاعتراف منه بـ اشيل خصما جديرا له.

قال اشيل "لقد عبرت من خلال الكثير بالفعل. البشرية تعتبرك بلاء، بينما الجيش الأسود يراك كمخلص. بالنسبة لي انت لست أيا منهما، ولا أرى فيك ما يخيف".

"ما عاش من أطال لسانه عليّ. أتمنى أن تكون لك ما يكفي من القوة لدعم هذا الكبرياء، لأني سأكره إذلالك لاحقا"، رد جوريو، لكن ليس بغضب، بل استمتاعا بتحد قتاليّ قريب.

بعدها أشار جوريو بوجهه للبقعة حيث كان كيوس واقفا قبل عودته للواقع، ثم سأل "الذي حاولت حمايته ما عاد هنا، فلما لا زلت -أنت- كذلك؟".

"ما الخطأ في هذا يا ترى؟ لقد صرفت سنوات في صقل قدراتي. عار ألا اختبرها على من يُلقب بالأقوى"، أجاب اشيل.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now